الدراسة النفسية الأولى لتحليل شخصية الدجالين فى مصر

الأحد، 06 سبتمبر 2009 09:36 م
الدراسة النفسية الأولى لتحليل شخصية الدجالين فى مصر الدكتور طلعت الباشا مدرس مساعد علم النفس كلية آداب جامعة عين شمس
كتبت مها رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أعتبر رسالتى عن الدجل والشعوذة بمثابة الأرض البكر، وأنا أول من يزرع فيها ليتيح الفرصة للباحثين اللاحقين بتكملة المسيرة"، هكذا تحدث د. طلعت الباشا مدرس مساعد علم النفس كلية آداب جامعة عين شمس، عن دراسته التى تعد الأولى من نوعها فى مجال علم النفس، والتى تقوم على تحليل شخصية الدجال وأهم ملامح هذه الشخصية.

يقول الباشا وجدت مفارقات عديدة فى شخصيته، وأهمها أنه يميل للجانب البارانوى، أى جانب العظمة ويشعر بالعظمة وقدرته على فعل أى شىء مطلوب منه، ويساعده على هذا عدة عوامل منها حبه لهذا العمل، اعتقاد الناس فيه، وإحساسهم بأن هذا الدجال قادر على شفائهم وعلاجهم مما يعطيه ثقة كبيرة لتحقيق هذا، بالإضافة إلى تشبث الدجال منذ الصغر بالأم واعتزازه بالدور الأمومى، ولكن أثناء هذا التشبث بالأم يجد نموذجا ذكريا مؤثرا أو أبويا، ويكون شخصاً من مواريث الدجل والشعوذة لأن هذه المهنة لها جانب وراثى، فيصبح الدجال لديه تذبذب فى الناحية الأبوية أو الأمومية، أى حب الأم وتفضيلها على الأب، أو النموذج الأبوى، ولكن ليس المقصود به الأب فقط، ولكن أى نموذج ذكورى مؤثر، ومن هنا يصنع الدجال نفسه بأسلوب مختلف فى شخصيته وشكله، فيظهر للناس حسب النموذج الذى يتبناه، فمن الممكن أن يقوم بوظيفة أمومية حتى لو كان ذكراً بالنسبة للحالات التى تتردد عليه مثل الحب والرعاية، والاهتمام بهم، وشفائهم وتخليصهم من آلامهم وأوجاعهم فى حالة رغبة المترددين عليه فى هذه المشاعر فيعوضهم الدجال عن هذا.

ومن ناحية أخرى – يضيف د. طلعت- لا يمكن أن يمارس الدجال عمله فى بيئة مثقفة، ولكن يمارسه فى بيئة تدعم ممارساته، تكون غالباً محاطة بأفكار خرافية، ولذلك نجد أن نموذج الدجال قليل فى المجتمعات الغربية ومنتشر فى المجتمعات الشرقية، لأن مجتمعاتنا بها نسبة أكبر من التفكير الخرافى مثل الحسد والتمسك بشعارات ورموز تعبر عن ذلك مثل حدوة الحصان والخمسة وخميسة وأمثال مثل: ما تبوصليش بعين رضية وعضة أسد ولا نظرة حسد.

قوة التفكير الخرافى فى المجتمع المصرى وإعاقتها للتفكير العلمى كانت المحرك الرئيس لاختيار د. طلعت لموضوع دراسته، يقول "من صغرى تشغلنى فكرة التفكير الخرافى وإعاقته للتفكير العلمى فى مصر، وأن أفضل حل للمجتمع المصرى الاهتمام بالتفكير العلمى وتدعيمه، ولكن بصفتى أهتم بعلم النفس أصبحت أبحث عن المروج لهذه الخرافات، فوجدت أن الدجال هو من أكثر الفئات المنتشرة المعبرة عن هذه النوعية من التفكير، ولكننى وجدت معارضة كبيرة من أساتذتى بشأن الفكرة بحجة أنها ليس بها أدوات للتحليل النفسى، وأن هناك صعوبات فى الوصول للدجالين، وأكدوا لى أننى غير قادر على الزرع فى هذه الأرض الجرداء، وبالفعل كانت هناك معوقات أمام الدراسة منها: الإطار النظرى والحصول على بيانات ومعلومات خاصة بالناحية النفسية للدجال، الحصول على تصريح من السجون لمقابلة الدجالين فهو شىء بعيد المنال، فانتظرت حوالى 6 شهور لأحصل على هذا التصريح، تضخم الطاقة المهدرة فى حالة عدم موافقة الحالات فى الاستمرار فى الجلسات للنهاية، ولكن حبى للموضوع وهدفى فى عمل شىء جديد ودراسة غير مسبوقة كان دافعا قويا للاستمرار.

الدراسة التى استغرقت 3 سنوات شملت دراسة 4 حالات من الدجالين، حالة منهم لرجل مسن فى سجن الزقازيق، وأخرى من أسيوط، وحالتان لسيدات استخدم مع إحداهن منهج الملاحظة بالمشاركة، يقول: "لاحظت أنه يوجد اختلاف بالطبع بين سيكولوجية الدجال الأنثى والذكر، ولكنه ليس جوهرياً، فالبنية واحدة وتوجد مظاهر مشتركة للاثنين واختلاف فى التوحد والتمسك بالنموذج المؤثر سواء الأب أم الأم، ويوجد اختلاف آخر وهو أن أكثر الدجالين النساء متخصصون، سواء فى قراءة الكف أو الفنجان أكثر من غيرها من التخصصات.

وأخيراً يلقى د. طلعت باللوم على الأعمال السينمائية التى جعلت سلطة الدجل هى الأقوى اجتماعياً، يقول: "سلطة الدجال تفوق السلطة الرسمية، وهذا ما أكدته بالفعل الأعمال السينمائية مثل النوم فى العسل والبيضة والحجر، فالخطاب السينمائى يعكس هذه الحقيقة وكأنها مرآة للواقع، كما أن الصحافة، وخصوصا ما تعرف بالصحافة الصفراء تمارس أحيانا مهنة الدجل فى حالة نش أخبار كاذبة، وهكذا أمريكا عندما تعد بأشياء ولا تنفذها، لأن الدجل هو الكذب.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة