فى مشهد غريب من الصعب التعرف من خلاله عما إذا كان الرجل فى كامل قواه العقلية، أم أنه أصبح "الرجل الذى فقد عقله"، تراه على الرصيف المقابل لنقابة الصحفيين رجل معاق ثلاثينى يجلس على كرسى بشكل الأسد وخلفه قرنين معلقين، وبصعوبة بالغة فى التحرك يقوم بتعليق لافتات تدين مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين".
يقول بغضب: أنا حسام عبد الجليل عندى (38 سنة) كنت بشتغل صحفى فى جريدة الغد قبل إغلاقها، ومعتصم ومضرب عن الطعام أمام النقابة من يوم 3 يناير حتى الآن وفجأة وجدت بعض الأفراد يتهجمون على بالضرب بطفايات الحريق، وبودرة الطفايات، والسبب أنى طالبت بالإفراج عن مجدى حسين، والحقيقة ليست هذه هى المشاركة السياسية الأولى أو الأخيرة لى، فقد تربيت فى بيت عسكرى لأن والدى شارك فى حرب 1973 وشارك فى معركة المزرعة الصينية ضد شارون ودفع حياته مقابل الوطن.
يضيف عبد الجليل فقدت ساقى عام 2003، حيث أصبت بجلطة شريانية بعد ما وصلنى خبر سقوط بغداد واحتلال العراق فاتجهت عام 2005 لكتابة قصيدة سياسية رافضة لهذا، وانضممت لحزب الغد وبدأت أعمل مصححا فى الجريدة، وعندما حدثت أزمة اقتصادية لها تحولت لمحرر لنقص المحررين كل هذه الفترة وأنا ناشط سياسيا ووقفت بجانب الناشطة إسراء عبد الفتاح عندما تم اعتقالها على خلفية إضراب 6 أبريل، وحاولت السفر لغزة فى ديسمبر 2008 الماضى مع الناشطين احمد دومة وضياء محمد، ولكن فشلت بسبب اعاقتى وتم القبض على ثم تركونى وهناك شاهدت خلية حزب الله يتم تعذيبها فتقدمت بلاغ للنائب العام عما رأيته وأصبحت شاهد نفى فى القضية".
لم يفكر حسام أن ينضم لحزب أو جماعة سياسية معينة فهو يرى "أن الممارسات الحزبية فى مصر باتفاق مع النظام الحاكم فلا يوجد استقلال سياسى أو حزب جدير بالعمل معه "، لم تخلو حياته من التخبطات الاجتماعية، حيث تزوج ثلاث مرات وفى المرة الأولى طلبت زوجته الطلاق، فى حين طلبت الثانية الخلع ولكنه وجد حب حياته كما يصفه حيث تزوج من الثالثة عرفيا وقرر ألا يتركها، وله ثلاث أطفال من زوجته الأولى والثانية. يحصل حسام على معاش من القوات المسلحة قدره 1300 جنيه يصفه بالقليل حيث لا يكفى احتياجاته وأولاده وزوجاته، كما أنه لم يفكر فى الاستمرار بالعمل فى الصحافة لعدم وجود صحافة مستقلة فى مصر كما يقول.
حاول حسام أن يقف ضد بناء الجدار العازل على الحدود مع غزة حيث قام بجمع 37 توقيعا رافضة للجدار أثناء اعتصامه أمام النقابة ويؤكد "تعرفت على أفراد كثيرين أثناء الاعتصام ولهم مراكز كبيرة فى البلد كلهم ساعدونى وأيدونى".
كما أنه فكر فى جمع توقيعات رافضة للتوريث، لأنه لم يجد أى تحرك من الأحزاب السياسية التى تدعم التوريث مع الحكومة على حد قوله فكلهم "بتوع فضائيات".
وعن خطواته القادمة أكد عبد الجليل أنه سيستمر فى دعم مجدى حسين حتى يتم الإفراج عنه وبعدها سيسافر لحزب الله لانضمام لحركات المقاومة هناك، وبالرغم أن له ثلاث أبناء، إلا أنه لا يخاف من الاعتقال فهو يقول الأفضل لى أن أموت وأنا أدافع عن حقوق أبنائى وبلدهم، بدلا من أن أموت وأنا أعيش بجانبهم، كما أننى الآن أربى ثوريين يدافعوا عن حقوق وطنى، وابنى سيكون من محررى القدس"!
حسام عبد الجليل مواطن مصرى نفسه ينضم لحزب الله
السبت، 16 يناير 2010 08:47 م
حسام عبد الجليل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة