تحتوى صفحات الحوادث فى الجرائد كل يوم على حادثة غريبة على المجتمع المصرى وهى قيام أطفال صغيرة السن بقتل أطفال مثلهم.
ومن أشهر هذه الحوادث، جريمة القتل التى ارتكبتها الطفلة هند (9 سنوات) عندما اعتدت على طفل آخر (7 سنوات) بقطعة سيراميك بهدف إبعاده عن الجلوس أمام منزلها وأصابته بجرح فى رقبته أدى إلى وفاته على الفور، أما الحادثة الثانية فهى للطفلة زينب (10 سنوات) والتى قامت بقتل الطفلة بسملة (4 سنوات) التى خرجت من منزلها لترمى قشر اللب والسوادنى ثم ذهبت لتلعب مع زينب التى قامت بوضعها فى برميل زيت وتوفيت بالطبع.
وفى الأيام الماضية شهدت منطقة أوسيم جريمة شروع فى قتل عندما قام طفل (15 عاما) بخطف طفل (5 سنوات) من إمبابة إلى أوسيم فى توك توك وأخذ يمزق رقبته وجسده بشفرات حلاقة ثم وضع حجر ثقيل على صدره وتركه يصارع الموت على الطريق.
اليوم السابع سأل عددا من الخبراء فى محاولة للتعرف على أسباب توجه الطفل ببراءته المفترضة إلى قاتل.
فردت د.وفاء المستكاوى مدير إدارة الدفاع الاجتماعى أن هذه الحوادث هى حالات فردية تحدث عن طريق الخطأ وليست ظاهرة، لأنها غير منتشرة فى المجتمع أو بين الأطفال، مشيرة إلى أن عنف الطفل على الطفل له أسباب كثيرة يمكن حصرها فى أن الأسرة أصبحت تمارس عنفا على الطفل أثناء تربيته وهو يريد أن يعتقد أنه كبير سنا وبالتالى يقوم بتقليد الكبار فى جميع سلوكياتهم.
وأضافت أن هناك العديد من الثقافات الفقيرة التى تمجد العنف وتغرسه فى الأطفال منذ صغرهم مثل ارتباط مفهوم الضرب بالرجولة عند البنين وكذلك متعلقة بالنضوج عند البنات، بالإضافة إلى أسلوب التربية الخاطئة التى تقوم بها الأم أو الأب عندما تقوم بتعليم للطفل أن العنف وسيلة لأخذ الحق "اللى يضربك اضربه"، أضف إلى ذلك أفلام السينما والكرتون التى تعزز العنف.
أما د.هاشم بحرى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر فقد أرجع حدوث مثل هذه الحوادث إلى سببين أساسيين أولهما نظام التعليم الفاشل فى مصر الذى يعتمد على التلقين وليس الابتكار، وثانيهما هو طاقة الطفل التى أصبحت محبوسة بداخله.
أما هبة ياسين كاتبة الأطفال فأكدت أن هذه الحوادث أصبحت أمرا طبيعيا للمجتمع يتميز بالصوت العالى والعنف سواء فى الشوارع أو داخل المنازل، فالطفل يتعرض كل يوم لمشاهدة خلافات بين الأم والأب، بالإضافة إلى مشاهد العنف فى السينما والتليفزيون والكارتون.
أما د.هشام عطية أستاذ الصحافة بكلية إعلام جامعة القاهرة فقد وصف تحميل الإعلام المشكلة بالاستسهال، بينما انتقد التوسع فى نشر التفاصيل الدقيقة للجريمة.
