النيروز.. عيدا قوميا لكل المصريين

الإثنين، 14 سبتمبر 2009 10:28 م
 النيروز.. عيدا قوميا لكل المصريين النيروز عيد كل المصريين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رامى عطى صديق

فى اليوم الحادى عشر من شهر سبتمبر من كل عام يحتفل المواطنون الأقباط (المصريون المسيحيون) بعيد النيروز، والنيروز جاءت من الكلمة القبطية (نى - يارؤو) أى الأنهار، وذلك لأن ذلك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل، ولما دخل اليونانيون مصر أضافوا حرف السى فأصبحت نيروس فظنها البعض نيروز الفارسية التى تعنى يوماً جديداً.

وسواء كان المعنى الأنهار واكتمال الفيضان أو اليوم الجديد، فإنه فى النيروز يكون نهاية سنة قبطية وبداية سنة قبطية جديدة، توافق هذا العام 1726 ق (قبطية) أو ش (للشهداء). فالنيروز هو عيد رأس السنة المصرية، وهو أول يوم فى السنة الزراعية الجديدة، كما إنه يوافق عيد الشهداء.

ولهذا التقويم قصة، فلقد اتخذ الأقباط من عام 284م بداية لهذا التقويم (القبطى/ المصرى/ تقويم الشهداء) وهو العام الذى تولى فيه الإمبراطور دقلديانوس الحكم (284- 305م)، إذ كانت مصر آنذاك تابعة للإمبراطورية الرومانية، حيث قام هذا الإمبراطور باضطهاد المسيحيين فى كافة أنحاء الإمبراطورية، وفى مصر دافع الأقباط عن عقيدتهم وإيمانهم المسيحى حتى نال البعض منهم.. رجال ونساء وأطفال.. شرف الاستشهاد.

وفى واقع الأمر فإن النيروز هو عيد قومى لكل المصريين، حيث ارتبط الفلاح المصرى بشهور السنة القبطية (13 شهراً هى بالترتيب: توت‏، بابه‏، هاتور‏، كيهك‏، طوبه‏، أمشير‏، برمهات‏، برمودة‏، بشنس‏، بؤونة، أبيب‏، مسرى‏، نسىء). وطوال السنة تصلى الكنيسة القبطية من أجل الزروع والعشب ونبات الحقل وأهوية السماء وثمار الأرض ومباركة فيضان نهر النيل، كما أنها تصلى من أجل الرئيس والوزراء والجند، ويختتم الكاهن تلك الصلوات بقوله "فرح وجه الأرض ليرو حرثها ولتكثر أثمارها أعدها للزرع والحصاد ودبر حياتنا كما يليق بارك إكليل السنة بصلاحك من أجل فقراء شعبك من أجل الأرملة واليتيم والغريب والضيق ومن أجل كلنا نحن الذين نرجوك ونطلب اسمك القدوس لأن أعين الكل تترجاك لأنك أنت الذى تعطيهم طعامهم فى حين حسن أصنع معنا حسب صلاحك يا معطياً طعاماً لكل جسد املأ قلوبنا فرحاً ونعيماً لكى نحن أيضاً إذ يكون لنا الكفاف فى كل شىء كل حين نزداد فى كل عمل صالح"، ويجاوبه الشعب قائلين "يا رب ارحم". فى تأكيد حقيقى على أن الكنيسة القبطية مؤسسة مصرية خالصة غير منعزلة عن المجتمع.

والجدير بالذكر أنه بعد أحداث ثورة 1919م، والتى كانت نموذجاً للاندماج القومى والتكامل الوطنى بين المصريين، كان المواطنون المسلمون يشاركون مواطنيهم الأقباط فى احتفالات هذا العيد، ومن ذلك أن الاحتفال بعيد النيروز سنة 1919م جاء عيدا مختلفا، حيث تقرر أن يكون الاحتفال بهذا العيد فى تلك السنة احتفالا قوميا، وكان ذلك من وحى ثورة 1919م، التى احتفلت الأوساط الثقافية مؤخرا بمرور تسعين سنة عليها، حيث أُقيمت العديد من الحفلات فى عدد من الأندية والمسارح العمومية والجمعيات الأهلية، شهدت جميعها التأكيد على وحدة شعب مصر.. مسلمين ومسيحيين.. وأنهم كأعضاء الجسم الواحد، من أصل واحد، لهم أم واحدة هى مصر وتجمعهم لغة مشتركة واتحاد فى التربية والعادات كما تجمعهم مصالح واحدة بحكم العوامل الطبيعية والاجتماعية والسياسية.

إنها دعوة لاعتبار عيد النيروز عيداً قومياً لكل المصريين، لاسيما وأن‏ ‏التقويم‏ ‏المصرى‏ ‏للشهداء‏ ظل ‏هو‏ ‏التقويم‏ ‏الرسمى‏ ‏المعمول‏ ‏به‏ ‏فى‏ ‏المصالح‏ ‏الحكومية‏ ‏حتى‏ ‏أواخر‏ ‏عهد‏ ‏الخديوى‏ ‏إسماعيل‏ ‏(عام ‏1875م - ‏1591‏ش‏) ‏حيث‏ ‏أمر‏ ‏الخديوى‏ ‏باستعمال‏ ‏التقويم‏ ‏الغربى‏ ‏بناء‏ ‏على‏ ‏رغبة‏ ‏الأجانب‏ ‏بسبب‏ ‏صندوق‏ ‏الدين.
كل عام ومصرنا الحبيبة بخير.

كاتب وباحث





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة