محمد حمدى

الفلسطينيون خونة؟!

الخميس، 27 أغسطس 2009 05:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأستاذ أنيس منصور واحد من علامات الصحافة المصرية، شكلت كتبه ورحلاته حول العالم زادا معرفيا مهما لأجيال عديدة فى مراحل الشباب والصبا، ولا أنكر حبى لمهنية الأستاذ أنيس وسلاسة أسلوبه فى الكتابة، لأنه تقريبا من القلائل الذين يكتبون بطريقة السهل الممتنع، أى أفكار واضحة فى جمل قصيرة بأقل عدد من الكلمات.. لكن هذا الإعجاب لا يمنع الخلاف فى العديد من المواقف السياسية، وفى بعض المقولات التى يفترض ألا تصدر عن كاتب كبير مثل الأستاذ أنيس وخاصة عبارة " الفلسطينيون خونة"؟!.

أمس كنت أشاهد وأستمتع بمخزن ذكريات أنيس منصور فى برنامج تليفزيونى على شاشة القناة الأولى، وخاصة فيما يتعلق بعلاقته بالرئيس الراحل أنور السادات، ومرافقته له للقدس وكيف رآه يوم اغتياله إلى آخر ما أفصح عنه، لكن الأستاذ أنيس فى معرض إشادته بالسادات قال إنه طالب الرئيس الراحل ياسر عرفات قائلا: تعالى تحت العلم وأعلن دولة وسأعترف بها، لكن عرفات رفض، ومات مسموما واللى سممه الخونة .. ثم أضاف : طبعا الفلسطينيون.

لا أعرف لماذا يكيل الأستاذ أنيس هذا الاتهام ويعممه للفلسطينيين، وكأنما يريد إعادة حقبة سوداء فى التاريخ المصرى والعربى، حينما حرص الإعلام الرسمى بعد كامب ديفيد على تصوير الفلسطينيين باعتبارهم خونة باعوا أرضهم لليهود وهو أمر غير حقيقى بالمرة.. ولم تثبت مثل هذه الدعايات الصهيونية أبدا.

الشعب الفلسطينى من أكثر شعوب العالم معاناة، ونضالا فى نفس الوقت، ومنذ وعد بلفور عام 1917 وبدء تنفيذ المشروع اليهودى فى المنطقة لم يتوقف الفلسطينيون عن النضال والثورة.. ولم تتوقف المذابح التى تستهدفهم .. ومع ذلك لا يزال الفلسطينيون صامدون على أرضهم يقاومون الاحتلال.. ويدفعون حياتهم ثمنا للدفاع عن أراضيهم ومقاومة الاستيطان والمصادرة والتهويد.

وأعتقد أنه يجب التوقف نهائيا عن ترديد مثل هذا الكلام الفارغ عن الخيانة، ووصم الشعب الفلسطينى بها، لكن هذا لا يعنى عدم وجود خونة وعملاء للاحتلال يلقى القبض عليهم وتجرى محاكمتهم فى غزة ورام الله.. تماما كما يوجد عملاء لأى احتلال وفى أى مكان فى العالم.. حتى فى مصر كان من بيننا من يتعامل مع الاحتلال ويقبض ثمن ذلك.. ومن يضحى بروحه دفاعا عن الأرض.

أما مسألة قتل عرفات بوضع السم له فهو أمر يكاد يجمع عليه الجميع لكنه لم يثبت حتى الآن تورط أى فلسطينى فى جريمة قتل عرفات، حتى الاتهامات التى ساقها فاروق قدومى للرئيس الفلسطينى محمود عباس تستند لتقرير إسرائيلى.. وبالمناسبة هو رابع تقرير تسربه إسرائيل حول اغتيال عرفات وكلها تقارير متضاربة.

عموما ما نحتاجه الآن ليس إعادة ترديد نغمة أن الفلسطينيين خونة..لأن مثل هذا الكلام لا يخدم أحدا سوى إسرائيل..تماما مثل التقارير الصحفية والمخابراتية التى تسربها إسرائيل وتتعامل معها وسائل إعلامنا كأنها الحقيقة..ما نحتاجه أكثر أن نمد يد العون ونقف إلى جوار الشعب الفلسطينيى وندعمه بكل ما أوتينا وما نملك.. فهذا شعب بطل.. صبور.. صامد.. قابض على الجمر.. فطوبى له.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة