العيدية.. رعاة جدد ورغبات متزايدة

الخميس، 17 سبتمبر 2009 11:10 ص
العيدية.. رعاة جدد ورغبات متزايدة الهدية من أحلى الأشياء فلا العيد
كتب هند سليمان وسارة الحلوس وإبرام اللاوندى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتهيأ عقول وجيوب الصغار والكبار بعد أيام لاستقبال عيد الفطر المبارك بعاداته العريقة التى تشكل العيدية جزءا أصيلا منها لارتباطها دائما بكلمة العيد فى أذهان الأطفال.

فبعد قضاء ليلة العيد فى أحضان الملابس والأحذية الجديدة، وبعد أداء صلاة العيد مباشرة، يتسارع الأطفال- وأحيانا الكبار- على تقبيل الأب والأم للحصول على أطماعهم البريئة، وعلى شفاهم آثار سكر كعك العيد الذى يضفى لذة وأثر طيب للقبلة الماكرة التى يعطوها للوالدين، بغية الحصول على مفتاحهم السرى لعالم الألعاب والحلوى وأحلامهم البسيطة شريطة أن تكون أكبر من السنة الماضية.

وبعد صلاة الظهر وتحقيق هدفهم المنشود من الوالدين، يبدءون بزيارة الأهل والأقارب وبأعينهم شغف وشوق لمعرفة قيمة العيدية لتجيمعها والتخطيط لشراء أكبر عدد من الألعاب، وأكبر كمية من الحلوى أو زيارة الحدائق والملاهى المدرجة مسبقا على جدول أحلامهم بالعيد.

ولا تقف أحلامهم عند هذا الحد، فمنهم من يتعاطف مع مرضى السرطان واليتامى والمساكين، فيخصص جزءا من عيديته لإسعادهم وإدخال البهجة على نفوسهم، متمنيا أن يسود الحب والوئام بين جموع الناس بمختلف الطوائف والأعراق.

وعند الكبار قد تكون العيدية هى الذكرى الوحيدة الطيبة بين ذكريات أخرى أليمة فى معتقل ذكرياته، حيث أيام الطفولة وعهد اللامسئولية وبراءة المشاعر ويقظتها وظل أب غاب فى زحمة لقمة العيش أو أفلس رصيد عمره فأصبح غير قادر على العطاء، وأم بسيطة أخذ العمر منها وأعطاها بضع لحظات من السعادة.

وقد تكون العيدية كذلك هى الشىء الوحيد الذى يجتمع عليه العالم العربى بمدنه وريفه، حيث لاتزال الإرث التقليدى الذى يحافظ عليه كعادة موروثة عن الفاطميين، إذ كانت الدولة الفاطمية توزع العيدية خلال عيدى الفطر والأضحى على موظفى الدولة تيمنا بما فعله الخيلفة الفاطمى المعز لدين الله عندما اختلف المصريون على صحة نسبه إلى البيت النبوى، فوقف وسط الناس ملوحا بسيفه قائلا: هذا نسبى، ثم أخرج بعض الذهب ونثره على روؤسهم وقال: هذا حسبى.

يقول الدكتور مختار الكسبانى أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة أن العيدية المتعارف عليها فى الأعياد هى عادة قديمة بدأت منذ العصر الفاطمى مع ظاهرة كحك العيد، حيث كان الخليفة المعز لدين الله الفاطمى يمنح أمراء الدولة سرة من الدنانير فى الأعياد.

ويضيف أن العيدية فى الأعياد أصبحت عادة اجتماعية فى المجتمع المصرى خاصة مع الفقراء، حيث يقدمها رب الأسرة لأبنائه وكبير العائلة لأفراد عائلته، والعيدية مذكورة أيضا فى كتب التاريخ فى العصور الوسطى، حيث كان يقدمها الحكام للأفراد كوسيلة لجذب انتباه المجتمع لنظام حكمهم.
وكلمة العيدية تعنى العطاء والعطف وترجع أصولها التاريخية إلى العصر المملوكى حيث كان السلطان يقدم راتبا للأمراء والجنود بمناسبة قدوم العيد وكانت تقدم وفقا لرتبة كل منهم فالأقل رتبة كان يحصل على عيدية أقل مما يحصل عليها الأعلى رتبة.


