اتهم بريانت سايمون، الأستاذ الجامعى بجامعة تمبل بفلادليفيا، الذى أجرى دراسة حول أكبر سلسلة مقاهى فى العالم المسماه "ستاربكس" التى تمتلك أفرع فى مصر بقتل المجتمعات.
ويوضح سايمون إلى أن المساحات الواسعة المتباعدة بين المقاعد والإنترنت اللاسلكى المجانى حيث يجلس كل شخص معه كمبيوتر محمول وسماعات فى أذنيه، من بين العوامل التى تقضى على المحادثات بين الزبائن، وتشجع على عزلة كل منهم حول نفسه.
ويشير سيمون إلى أن "ستاربكس" الذى يمتلك 16 ألف فرع حول العالم قد وصل حجم ربحيته العام الماضى إلى ما يقرب من 10.4 مليار دولار، وأنها المقاهى ركزت فى حملتها الإعلانية الضخمة على كيفية تشجيعه على تجميع الناس معا، وهذا المبدأ الذى فعل نقيضه.
ويوجد بالعديد من أفرع المقهى فى مختلف الدول لوحات لرئاسل مجتمعية، حيث يسوق القائمون على "ستاربكس" المقهى بعتباره مكانا ثالثا بين العمل والمنزل، إلا أن سيمون يؤكد أن الشعور بالجو الاجتماعى الذى تصوره إعلانات المقهى هو مجرد وهم.
وتوضح صحيفة التليجراف أن سيمون قام بزيارة 425 فرعا لـ "ستاربكس" فى تسع دول مختلفة بما فيها بريطانيا خلال أكثر من عام تحدث خلالها لزبائن المقهى، ويكشف سيمون أنه شهد قليلا جدا من المناقشات العفوية أو التفاعلات، ويؤكد على أن زيادة أفرع ستاربكس ومنافسيه كان أمر بعيدا كل البعد عن المقاهى البريطانية خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الذين كانوا حجر الزاوية فى شيوع الديمقراطية. وفى كتابه "كل شىء لكن القهوة: تعلم عن أمريكا من خلال ستاربكس"، يشير سيمون أن إحساس الشركة بالانتماء كان أمرا ضيقا جدا فى مثل هذه المقاهى، ويضيف أن أسعار المشروبات داخل ستاربكس مرتقعة جدا وتفتح فقط فى المناطق الراقية من أجل الحفاظ على هالة من التفرد.
ويخلص سيمون إلى أن نجاح "ستاربكس" لا يرجع لمشروب القهوة العادى الذى يقدمه، ولكنه يعتمد على الصورة والهوية.
