عم محمد سيد (55 عاما) لديه طاقة من العمل والابتكار كأنه شاب فى العشرين. لم يمنعه فقده لبصره من الكفاح، بل تحداه ليكون سلاحه برغم كبر سنه، وبعد 32 عاما قضاها فى العمل كمحاسب ثم نجارا قرر أن يغير مسار حياته منذ 3 سنوات فقط ويلتحق بكلية الحقوق ليحقق حلمه القديم فى أن يصبح محاميا.
دون مقدمات كثيرة بدأ عم محمد يحكى مشواره مع الحياه قائلا «أنا زى أى إنسان طبيعى ممكن المرض يخليه يعيد ترتيب حياته كلها، كنت بشتغل محاسب بإحدى شركات القطاع العام حتى أصبت بمرض فى عينى أفقدنى بصرى نهائيا بس باقى الحواس كانت عندى سليمة، أجبرتنى الإدارة بعدها أن أتخلى عن عملى.. اشتغلت مع والدى فى ورشة النجارة الخاصة به وسرعان ما توفى والدى فاضطررت أن أعمل بمساعدة أبنائى وبالرغم من صعوبة العمل، فإننى استطعت أن أصنع غرف موبيليا كاملة عن طريق التخيل ونجحت فى تعليم أبنائى الثلاثة 2 منهم تخرجوا فى كلية الحقوق والبنت من كلية الهندسة.
وعن كيفية تحول حياة عم محمد من نجار لمحام، قال بفصاحة المحامى وعبقرية أولاد البلد «جاءت العقبة الثالثة فى حياتى وفقدت ورشة النجارة والبيت الذى كنت أسكن فيه فى زلزال 1992 واضطررت لتأجير شقة وورشة إيجار جديد، ولكن اشتد على المرض وأصبحت غير قادر عليه ففكرت فى تغيير نشاطى والتحقت بكلية الحقوق أملا فى أن أعمل محاميا أو مأذونا شرعيا أو أى وظيفة أخرى تدر على دخلا ثابتا.
وضرب عم محمد عرض الحائط بكل المعوقات قائلا « كان لازم مابصش ورايا لأن المعوقات كانت من جوة أسرتى ومن كل اللى حواليا لأنى فى كل الأحوال عندى مشاكل فى ركوب المواصلات، بس فعلا كنت قلقان وخايف، من عدم القدرة على قراءة الكتب، لكن ربنا حلها ولقيت زميل لى بيقرالى الكتب، وبعد كده كنت بقلق من الشخص اللى بيكتب بدالى فى الامتحانات».
«أنا عدم اليأس شعارى وحب الحياة جزء مننا خلقه ربنا فينا» بهذه العبارة البسيطة لخص عم محمد فلسفته الخاصة فى الحياة، وأضاف قائلا: كل واحد فينا جواه نقطة نور مضيئة المهم إنه يلاقيها، ودا مش شىء مقصور على الأصحاء فقط أو المكفوفين، إنما دا حق الحياة اللى لازم نعيشها ونكون جزءا مهما من تفاصيلها القاسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة