قالت المهندسة عفاف بدران، ابنة صديق الدكتور الراحل مصطفى محمود، إن هناك أخطاء وأكاذيب يتم نشرها بالصحف حاليا عن حياة مصطفى محمود تضر بسيرة الراحل، مؤكدة أن محمود على سبيل المثال ليس صيدليًا، كما ذكرت بعض الجرائد، ولكنه دكتور أمراض نفسية وعصبية، وناشدت عفاف أبناء الدكتور مصطفى محمود بالتصدى للأخطاء التى تنشر عنه فى الصحف، وتضامنت معها فى ذلك الكاتبة لوتس عبد الكريم.
جاء ذلك خلال الندوة التى نظمتها أمس، الاثنين، مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك، بعنوان "مصطفى محمود بين العلم والإيمان"، واستضافت الكاتبة الدكتورة لوتس عبد الكريم، وأدار الندوة وافتتحها محمد حمدى مدير المكتبة، وحضرها شريف الجندى ابن شقيق الفقيد الراحل والمستشار الإعلامى لجمعية مصطفى محمود، وعدد كبير من الضيوف جاءوا من مختلف محافظات مصر، وأكدوا على أهمية مجيئهم ليدلوا بشهاداتهم وبفضل الدكتور مصطفى محمود عليهم.
من جانبها قالت لوتس عبد الكريم إنها تشعر بالفخر كونها تتحدث عن الدكتور العلامة مصطفى محمود قائلة "يشرفنى أن أقول أنه أبى وأخى وأستاذى، ويشرفنى أنى كنت أول من كتب عنه لأنبه الرأى العام عن اختفائه"، ووجهت اللوم للصحافة والإعلام معًا على تجاهل محمود متسائلة، "هل من الضرورى أن نتذكر محبونا بعد موتهم؟، وقالت عبد الكريم إنه بدلاً من أن تهتم الصحف والإعلام بما كتبته عن مصطفى محمود، هاجمتنى، فى حين أن السعودية كتبت أن صحفية واحدة فقط تذكر مصطفى محمود، وأيضًا كتبت مجلة دبى الثقافية عن ذلك، مضيفة أن الدول العربية والعالمية تذكر أعلامنا ونحن لا نذكرهم إلا بعد موتهم.
وعن علاقة مصطفى محمود بالفنانين، قالت عبد الكريم إن الموسيقار محمد عبد الوهاب كان يسأله "الوساطة" ويقر له بذنوبه، وكان يستأنس به، ودائمًا ما كان يتصل به فى الثالثة بعد منتصف الليل، وهو خائف من الله، ويطمئنه مصطفى محمود ويقول له "قم صلى ركعتين لله"، وكان مصطفى محمود يقول "لو بدل عبد الوهاب الفن بالسياسية لأصبح أعظم سياسى فى التاريخ"، وكان يقول كل منها للآخر "يادرش، ويا عبُد الورد"، والملكة فريدة كانت تلجأ إليه عندما كان يستعصى عليها شىء رأته، وتتصل به هاتفيا، وتناقشه فيما يستعصى عليها.
وقالت كان عبد الناصر قاسيًا جدًا على مصطفى محمود، ومنعه من الكتابة، لأن مصطفى محمود كان ينتقده، وقال عنه "إنه طرد الإنجليز ليدخل مكانهم اليهود"، وحينما اعتنق الشيوعية صفقوا له وكان منهم محمود أمين العالم، بينما عرض عليه السادات أن يكون وزيرًا فرفض، وقال لا أطمح إلا أن أكون خادمًا لكلمة لا إله إلا الله، وأضافت أن مصطفى محمود كاتب يصعب الكتابة عنه أو الاقتراب منه، ولم نستيقظ إلا على وفاته.
وعن جلساته الصوفية قالت باجتهادى الشخصى كنت أحاول أن أعرف ما يحدث، ولكنه كان لا يعطينى إلا عُشر الحقائق، وكانت له شطحات صوفية جدًا.
وأكدت لوتس أن مصطفى محمود أراد أن تكون جنازته شعبية من الفقراء والمساكين، فكان له ما أراد.
وتحدث ابن شقيقه شريف الجندى على تجاهل الدولة لمصطفى محمود يوم وفاته، قائلاً إن أمن الدولة أمر بخروج الجنازة بعد صلاة الظهر حتى لا يكون هناك عدد كبير من الناس، فى حين ظل أفراد من الأمن معهم حتى تم الدفن، ووصف الجندى حجرة مصطفى محمود التى كان يطلق عليها "التابوت"، مؤكدًا أنها مازلت كما هى عليه "فالحجرة مكونة من واجهة من الطوب الأحمر، أما سقف الحجرة فمن الخشب الحُبيبى، وكان يسميها "التابوت"، وقال الجندى إنه جارى تحويل الحجرة إلى متحف يضم مقتنيات مصطفى محمود.
واعترض الجندى على تصريحات لوتس "لليوم السابع" التى أكدت وجود خلاف فى الجمعية وتجاهلها له، فأكدت لوتس أنها علمت بكل ما يدور من أمل وأدهم، وأن الجمعية أخطأت فى حق مصطفى محمود كثيرًا.
فيما ناشد الحاضرون المركز القومى للترجمة بترجمة أعمال مصطفى محمود، وإعادة إذاعة برنامجه العلم والإيمان، وعمل ببلوجرافية عن حياته كلها، وتوثيقها، واختتمت الندوة بقصائد شعرية مرثية عن الراحل مصطفى محمود.
أسرة مصطفى محمود تناشد الصحافة بتحرى الدقة فيما تكتب عنه
الثلاثاء، 19 يناير 2010 02:22 م
جانب من الندوة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة