بالصور .. تتويج قصة كفاح فنانة مصرية بتمثال أوباما

الأحد، 30 أغسطس 2009 02:31 م
بالصور .. تتويج قصة كفاح فنانة مصرية بتمثال أوباما تجلس دكتورة عايدة عبد الكريم مع آخر أعمالها الفنية تضع اللمسات النهائية لوجه أوباما
كتبت يمنى مختار - تصوير أحمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أنا بشوف فيه الأمل فى التغيير والرغبة فى الإصلاح، وإحساسى أنه بيعمل للعالم كله لأنه رئيس دولة تمسك زمام العالم" فى خلوتها، تجلس دكتورة عايدة عبد الكريم مع آخر أعمالها الفنية تضع اللمسات النهائية لوجه الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ليكون أول تمثال رئاسى تنحته يداها رغم أن مشوارها الفنى يتعدى الخمسين عاما.

صاحبتها الوحدة خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد أن توفى زوجها وابنتها، ولم يبق لها إلا المتحف الذى أسسته وأعمالها الفنية التى اختارت أن تكون رفيقها الوحيد.

قصة كفاح طويلة مع زوجها الذى تعرف عليها من خلال الفن وعشق الفن من خلالها، فكان لقاؤهما الأول فى أحد المعارض الفنية، حيث انبهر بأعمالها، خاصة أنها كانت الفنانة الوحيدة التى اخترقت فن النحت الذى كان قاصراً على الرجال وقتها.

كانت فتاة حديثة التخرج فى كلية التربية الفنية، أحلامها لا تحدها حدود، تضع صورة مايكل أنجلو أمامها، وتتمنى لو تتمكن يوماً من الطواف حول العالم بحثا عن المعارض الفنية والمتاحف، إلا أن أهلها رأوا أن دورها الحقيقى أن تكون زوجة وأماً.

ومن خلال أحد أقاربها الذى توسط بينهما، تعرفت عايدة عبد الكريم على زوج المستقبل، حيث كان اللقاء الأول فى المتحف المصرى، ولم يكد يمر شهر واحد إلا وكتب كتابها لتكتشف أن زوجها ضابط الجيش زكريا الخنانى يتمتع بحس فنى عالٍ.

ولم يكد يمر عامان على زواجهما، إلا وقد كلفه عمله بمهمة فى الولايات المتحدة الأمريكية لتحقق حلمها فى السفر ودراسة الخزف، كما تمكنت من أن تطوف معظم دول أوروبا خلال ثلاثة شهور، حيث زارت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وسويسرا والدنمارك والسويد، واتخذتها فرصة للتعرف على المتاحف والمعارض والحركة الفنية فى أوروبا.

وعادت إلى مصر بعد سنة ونصف السنة، وهى تحمل فرناً صغيراً و كتاباً عن الخزف، بدأت هى وزوجها من خلاله رحلة تعرفهما على صناعة الخزف والزجاج.

ونجحت مع زوجها فى اكتشاف سر العجينة المصرية الفرعونية التى تعرف بـ"التركواز"، واستطاعت من خلالها الدخول فى مجال صناعة الحلى كفن.

بعد رحلة قصيرة قضاها زكريا الخنانى فى دولة التشيك، عاد وقد اتخذ قراراً أن يحترف فن الزجاج، ورغم أن زوجته أستاذة فى معهد الفنون الجميلة، إلا أنها آثارت الابتعاد عن تجاربه، خاصة أنها بدأت تشعر أنه يغار من نجاحها، ويتمنى لو تركت عملها "أنا حجبت نفسى فى الشغل، كنت بقدمه وأقدم أعماله للفنانين ولم أظهر أعمالى فى تلك الفترة، وخصصت معظم وقتى للتدريس، كان يضايقه اهتمام الناس بى أكثر منه، إلا أنه كان يقدرنى من كل النواحى كزوجة وكفنانة".

ومع بداية عام 1962، قررت أن تنحت تمثالاً أطلقت عليه "الاحتضان" ليرمز لعلاقتهما وللمكان الذى وضع أساساته سوياً، وهو المتحف الشاهد على قصة كفاحهما معا وعملهما الدءوب فى مجال النحت والزجاج، إلا أنه لم يقدر لزوجها أن يشهد افتتاح المتحف حيث توفاه الله قبل افتتاحه بشهر واحد.

تعتبر دكتورة عايدة عبد الكريم أعمالها جزءاً من كيانها وروحها، كأبنائها الذين لم تلدهم، فقد تعرضت للإجهاض لأكثر من 7 مرات وأنجبت فتاة معاقة ذهنياً كانت تعتبرها روح المكان، رغم أنها كانت لا تتكلم ولكنها كانت تشعر بوالديها دوما.

تحكى دكتورة عايدة قصتها دوما للطلبة لتقدم لهم نموذجاً لزوجين كونا حياتهما بفكرهما وعملهما، وأهدا للناس مكانا مثيرا للاهتمام والإعجاب يعلم الحياة ببساطة ممزوجة بالفن وهو متحف زكريا الخنانى.










مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة