أفهم تماماً رغبة القيادة السياسية فى كل من القاهرة والجزائر فى احتواء تداعيات العدوان الهمجى على الجمهور المصرى فى مباراة السودان، وأفهم تماماً رغبة "العقلاء والحكماء" على الجانبين فى عدم جعل موقعة نصف النهائى بأنجولا امتداداً للأزمة التى بدأت رياضية، وانتهت سياسية بين شعبين شقيقين ينامان على كنز من المحبة المتبادلة التى لا يعكر صفوها سوى تعصب كروى بغيض بين قلة هنا وقلة هناك..
لكن ما لا أفهمه ألا نستوعب الدرس وأن نكرر الأخطاء نفسها اكتفاءً بالنوايا الحسنة وتكون النتيجة هرب جمهورنا إلى المطاعم المغلقة، ليختبئوا مثل الفئران المذعورة تحت الترابيزات!
وأنا هنا لن أدق طبول الحرب على البلطجية الذين روَّعوا نساءنا بالأسلحة البيضاء، ولن أنادى بجسر جوى عسكرى يحمل سجناء مصريين يفتحون سراويلهم "وقت اللزوم" عملاً بقاعدة "المعاملة بالمثل"!
كل ما نرجوه هو أن يعى البهوات المسئولون "لاسيما فى الخارجية والمجلس القومى للرياضة" أن رغبة القيادة السياسية فى التهدئة لا تعنى بالضرورة تكرار الإهانة، حتى لا يظن من فى نفسه مرض أن كرامة المصرى من أرخص ما يكون!، أما بالنسبة للمعلم حسن شحاتة فيجب أن يعرف أن موش كل مرة تسلم الجرة، وأن أداءة الفاشل فى لقاء أم درمان لن نقبل بتكراره، وأنه لولا العدوان البربرى من بعض الجماهير الجزائرية لكان حساب الجهاز الفنى عسيراً، لا أقصد أننا يجب أن نفوز بالمباراة، ولكن على الأقل يجب أن نلعب برجولة وبأداء مقنع ولائق أما النتيجة فبيد المولى سبحانه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة