مع اقتراب حلول شهر رمضان الكريم، يستعد 1.6 مليون مسلم فى بريطانيا إلى محاسبة أنفسهم وإعادة ترتيب أوراقهم خلال الأربعة أسابيع المقبلة. وتقول صحيفة الجارديان فى عددها الصادر اليوم، الخميس، إن هذا الشهر يحتل مكانة خاصة فى قلوب جميع المسلمين حول العالم الذين ينتظرونه بشغف من عام لعام، ولكن يتعين عليهم، خاصة هؤلاء فى الدول غير المسلمة، استغلال الفرصة لإظهار معنى الدين الإسلامى الحقيقى.
وعلى الرغم من أن ساعات الصيام هذا العام ستكون أطول مما كانت عليه السنوات المنصرمة حسب التقويم القمرى، وهو ما يعد تحدياً كبيراً لإرادة الصائمين، إلا أن هذا الشهر يمثل فرصة سانحة لتهذيب النفس وترويضها. وتقول سامية رحمن، كاتبة المقال، إن هؤلاء غير المعتادين على هذا التقليد الإسلامى يرون أن التزام المسلمين بالصيام لشهر كامل أمر غريب، ويجدون صعوبة فى فهم الغاية منه، من هنا، أصبح رمضان لغير المسلمين موضوعا شيقا للمناقشة فى محاولة للكشف عن خباياه.
وتشير الكاتبة إلى أن هذا الفضول لطالما كان سبباً فى أن يدرك الآخرون معنى "رمضان" الحقيقى، فالصيام أكبر بكثير من مجرد الامتناع عن الأكل والشرب خلال ساعات النهار، فخلال شهر رمضان يحصل المسلم على وقت كاف لمحاسبة النفس والبعد عن الكذب والغيبة وإحكام النفس.
من ناحية أخرى، تقول رحمن إن هذا الشهر الكريم يعتبر فرصة عظيمة لكشف الغموض الذى يكتنف الدين الإسلامى الذى غالباً ما يساء فهم تعاليمه. وعلى الرغم من أن الكثير من الصائمين يجدون صعوبة فى إبلاغ أصحاب العمل غير المسلمين بأنهم سيصمون الشهر- إذ يخشون أن يؤثر الصيام على عملهم- إلا أن التزامهم بإتمام عملهم على أكمل وجه سيوضح المعنى المقصود من الصيام. وتنصح الكاتبة فى نهاية مقالها المسلمين بتحمل مشقة أول يومين من الشهر، على اعتبار أنهما الأصعب، ولكن بعد ذلك ستعتاد أجسامهم على الصيام ويكتشفون أن الأمر ليس بهذا السوء.
1.6 مليون مسلم فى بريطانيا يستعدون لمحاسبة أنفسهم فى رمصان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة