"جمعية منتظرى الزعيم.. نيران صديقة.. عمارة يعقوبيان.. شيكاغو"، ليست مجرد قصص قصيرة وروايات ساحرة احتار قراؤها فى طريقة كتابتها البديعة التى جعلتهم ينقبون عن سر كاتب هذه النصوص ليعرفوا أنه "علاء الأسوانى، الأديب" ولكنهم ربما لا يدرون أن وراء هذه القوة الأدبية الكامنة، قوة أخرى تكاد تضاهى الأولى ألا وهى قوته الطبية.
فقد اختار الأسوانى الذى ولد فى 26 مايو 1957 أن يتم دراسته الجامعية فى طب الأسنان فى جامعة الينوى بشيكاغو بعد أن تخرج فى مدرسة الليسيه الفرنسية بمصر وعلى الرغم من إصراره على إكمال دراسته بالخارج لدرجة جعلت البعض يتوقع بنبوغه فى مجاله الطبى، إلا أنه حقق هذا النبوغ فى مجال الأدب، ولكنه لم يكن الفريد فى أسرته فى ذلك فهو يشبه أبيه الذى كان يعمل محامياً إلا أنه احترف كتابة الروايات أيضا.
يحكى الأسوانى فى مجموعته القصصية (نيران صديقة) عن العلاقة بين وظيفته ككاتب، ووظيفته كطبيب التى كثيراً ما تتداخل إذ إنه ذهب فى أحد الأيام، بعد انتهاء عناء يوم شاق فى عيادته، إلى أحد البارات الموجودة فى وسط البلد بجوار مطعم فلفة السياحى للحديث مع مرتادى البارات ومعرفة طبيعتهم حتى يتسنى له التعبير الدقيق عن مرتادى هذه البارات فى روايته التى لا تكاد تخلو من ذكر السكارى.
ولكنه عند خروجه من هذا البار اكتشف أن أحد مرضاه الذين يتردد ون عليه باستمرار قد شاهده من بالكونته الواقعة فى الشارع أثناء خروج الأسوانى من البار، وعندها اعتقد مريض الأسوانى أن طبيبه من مرتادى هذه الخمارة ولكن الأسوانى نجح فى إقناعه بعكس ذلك عندما ذهب إليه فى العيادة لإجراء الفحص الدورى على أسنانه.
والعجيب أن الأسوانى لم يحصل على التقدير الطبى مثلما حصل على تقديره كأديب إذ يعد الأسوانى أول مصرى يحصل على جائزة برونو كرايسكى والتى فاز بها المناضل الأفريقى "نيلسون مانديلا"، وذلك تقديراً لمجهوداته الأدبية فى مجال القصة القصيرة والرواية.
الأديب علاء الأسوانى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة