نشرت صحيفة الجارديان على صفحاتها، مقالاً للكاتب الإسرائيلى نيف جوردون يدعو فيه المجتمع الدولى إلى ضرورة مقاطعة الدولة العبرية كوسيلة للضغط عليها للحد من سياسة الفصل العنصرى التى تمارسها بحق الفلسطينيين.
ويستهل الكاتب، وهو أستاذ للعلوم السياسية فى جامعة بن جوريون بالقول: امتلأت الصحف الإسرائيلية هذا الصيف بمقالات غاضبة عن الضغط من أجل المقاطعة الدولية لإسرائيل. وتم سحب أفلام من مهرجانات الأفلام الإسرائيلية وتعرض ليوناردو كوهين للانتقادات الحادة من جميع أنحاء العالم بعد قراره التمثيل فى تل أبيب وقطعت منظمة أوكسفام علاقتها مع المتحدثة باسمها كريستين دافيس، وهى ممثلة بريطانية أعلنت عن مستحضرات التجميل التى يتم تصنيعها فى الأراضى المحتلة. ويتضح أن الحملة التى تعتمد على استخدام نفس الأساليب التى ساعدت على إنهاء ممارسة الأبارتهيد أو الفصل العنصرى فى جنوب أفريقيا تكتسب مزيدا من المؤيدين لها حول العالم.
ويقول الكاتب إنه غير مندهش من أن كثيرا من الإسرائيليين حتى محبى السلام منهم لم ينضموا إلى هذه الحملة، وإنه لا يتم التعامل مع المقاطعة العالمية، إلا باعتبارها شكلاً من أشكال المعاداة للسامية، وهو ما يثير أيضا الحديث عن المعايير المزدوجة (فلماذا لا تقاطع الصين على انتهاكاتها لحقوق الإنسان).
إلا أنه يوضح ليس من السهل بالنسبة له كمواطن إسرائيلى ويعيش داخل بلده أن يطلق دعوة للحكومات الأجنبية والسلطات الإقليمية والحركات الاجتماعية الدولية والحركات الدينية والاتحادات والنقابات وكل شعوب الأرض، لتعليق أى تعاون لهم مع إسرائيل. لكن رؤية طفليه وهما يلعبان تجعله مقتنعاً بأن هذه هى الطريقة الوحيدة لحماية إسرائيل من نفسها.
ويعلل الكاتب ما يقوله بأن إسرائيل وصلت الآن إلى مفترق طرق تاريخى وأوقات الأزمات تدعو إلى إجراءات حاسمة. يقول ذلك كيهودى اختار أن يربى طفليه داخل إسرائيل وهو عضو ناشط فى حركة السلام منذ ثلاثين عاما، وأصبح يشعر بالقلق على مستقبل بلاده.
ويقول جوردون إن أفضل طريقة لوصف إسرائيل الآن هى أنها دولة عنصرية. فلأكثر من 42 عاماً، سيطرت إسرائيل على أرض ما بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط حيث يعيش ستة ملايين يهودى وخمسة ملايين فلسطينى، ويعيش 3.5 مليون فلسطينى وقرابة نصف مليون يهودى من المجموع العام فى مناطق احتلتها إسرائيل عام 1967. ورغم أن الفلسطينيين واليهود يعيشون فى منطقة واحدة إلا أنهم يخضعان لنظامين قضائيين مختلفين تماماً. فالفلسطينيون بلا دولة وتنقصهم الكثير من قواعد حقوق الإنسان الأساسية، وعلى النقيض الحاد، فإن كل اليهود سواء كانوا يعيشون داخل الأراضى المحتلة أو فى إسرائيل هم مواطنون فى دولة إسرائيل.
ويشير الكاتب إلى حلين بمكن بها التخلص من نظان الفصل العنصرى الذى تتبناه إسرائيل: الأول هو حل الدول الواحدة وعرض المواطنة على كل الفلسطينيين، وبذلك تؤسس ديمقراطية ثنائية داخل كل المنطقة التى تسيطر عليها إسرائيل. وبالنظر إلى الاعتبارات الديمجرافية، فإن هذا الحل ينهى فكرة الدولة اليهودية.
أما الحل الثانى فيتمثل فى حل الدولتين، والذى يعنى انسحاب إسرائيل إلى حدود 4 يونيو 1967 وتقسيم القدس والاعتراف بحق الفلسطينيين فى العودة مع تحديد الرقم الذى يسمح له بالعودة إلى إسرائيل بـ4.5 مليون شخص فى حين يعود البقية إلى الدولة الفلسطينية الجديدة.
ومن الناحية الجغرافية يبدو حل الدولة اليهودية عملياً لأن الفلسطينيين واليهود مشتركون فى الأرض بالفعل وهو حقيقة واقعة، لكن من الناحية الأيدولوجية، فإن حل الدولتين أكثر واقعية لأن أقل من 1% من اليهود وأقلية من الفلسطينيين يدعمون ثنائية قومية.
وعلى الرغم من الصعوبات الملموسة فى الوقت الراهن، فإنه من المعقول تغيير الحقائق الجغرافية أكثر من الحقائق الديمجرافية، وإذا قرر اليهود والفلسطينيون فيما بعد أن يتشاركوا فى دولة واحدة، فإن بإمكانهم فعل ذلك لكنهم لا يريدون هذا الآن. ولا يوجد وسيلة لحل الدولتين سوى الضغط على إسرائيل من خلال المقاطعة، ويؤكد أن مواجهة العنصرية الإسرائيلية لن يكون إلا من خلال الضغط الدولى الهائل عليها.
كاتب إسرائيلى يدعو لمقاطعة لتل أبيب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة