الحب فى رمضان تليفونات ولقاءات مؤجلة لبعد الإفطار

قبل رمضان بأيام قليلة يبدأ شباب العلاقات العاطفية فى تنظيم علاقاتهم، تقول الفتاة للفتى، "أنا مش هقابلك فى رمضان"، وبعد يوم واحد لا يلتقيان فيه تقول "أنا هقابلك بعد الإفطار"، ويكتفى الحبيبان نهارا بالتليفونات، مع تأجيل حرارة اللقاء إلى الليل، وهو ما يدفعنا للتساؤل: هل مثل هذه العلاقات حلال فى ليل رمضان دون نهاره، وكذلك هل هى حلال فى غير رمضان؟

وهل يصوم الشباب عن الحب فى رمضان؟
نهلة طالبة فى كلية الهندسة مرتبطة منذ عامين بأحمد صديق لها فى الجامعة واتفقا على إكمال حياتهما سويا بعد التخرج .. سألتها بتتصرف إزاى مع أحمد فى رمضان؟
ردت: عادى جدا!! نتحدث فى التليفون وأطمأن عليه وأسأله أنهى كم جزء من القرآن حتى نستطيع ختمه فى نهاية الشهر الكريم ونذهب سويا لصلاة التراويح فهناك مكان مخصص للفتيات بخلاف أماكن الشباب.


هيثم له رأى آخر ويقول: أنا لا أتكلم مع رانيا وأنا صايم وبعد الإفطار أتحدث معها فى التليفون وأطمئن عليها فنحن لا نرى بعض طول شهر رمضان (أصلها حلوة قوى والشيطان شاطر) .

نهى وثابت نشأت بينهما قصة حب منذ ثلاث سنوات فهما أصدقاء فى العمل ومتمسكان ببعض على أمل تكوين عش الزوجية ...... سألتهما عن طريقة تعاملهما سويا مع قدوم شهر رمضان...

نهى ردت بالنيابة عن نفسها وبالنيابة عن ثابت وقالت: فى شهر رمضان لاأضع مساحيق على وجهى وأرتدى ملابس أكثر حشمة .. أما ثابت فيطلق لحيته وأشكالنا وقتها تحث على الفضيلة ومكارم الأخلاق. فى الصباح نذهب سويا للعمل وفى الموعد المحدد للخروج يوصلنى كالعادة وأحيانا نتبادل العزومات وسط الأهل والعائلة.

أما رأى سالى ومحمد فغاية فى الرومانسية فهما مرتبطان منذ ستة أشهر (يعنى الحب فى أوج حرارته) ومحمد باستمرار يشغل أغنية نجاة الصغيرة (ساكن قصادى وبحبه) وهما اتفقا على البعد فى شهر رمضان وعدم التحدث فى التليفون وعدم المقابلات ويعتبران تلك المدة فرصة لأخذ إجازة عاطفية لشحن موتور مشاعرهم والاهتمام أكثر بالصلاة وقراءة القرآن فى أوقات العبادة بدلا من إهدارها فى الفسح والخروج.

أكدت حنان على أنها دائما تلفت نظر حسن خطيبها عندما يراها فى شهر رمضان لعدم النظر فى عيونه أكثر من اللازم لأنها بتحبه جدا وعندما يفكر أن يلمس يدها بدون قصد تقوله (اللهم إنى صائمة) ودائما ما يرد عليها بجملة فؤاد المهندس فى مسرحية سك على بناتك (سيبى يمسكها يا فوزية يمكن تطرى فى إيده) !


"للحب معنى سامى يتسم بالعقلانية والرقى وشهر رمضان شهر الحب هبة الرب ومظاهر الحب كثيرة ومختلفة ولكن على المرء الترجمة الصحيحة لتلك المشاعر دون الوقوع فى الرذيلة.. أجمل صور الحب هو علاقة الزواج التى تقوم على المودة والرحمة " .. هكذا علق د. محمد الجوهرى أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة على حب الشباب فى رمضان.

نجلاء محفوظ الكاتبة والمستشارة الاجتماعية فى شئون المراهقين تلقى باللائمة على المجتمع .. تقول: " للوهلة الأولى لابد أن نتهم الشباب بالتناقض والازدواجية، ولكن عندما نراجع أنفسنا نجد أن هؤلاء الشباب هم إفراز طبيعى لمجتمع غارق فى الزيف والازدواجية، لأن من قاموا بتربيتهم يرددون دائما أننا مجتمع متدين بفطرته، وفى الوقت نفسه لا يمارسونه، كما أن الشباب يتعايش يوميا مع الفساد بشتى ألوانه، فيشاهد الوزير وهو فى دور محتكر وسارق ويراه أيضاً يحضر الاحتفال بليلة القدر .. وصلاة العيد.

المسألة تتعلق إذاً بتربية على الأدب مع الخالق أياً كان التوقيت .. رمضان .. شعبان .. ولكن المجتمع فى معظمه يتعامل بسوء أدب، فيتعاملون مع رمضان على أنه موسم للفوز بأكبر قدر من الغنيمة، ويتعودون نسيان أن رب رمضان هو رب العام كله، هناك نوع من التخدير النفسى، وأضراره تمتد إلى أن يصبح الفرد كاذبا على نفسه فلا يفعل ما هو مقتنع به داخليا ويقع بين محاولة إرضاء ربه وإرضاء نزواته.