عزبة الهجانة والتجمع الخامس، حيان شديدا التقارب لا يفصل بينهما إلا الطريق الدائرى، ذلك الطريق الذى يمثل الخط الفاصل بين مجتمع شديد العشوائية ومجتمع آخر قائم على التخطيط.
المقارنة بين عزبة الهجانة والتجمع الخامس هى الأساس الذى بنى عليه 10 طلاب من كلية الهندسة فى العام الماضى البحث الذى قدموه فى مادة الإنسانيات، كان هدفهم فى البداية هو إبراز اختلاف سلوكيات الأفراد من خلال طبيعة استخدامهم لأسطح منازلهم، حيث توصلوا إلى أنه فى الوقت الذى يمثل فيه السقف أمراً بديهياً وعاملاً مساعداً على استخدامات أكثر رفاهية فى التجمع الخامس مثل إنشاء حمامات سباحة أو تربية كلاب الحراسة، فإن الحصول على سقف يمثل لسكان العشوائيات حلماً كبيراً يعجزون عن تحقيقه.
فعلى تلك البقعة التى لا تتجاوز 750 فداناً يقطن ما يزيد عن مليون مواطن أغلبهم من "الأرزاقية" أو "السريحة" الذين لا يتمتعون بدخل ثابت ويعانون من عدم توافر الحد الأدنى من الاحتياجات البديهية للإنسان، فمنازلهم التى لا تتجاوز الدور الواحد أو الاثنين على الأكثر تفتقر للأسقف التى غالباً ما تقتصر على تغطيات من الصفيح أو القش أو إطارات السيارات، مما يفقدها الحد الأدنى من الاحتياجات الوظيفية البديهية للسقف مثل الإحساس بالأمان والخصوصية والحماية من الأمطار والحرارة.
تلك هى نوعية الأسقف المنتشرة فى عزبة الهجانة باستثناء بعض الأسطح التى قامت الجمعيات الأهلية ببنائها متطوعة والتى يتم استخدامها فى تربية الطيور ونشر الغسيل ووجود أطباق استقبال والتى استدل فريق البحث بوجودها على انتشار الثقافة الاستهلاكية للمواطنين الذين يفتقدون حقوق الإنسان الأساسية، إلا أنهم يحرصون على اقتناء مثل هذه الأطباق.
وأكدت الدراسة على انعدام ثقافة الحلم والرغبة فى التطوير لدى سكان الهجانة، بحيث تحول سقف طموحهم إلى وجود ذلك السقف الذى يعطيهم أدنى حد من الحماية الممكنة، إلا أن عدم وجود أسطح لا تقارن بظواهر أخرى مثل الفقر والجوع والمرض والذل خلال حياتهم اليومية.
وأوصت الدراسة بضرورة أن تتبنى الدولة بالتعاون مع المجتمع المدنى حملات لتغطية تلك البيوت بالخرسانة سواء عن طريق الأقساط أو المنح أو من خلال تخفيض أسعار مواد البناء والأهم أن تتولى الاهتمام بنشر الوعى وتأهيلهم لأى وظيفة أو مهنة أو حرفة للقضاء على مسببات الجريمة.
أما بالنسبة للتجمع الخامس فقد رصدت الدراسة غلبة الجانب الترفيهى على استخدامات الأسطح ما بين تخصيص غرف للخدم أو استراحة للضيوف أو استخدامها فى إقامة حفلات الشواء وأعياد الميلاد وإنشاء حمامات السباحة وروف جاردن.
غلاف مشروع طلاب كلية الهندسة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة