من قراء القرآن الكريم بمصر، ولد عام 1351هـ = 1932م بقرية صَنِّيِّم التابعة لمركز أبوقرقاص بمحافظة المنيا من صعيد مصر. فهو سمى الشيخ محمد رفعت 1299هـ - 1369هـ = 1882م- 1950م يتفقان فى استعمال الله لهما فى خدمة القرآن الكريم وقد كان الشيخ يحب أن يقدم نفسه بخادم القرآن، واتفقا فى الأداء الصوتى القديم أو إن شئت قل الأصيل فى القرآن الكريم وتشابها بل تطابقا فى صفات خُلُقِية فضلا عن مطابقة الاسم فرحمة الله عليهم أجمعين.
ولم يكن الاتفاق فى التسمية بين الشيخين مجرد صدفة بل قدرا وتوفيقا، حيث كان آباء تلك الفترة يسمون أبناءهم بأسماء مركبة لزعماء مقاومين أو شعراء مشهورين، واختار الشيخ عبد الصبور وهو من حملة القرآن الكريم وخدمه أيضا أن يسمى ولده على اسم نجم ناشئ فى سماء القرآن الكريم فى القاهرة وهو الشيخ محمد محمود رفعت، والذى ذاع صيته باسم محمد رفعت.
حفظ الشيخ محمد رفعت عبد الصبور القرآن على يد أبيه الشيخ عبد الصبور أحمد، ثم رحل لتلقى التجويد والقراءات على يد شيخ قراء عصره فى صعيد مصر الشيخ محرم الفقاعي، فأجازه الشيخ فى روايتى نافع: قالون وورش، كما تفقه على مذهب الإمام مالك.
أُجيز الشيخ محمد رفعت عبد الصبور وهو فى الثامنة عشر من عمره وبعد نيل الإجازة أخذ الشيخ فى إحياء حفلات القرآن الكريم، فاشتهر بصعيد مصر، وقرأ مع أعلام القراء فى مصر منهم الشيخ محمد صديق المنشاوى وولى الله والده الشيخ صديق وكان يحب أن يلقبه بهذا .. والشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ الطبلاوى، وكان صديقا حميما للشيخ على عبد الجواد من خيرة قراء الصعيد والشيخ الطهنشاوى، وكان مجلاً لكبيرهم ومحبا لإخوانه القراء يدنى الصغير منهم ويقربه، فدان له بالفضل أجيال من أعلام القراءة .
زهد الشيخ محمد رفعت عبد الصبور فى التكسب بالقراءة على طريقة التجار بكتاب الله تعالى، فأخذ الأجرة عليه دون شرط عليها على رغم أنه مالكى وعند المالكية: لا يجوز أخذ الأجرة على ما لا يقبل النيابة من المطلوب شرعا كالصلاة والصيام، ولكن يجوز أخذ الأجرة على ما يقبل النيابة، ومنه تعليم القرآن وقراءته، ومذهب الشافعية يجوز أخذ الأجرة على قراءة القرآن وتعليمه أيضا حتى لو كانت القراءة عند القبر أو بعيدة عنه، مع الدعاء بوصول الثواب إلى الميت.
سمعه فضيلة الشيخ حسنين مخلوف مفتى مصر فأعجب بحسن أدائه وشبهه اسما وأداء مع الشيخ محمد رفعت وعرض عليه مساعدته فى دخول الإذاعة واعتماده ضمن قرائها، وذلك مطلع عقد السبعينات من القرن العشرين فلم يوافق حتى يعرض الأمر على والده الشيخ عبد الصبور أحمد الذى اعترض بسبب عدم رضاه عن الإقامة فى القاهرة وهو ولده الوحيد، فنزل على رغبة والده دون نقاش.
حرص الشيخ على تعليم أولاده حتى البنات منهم مخالفا بذلك تقاليد أهل بلده فكانت ابنته الكبرى أول بنت تستكمل تعليمها فى قريته، فتتابع الناس على ذلك وتشجع آباء لتعليم أولادهم بعدما عزموا على إخراجهم من الدراسة.
فاضت روحه قبل أذان ظهر يوم الأربعاء 17 من المحرم سنة 1428هـ = 7 فبراير سنة 2007م فرحمه الله وسائر المسلمين وأهل القرآن الكريم .
