مطلقات أعمارهن لم تتجاوز الـ 20 عاما ضحايا جواز الصالونات، وأخريات تجاوزن الخمسين عاما يدفعن ثمن ظروف اجتماعيه قاسية وآراء باليه فى ظل عرف المجتمع الذى يرى أن "ظل راجل ولا ظل حيطة"، بغض النظر عن عمر الفتاة أو مدى استعداها النفسى أو الذهنى لتلك التجربة الحياتية الهامة، مما يجعل الطلاق فى بعض الأحيان هو الحل الأسهل، رغم أنه أبغض الحلال عند الله، اليوم السابع يستمع لقصص مطلقات قبل وبعد الخمسين ممن لحقوا بقطار المطلقات.
جهاد (20 عاما) حاصلة على دبلوم تجارة، مطلقة، وتعول طفلا عمره ثمان أشهر، تزوجت منذ عام بمندوب شرطة، حاصل على الإعدادية، وطلقت بعد أقل من عام ونصف، بعد تجربه زواج تعرضت فيها لضرر نفسى وجسدى كفيلان بالطلاق دون أى التفاف لكلام الناس، تقول "تجوزت جوازا تقليديا فى بيت الأسرة، وكلما اقترب موعد ولادتى كانت إهاناته تتضاعف لى، وعلى الرغم من ذلك ارتضيت عيشته حتى مع رفضه دفع تكاليف المستشفى والولادة، لكنه ظل يضربنى بعنف وأنا عارية، ويمنعنى من زيارة أهلى".
"أول جوازة كانت ابن المشرفة فى مدرسة والدتى" هكذا بدئت شيماء فتح الله، (22 عاما) فهى مطلقة مرتين تتذكرهما قائلة "أول جوازه كان عندى 18 سنة كان جوزى وقتها مطلق، وعنده طفل، كما قال لى، إلا أننى اكتشفت فيما بعد أن مراته الأولى لسه على ذمته، غير اللى شفته معاه جوا أوضة النوم" اكتشفت أنه "شاذ"، ولما رفضت إلحاحه كان بيضربنى وطلقنى بعد 20 يوم جواز، ولم تتوقف مأساة شيماء عند الطلاق، فوالدها أخذ 3 آلاف جنيه من مؤخرها بحجة وقوفه بجوارها.
أما عن زيجتها الثانية فتقول عنها: "قعدت معاه 3 سنين، لكن بعد الجواز اكتشفت أنه صاحب كوبايه، كان بيضربنى، وعلى الرغم من ارتضائها لمرارة العيشة" فالناس ما بترحمش" إلا أنها لم تستطع المواصلة ومره أخرى تنازلت عن حقوقها للطلاق.
الحاجة نبوية أنور (50 عاما) عاملة نظافة مطلقة، ولديها ثلاث بنات، إحداهن مطلقة أيضا، تسكن نبوية فى غرفة وصالة وتعانى من الكبد والربو، وتتقاضى 400 جنيه فى الشهر، وتدفع 300 جنيه علاج تقول "جوزى راجل مزواج، أتجوز قبلى 3 وعنده خمس عيال، كان سواق ولما زادت عليا ظروف المرض وكثرت مصاريف العلاج طلقنى وراح أتجوز، ولظروف الحياة القاسية تعمل نبوية أكثر من شغلانه".
حافظة عبد الحافظ (48 عاما) مطلقة منذ 7 سنوات ولديها ولدان، الحاجة حافظة تعيش بـ250 شهريا، عانت من زواجها طيلة 25 عاما مع رجل يفضل المكوث بالمنزل، منتظرا ما تحصده زوجته من جنيهات، مضيفة: "جوزى كان بيشتغل قهوجى، لكن عمره ما كمل فى شغلانه، وكنت بقول "ضل راجل ولا ضل حيطة".
وعن ظروف طلاقها قالت حافظة "مصاريف العلاج والعيال غالية، وجوزى كان رافض للشغل، وعايش على السلف من صحابه، بصراحة ما قدرتش استحمل وطلبت الطلاق".
مها سيدة مسيحية (40 عاما) مطلقة مرتان، لديها ثلاث أطفال أشهرت إسلامها حتى تتزوج من الرجل الذى أحبته، ولكنها لم تكن تدرى أنها على موعد مع قدر تعس تقول "أتجوزت من حوالى 12 سنة، كنا فى مصنع واحد، وأسلمت علشان نتجوز لكن بعد بأسبوع بان على حقيقته"، "كان بياخد شغلى ويبيعه لحسابه، وطفشت منه، فقدم بلاغا فى أمن الدولة فى أهلى بأنهم خطفونى".
ورغم معاناتها مع زوجها إلا أنها استمرت معه من أجل العيال، لكن بعد 8 سنوات طلبت الطلاق بعدما تنازلت عن حقوقها.؟
أما جوزتها التانية فتقول عنها "وافقت لأنى كنت عايزة حد يربى معايا العيال"، وبعد سنة دخل المستشفى ووقفت جنبه، لكن أول لما قام واشتغل أتجوز عليا وطلقنى".
وعن رأى علماء الاجتماع فيما يتعلق بتلك الفئة يقول الدكتورة أحمد عبد لله: "النظرة المجتمعية لتلك الفئة لن تتغير، فهى ثقافة مرسخة، فالمجتمع المصرى ينظر للمرأة على أنها عاهرة حتى يثبت العكس".
مشيرا إلى أن الأهم هو تأهيل الفتيات قبل الزواج، ففئة ما وصفهن بالأطفال المطلقات لم تكن مؤهلة منذ البداية للزواج، وأغلبهن من فئة حاملى الدبلوم، وهؤلاء قنبلة موقوتة فأقصى أحلامهم هو الكوشة والزفة، لكن ماذا عن الزواج ومسئولياته لا شىء، وبالتالى تتزايد معدلات الطلاق.
مشيرا إلى أننا نحتاج وبشدة لترسيخ مفهوم الزواج، ثم المحاولة مع هذه الفئة لتغير نظرتهن لأنفسهن، بمعنى أن يتجهوا للبحث عما يحقق لهن الإشباع الذاتى تجاه أنفسهن، بما يعود عليهن من احترام للذات، وعائد مادى يؤهلهن لمواجهة كافة ضغوط المجتمع، حتى لا يحصرن بين مطرقة وسندان الحاجة للمادة والنظرة المجتمعية.
لأن أزواجهن لم يعترفن بسن أو عشرة عمر أو عيال..
قصص مطلقات يرفضن العيش فى ظل رجل
الخميس، 21 يناير 2010 03:13 م