كل هذا السعى.. كل هذا الخير.. كل هذا الصبر.. كل هذا الدعاء، ليس سوى رحلة للفوز بكارت دعوة يسمح لك بلقاء هذا الملاك، تسمح لك بالوقوف على باب الجنة فى انتظار أن يفتح لك بابها ويبشرك بالعبور إلى نعيمها.. أنت وأنا وكل الناس الحلوة دى التى يملأ الخير قلوبها يحلمون بلقاء الرضوان خازن الجنة أو كبير خزنتها، صحيح أن البعض ترك الأصل فى الحكاية التى تقول إن هذا الملاك هو البشرى التى تعبر بها إلى الجنة وتفرغوا للبحث حول إذا ماكان اسمه الرضوان أم لا، وصحيح أن هناك مئات البحوث التى تفتش عن الأحاديث النبوية التى لقبت خازن الجنة بالرضوان، وصحيح أن هناك أبحاثا مضادة تؤكد وجود أحاديث ذكر فيها اسم الرضوان، وصحيح أيضا أن هناك أبحاثا شككت فى هذه الأحاديث ووصفتها بالضعيفة.. كل هذا صحيح ولكنه خارج السياق، لأن المهم فى هذا الأمر أن يرزقك ربك بلقاء خازن الجنة أيا كان اسمه، المهم هنا هو أن يكرمنا الله بأن نقف على باب الجنة أمام هذا الملاك سواء كان اسمه الرضوان أو أى اسم آخر، وأن يسمح لنا هو بالدخول.. والمهم أنه موجود وقد تأكد ذلك فى حديث الشفاعة فى الصحيحين يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (آتى باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بلى.. أمرت ألا أفتح لأحد قبلك).
المشكلة أن كل هذا الجهد فى نفى اسم الرضوان عن خازن الجنة لن يضيف للإسلام جديدا، ولن ينتقص من خازن الجنة شيئا، ثم لا أحد يعرف ما هو العيب فى اسم الرضوان لكى يتم نفيه بهذه الحماسة، فهو اسم مشتق من الرضا تلك النعمة التى نسعى جمعيا خلفها كما يقول الإمام ابن القيم فى «حادى الأرواح»:
(سمى الله سبحانه وتعالى كبير هذه الخزنة رضوان وهو اسم مشتق من الرضا وسمى خازن النار مالكا وهو اسم مشتق من الملك وهو القوة والشدة حيث تصرفت حروفه) أو كما قال الحافظ ابن كثير فى البداية والنهاية عند ذكر خلق الملائكة.. (ومنهم الموكلون بالجنان وإعداد الكرامة لأهلها وتهيئة الضيافة لساكنيها من ملابس ومصاغ ومساكن ومآكل ومشارب وغير ذلك مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وخازن الجنة ملك يقال له رضوان جاء مصرحا به فى بعض الأحاديث).
والمقصد هنا أن الأسماء لا تهم المهم أن يكرمنا الله برؤية هذا الملاك، وأن يجعلنا من هؤلاء الذين تزين لهم الجنان فى رمضان طبقا لمارواه البيهقى فى «شعب الإيمان» عن ابن عباس حين قال: (إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نادى الجليل رضوان خازن الجنة فيقول: لبيك وسعديك... وفيه أمره بفتح الجنة وأمر مالك بتغليق النار).
موضوعات متعلقة:-
هل تحب الملائكة أهل مصر المحروسة أكثر من بقية شعوب الأرض؟
جبريل.. سفير الله.. رفيق الأنبياء ورئيس الملائكة
عزرائيل.. ملاك اللقاء الإجبارى!
هل تشارك الملائكة فى الحروب حقا؟
هناك خلاف شرس دائر حول اسمه وتجاهل واضح لبشرى ذكره
الرضوان.. الملاك خازن الجنة الذى نتمنى أن نلقاه!
الخميس، 27 أغسطس 2009 10:10 م