مشيت في شوارع بلاد كتير. و اشتغلت شغلانات أكثر. قابلت فيهم ناس أصحاب سلطة و مركز و ألقاب تخوف. دول ناس بنتفرج عليهم، و مالناش دعوة بيهم. و برة مكاتبهم و في الشوارع مرت عليا وشوش ناس من الشعب زيي أنا. قابلت ناس عندهم أحلام عايزة تبقى حقيقة. و قابلت ناس مصرة تعيش بس في الأحلام. و قابلت ناس أجهضوا أحلامهم من سنين. و الحلم لأي شخص هو حق إنساني بحت. حقهم و اللي أكبر من حقهم إنهم يحلموا ،سواء كبرت الأحلام أو صغرت، و أكثر من كدة قابلت نفسي مرة قدام المراية و سألت نفسي هو لو هند الحناوي سلفتني أهلها أسبوعين، يا تري هيحصل إيه؟ هاعرف أحقق حلمي؟ هاعرف آخذ حقي؟
قولولي كده يا شعب يا عربي ياللي ماشي في الشارع العربي ومات في عينيك الأمل، و انسحبت منه روح العزيمة و بقيت ماشي هايم في الشوارع، ظل بني آدم من غير كيان أو جسد لما صحي على الدنيا و لقى نفسه صفر على الشمال في دفاتر الأكابر ، كام واحد فيكم اترفد ظلم؟ كام واحد فيكم ما عرفش رغم أحقيته الكاملة إنه يشتغل الشغلانة اللي قعد سنين يحلم بيها و حارب بس ما قدرش في الآخر ياخد حقه و سلم و قال ما اشتغل تاكسي؟ كام واحدة فيكم اطلقت من غير سبب؟ و كام واحدة متجوزة بس مش واخدة أقل حقوقها من الإحترام و التقدير؟
كام واحد فيكم ليه فلوس أو ملك عند حد صاحب سلطة أكبر و حاول بكل الطرق يرجع حقه بس في الآخر فهم إن الحياة لا تحمي الشرفاء المغفلين؟ و قولولي كام واحدة فيكم حبت بجد و أعطت حب و إخلاص و ضحت و في الآخر حبيبها قالها سكة السلامة. ما هو مش شرط عقد جواز و لا طفل بس استغلال المشاعر و استنزاف أحاسيس الإنسان مش ظلم؟ أكبر ظلم.
كام واحد بقى منكم و أولكم ممكن أنا، عمل زي ما هند الحناوي عملت؟ وقفت و زعقت: حقي!!! و ارفع قضية و مش أي قضية، قضية رأي عام و خلو الإعلام و الصحافة تتكلم. أنا بنت عادية اسمها هند، بس ده مش معناه إنو أسلم لما يروح حقي و ادفن راسي في التراب و أقول: طب أنا مش أول واحدة. ما اعمل زي ما أي واحدة مكاني هتعمل. كان ممكن تغلط نفسها و كان ممكن أهلها وأدوها في ساعتها. و كان ببساطة كل الشعب هيقول ماهي اللي أصلها غلطانة. بس لأ هند و أهلها هم بس اللي صح. و إن كان في غلط. فده مش معناه أسكت عن حقي و كرامتي.
بارفع القبعة لأهل هند. ياريت كان كل أب و كانت كل أم زي أهل هند الحناوي. عشان يوم ما حد فاكر إنه يمتلك اليد العليا في الأمور إنه اللي مفروض يكون ضحية مش هيسكت و هيكون عنده أهل وراه بيتكلموا بحجة الحق و المنطق. عارفين لو كان فيه برنامج يعمم أسلوب و تربية هند الحناوي على الناس كلها كان إيه اللي هيحصل؟ ما كانش هيبقى فيه إذعان ولا ظلم لأن الضعيف عارف إزاي يدافع عن حقه و يجيبه و بالقانون. ولا ناس بتتظلم من واسطة، و لا واحدة لا مؤاخذة بتشتغل في قناة كبيرة بمرتب كبير وصلتله عن طرق ملتوية و أكياس سيليكون . وفي واحدة معاها ماجستير إعلام قاعدة في بيتها بتتفرج عليها و مش بأيديها حاجة. ولا واحد استجرى عشان معاه عربية جامدة يشتم حد في الشارع عشان غلط.
ليه كل العدالة دي؟ علشان أهل الحق ما بقوش يسكتوا على حقهم. درسوا تجربة هند الحناوي و درسوا عقلية أبوها و أمها و بقى اللي المجتمع شايفه غلط وضعيف اتعلم يحافظ على حقه و يصونه ويقف قدام الدنيا كلها و ما يخافش من حد المفروض إنه أقوى منه. كل اللي استغرب من هند و كل اللي ضرب كف بكف لما شاف أهلها بيتكلموا و بيدافعوا عن حق بنتهم. دلوقتي حتى الطرف الآخر المرتبط في القضية بيتكلم عليها و على أهلها إزاي؟ بكل احترام و تقدير و إجلال.
إذن، أنا أطالب بتعميم مادة في كل المدارس في أنحاء الوطن العربي و أولهم السعودية ومصر مادة اسمها "هند الحناوي" و تعميم دورات قبل الزواج إلزامية لكل حديثي الزواج حتى يتعلموا من والد و والدة هذه الفتاة. مانتوا يا إما تجيبوا عيال تقفوا جنبهم و تعرفوا تاخدلهم حقهم. يا إما ما فيش لازمة من الخلفة.
و أخيرا عزيزتي هند: هاتفي لدى المحرر و لو تسمحيلي فعلا سلفيني أهلك بس أسبوعين. ممكن؟
اعلامية سعودية *
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة