صدر عن دار الشروق كتاب جديد للروائى التركى أورهان باموق، الحائز على جائزة نوبل فى الأدب عام 2006.
ألوان أخرى قامت بترجمته سحر توفيق، ويتضمن الكتاب ألوان متعددة من الكتابة للكاتب أورهان باموق، حيث يشير فى مقدمة الكتاب إلى أنه يتكون من أفكار وصور وشذرات من الحياة، لم تجد طريقها إلى رواياته، فوضعها معا فى الكتاب على شكل سرد متصل.
وجمع باموق، هذه الكتابات لتشكل كتابا يدور فكرته الرئيسية حول السيرة الذاتية، حيث أكد فى المقدمة أنه تخلص من جزئيات كثيرة، واختصر جزئيات أخرى، كما استعان بمقتطفات من المقالات والمذكرات ومنها الأحاديث الثلاث التى نشرت ككتاب منفصل بالتركية تحت عنوان "حقيبة أبى" والتى حملت محاضرة نوبل نفس العنوان أثناء تسلمه للجائزة.
مقالات حياة أورهان باموق، بدأت منذ كراهيته للمدرسة فى صباه، إلى الأحزان المبكرة فى طفولة ابنته، ومن نضاله الناجح للإقلاع عن التدخين، إلى القلق الذى تولاه لدى احتمال شهادته ضد لصوص سرقوه أثناء وجوده فى نيويورك.
كما كتب باموق عن الالتزامات العادية التى كانت تبعده عن الكتابة مثل استخراج جواز سفر، وحضور وجبات الأعياد مع الأقارب، ويعلن باموق إيمانه بالأدب القصصى وينهمك فى تأمل أعمال الكتاب السابقين، مثل لورنس ستيرن، دستويفسكى، كما يعلق على رواياته الخاصة مثل اسمى أحمر، القلعة البيضاء، وضمن الكتاب أيضا مختارات من اللقاءات الصحفية حول مؤلفاته.
تتعاقب فصول الكتاب التى تقدم العالم من خلال عين مؤلفه، ويسيطر على قارئه شغف متواصل أثناء القراءة، ربما يرجع أسباب هذا الشغف إلى براعة باموق فى شد خيوط قارئه وإحاطته بأدق تفاصيل حياته، مثل عشقه للكتابة، التى مثلت بالنسبة له عقارا دوائيا يوميا يجب أن يحصل عليه، وإلا تعرض جسده لعدة أعراض جانبية سيئة، منها صعوبة الحركة، وتصلب المفاصل، وانبعاث رائحة مختلفة لأنفاسه، وهو ما عبر عنه باموق فى أولى مقالات الكتاب " المؤلف الضمنى" بقوله: الحياة مليئة بالأشياء التى تتآمر على إبعاد الشخص عن الأدب. نشر ألوانا أخرى لأول مرة فى اسطنبول عام 1999، ثم أعاد باموق ترتيبه، ليأخذ هذا الشكل الحالى.
يذكر أن باموق ولد عام 1952 فى تركيا، درس العمارة لثلاث سنوات، فى جامعة اسطنبول، ثم تركها ليتفرغ للكتابة، وفاز بجائزة نوبل فى الآداب عام 2006، كما فاز بالعديد من الجوائز الأدبية منها جائزة دبلن الأدبية، عن روايته "اسمى أحمر" عام 2003، وترجمت أعماله لأكثر من خمسين لغة، ومن أعماله " جودت بيه وأولاده" 1982، البيت الصامت 1983، القلعة البيضاء 1985، الكتاب الأسود 1990، الحياة الجديدة 1990، اسمى أحمر 1998، الثلج 2002، متحف البراءة 2008.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة