حذر عدد من المحللين بالبورصة صغار المستثمرين من خطورة الاستثمار من خلال ما يسمى بـ"الجيمات" على أسهم بعض الشركات غير الملزمة بأى قواعد إفصاح أو شفافية عن أعمالها أو خططها المستقبلية وملاءتها المالية وأرباحها أو خسائرها، وغير ذلك من المعلومات التى يجب أن تتوفر لدى أى مستثمر بالبورصة عن أى شركة يرغب فى الاستثمار فى أسهمها.
الجيمات هى ظاهرة بدأت تزداد بصورة ملحوظة فى السوق المصرى وهى أن يقوم المستثمرون بالتعامل على أسهم شركات معينة غير ملزمة بمعايير الشفافية والاستثمار بها عالى المخاطر فى مقابل إمكانية تحقيق معدل ربح عال أيضا ولكن بدون ضمانات أو حماية من أى نوع من إدارة البورصة، لأنها غير مسئولة عن الاستثمار فى الشركات غير الملتزمة بشروط القيد والإفصاح المعمول بها.
عمرو الفار رئيس قسم معاملات الأفراد فى شركة نعيم القابضة للأوراق المالية أكد أن هذا النوع من التعاملات كثرت بصورة ملحوظة خصوصا فى عام 2009، وهى غالبا من تحدث على الأسهم الصغيرة وليس فى الأسهم الكبرى القيادية، التى غالبا ما يتعامل عليها المستثمرون طويلى الأجل سواء الصناديق أو المؤسسات، مشيرا إلى أن النوع من التداول يمكن أن يعرض المستثمرون الصغار من قليلى الخبرة لخسائر أموالهم؛ لأنهم يعتمدون فى تعاملاتهم على المضاربات على هذه الأسهم، ولفت الفار إلى أن هذا النوع من التعاملات هو نوع من التخريب للسوق إذا زاد عن الحدود الموجودة فى الأسواق العالمية ولذلك يجب أن تعمل هيئة الرقابة على أسواق المال على تقليل هذا النوع فى السوق بقدر الإمكان لحماية صغار المستثمرين.
أما الدكتور عيسى فتحى رئيس شعبة الأوراق المالية إن أى سوق سواء للأوراق المالية أو غيرها يصنعه المتعاملون فيه، ولأن أكثر من 70% من المستثمرين فى البورصة من الأفراد المصريين ضعيفى الخبرة، ويتعاملون بطريقة عشوائية أو ما يطلق عليه سياسة القطيع فإنه غالبا ما يستثمر هؤلاء بطريقة غير علمية وتعتمد فى أغلب الأحيان على الإشاعات التى تحيط ببعض الأسهم فى محاولة لاقتناص أى أرباح وبأى وسيلة سريعة دون الالتفات إلى التحليلات المالية السليمة على هذه الأسهم وهو ما يؤدى غالبا إلى تعرضهم لخسائر كبيرة فى مقابل تعاملات لأجانب الذين يتعاملون بطريقة علمية ومدروسة لتحقيق أكبر قدر من الأرباح الآمنة من مخاطر فقد رأس المال نفسه.
ولفت عيسى إلى أنه رغم وجود هذه الفئات فى معظم الأسواق إلا زيادتها بصورة كبيرة تؤدى إلى نوع من عدم الثقة فى السوق المصرى بشكل عام وبالتالى ضياع الاستثمارات الأجنبية منه ولتى تمثل حوالى 30% من إجمالى السوق.
ورغم الانتقادات السابقة لاتجاه المستثمرين إلى أسهم المضاربات والاعتماد عليها فى استثماراتهم بالبورصة، إلا أن بعض صغار المستثمرين كان لهم رأى آخر فقال صابر محمد - أحد المستثمرين بالبورصة - أن أسهم هذه الشركات دائما ما تكون أسعارها بسيطة وهو ما يشجع المستثمرين الصغار الذين لا يملكون مبالغ كبيرة للاستثمار بها، ولذلك يلجأ إليها عدد كبير من هؤلاء وأنا منهم، مشيرا إلى أنه تعرض هو ومئات من المستثمرين البسطاء إلى خسارة جزء كبير جدا من أموالهم عندما قامت لبورصة فى الفترة الأخيرة فى الالتفات إلى هذه الأسهم وأوقفت التداول على عدد كبير منها لحين توفيق أوضاعها.
أحمد إبراهيم – مستثمر – قال إنه بدأ الاستثمار فى البورصة منذ ثلاث سنوات ونصحه الكثيرون بأن يتعامل على الأسهم الصغيرة حتى يستطيع شراء عدد كبير من الأسهم وبالتالى ارتفاع الأرباح إذا حققت ارتفاعا فى البورصة، وخصوصا أسهم خارج المقصورة لأنها غالبا ما تتعرض لحالات من المضاربات مثل أسهم لكح جروب وآمون للأدوية وسيسب والعقارات المصرية وفاركو للأدوية والنيل للكبريت وغيرها من الأسهم.
أهمها لكح جروب.. وآمون للأدوية.. وسيسب.. ووفاركو للأدوية.. والنيل للكبريت
الخبراء: الاستثمار فى أسهم "الجيم" يهدد الصغار ويطرد الاستثمارات الأجنبية
الثلاثاء، 12 يناير 2010 12:25 م