أما الآن فالعيدية ليس مقصورة على الوالدين فقط، بل هناك رعاة كثيرون لها منه"تاته وعموو خالوا. خالتوا.. انكل" ولا مانع من وضع اسم جديد فى القائمة العديات عند الشباب، طالما ذلك الاسم يعنى تزويد المحفظة بالكاشات.

ولكن مع تطور ذلك العصر وضع بعض الشباب تغيرا طفيفا بكلمة عيدي’، وهى أنها ليست قاصرة على الفلوس اللى بتبرأ، ولكن من الممكن أن يكون أى شىء آخر "هدية مثلا أو أى حاجة تطلع من زمتك" بجانب العيدية الأصلية وعندهم أسبابهم الخاصة التى دفعتهم، للتفكير فى ذلك الاقتراح.

"الفلوس هتصرف وده معروف فلازم يكون فى حاجة ثانية جمب الفلوس يعنى علشان نفتكر اليوم ده" هل لابد من وجود هدايا بجانب نقود العيدية حتى يتذكرك أولادك.. الإجابة فى هذا الزمن نعم لأن الشباب مثل "القطط بيكلوا وينكروا" فلابد من وجود شىء ما يذكرهم بيوم العيد "وحاجة تعيش معايا" مثل ما تقول وسام شاهين (21 عاما) وليس "يومين واقلش" ويتفق معها جمال إبراهيم الذى يرى أن العيدية "يومان وهتصرف" لأنها مثل العصافير"لو قصصت ريشها بردوة بتطير"، ولذلك لابد من التغيير، ولكنه لا يقصد بأنها تغير عادة إعطاء النقود، بل إضافة عليها بعض التعديلات مثل هدايا مع تلك الأموال و"كده يعنى".

" العيدية بقالها كثير أوى وهى فلوس إحنا بقه عايزين نغيرها لحاجات أحسن "قالتها سميرة على (20 عاما) التى تطالب وبشدة أن تكون العيدية لها أكثر من شكل، وبالطبع النقود هى الشىء الرئيسى، وأيضا لا مانع أن تكون معاها هدية ما مثل" علبة مكياج... بلارينا كدة يعنى"، لأن من وجهة نظرها الفلوس مش كل حاجة، وتتفق معها فى الرأى منى حسن (18 عاما) أن فلوس العيدية بقيت دقة قدمية، ولذلك لابد من إدخال تحسينات بها.

"يعنى فيها إيه مثلا لو ادلناه فلوس وعليه تيكت لأى حفلة فى العيد مش هيخسروا حاجة" فمن الواضح أن الشباب الآن يخططون لإدخال الحفلات ضمن قائمة العيديات مثل ما تقول هبه محمود (21 عاما) التى تؤكد أن الآباء يجب أن يبحثوا عما يريده أولادهم، ويعطوها لهم فى تلك المناسبة "لأن العيد يعطى لهم الفرصة فى تقريبهم ببعض".

" بره بيحصل إيه بيجيبوا هدايا فى أعياد رأس السنة ويحطوها لأولادهم .. فيها إيه لو عملناه كده؟؟ " لا تعتقد عزيزى القارئ أن ندى هشام (19 عاما) تقصد بذلك أن يشترى الوالد بنقود العيدية هدايا لهم، بل إنها تقصد بجانب تلك الأموال يجب أن تكون هناك هدية أخرى لهم.

" ما احنا طول السنة بناخذ منهم عديات كان إيه الجديد... الجديد بقه أن تكون العيديات لاب توب مثلا "فهذا هو ما قاله".

" ياجماعة اهدوا شوية عليهم مشكده.. يا عيدية يا هدية بس الاثنين كده.. إيه هما بيجبوا الفلوس منين "كان هذا رد نانسى عوف التى رفضت وبشكل عنيف فكرة أن تكون العيدية مصاحبة لهدية، نظرا لغلو الأسعار وتضيف ؤ"احنا نبوس إيدينا لو فكروا يدونا عيدية" وتتفق معها شروق متصر التى تؤكد أنه إذا كانت العيديات عبء على أهلى " فكفاية أنا بمصاريفى طول السنة"، لأن العلاقة بين الأب وأبنائه ليست قائمة على عيديات.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة