تشهد البرازبل حاليا حادثة غريبة من نوعها بطلها هو مقدم تليفزيونى برازيلى شهير مشتبه فى قيامه بترتيب خمس جرائم قتل على الأقل للحصول على انفرادات لبرنامجه الذى يدور حول الجريمة وأيضا للحصول على مصداقية سياسية.
ذكرت صحيفة "لوفيجارو" فيما وصفته بهوس السباق للحصول على أعلى نسبة مشاهدة أن المذيع والسياسى والاس سوزا، أحد أبرز الشخصيات فى شمال غرب البرازيل، متهم بقتل خمسة أشخاص على الأقل بهدف زيادة معدلات مشاهدة برنامجه Canal Livre (القناة الحرة) على قناة Band التليفزيونية. وهو ما ينفيه بشدة هذا المذيع الذى يعرب عن قلقه من اتهامه كذلك بالاتجار فى المخدرات، وتشكيل عصابة وحيازة أسلحة بصورة غير مشروعة.
وتقول الصحيفة إن والاس سوزا، وهو شرطى سابق، قد بدأ عمله كمقدم برامج فى عام 1989 فى قناة تليفزيون ماناوس، وسرعان ما زادت شعبيته من خلال حلقات برنامجه المثيرة التى تضع المشاهد مباشرة فى مسرح الجريمة والتحقيقات.
وخلال ما يقرب من عشرين عاما من العمل، بات سوزا مذيعا لا غنى عنه فى القناة. وفى كل حلقة من حلقات برنامجه اليومية، لا يتوقف والاس سوزا، الذى يحاول اكتساب مصداقية سياسية، عن تكرار أن ماناوس أصبحت منطقة فى منتهى الخطورة. وهو بالطبع الأمر الذى ساعد على إعادة انتخابه عام 2008 للمرة الثالثة على التوالى فى مختلف المناصب الإقليمية.
سعى سوزا للتخلص من خصومه"
ولكن خلال هذا العام نفسه، بدأت الشرطة البرازيلية تلاحظ وقوع صدف غريبة، أهمها كيف تتمكن كاميرات برنامج سوزا من الوصول بشكل دائم تقريبا قبل الشرطة إلى مسرح الجريمة؟
ومن ثم بدأت الشرطة فى فتح تحقيق بشأن هذا الموضوع، الذى زاد من تأكيده هو القبض على الرجل المسؤول عن أمن سوزا، وتوجيه التهمة له بارتكاب تسع جرائم قتل. وقد أوضح هذا الرجل للشرطة أن إحدى تلك الجرائم قد تم ارتكابها لتكون موضوعا لبرنامج سوزا.
وأمام هذه الاعترافات، قامت القناة على الفور بإيقاف البرنامح فى شهر ديسمبر.
ومن جانبه لا يشك رئيس الشرطة توماس فاسكونسيلوس، المسئول عن التحقيق، فى تورط والاس سوزا فى العديد من حوادث القتل، وذلك يرجع، ووفقا له، لثلاثة دوافع. أولا زيادة نسبة المشاهدة، ثانيا بناء اسم له فى عالم السياسة، وثالثا رغبة والاس، المشتبه أيضا فى علاقته بقضايا مخدرات، فى القضاء على منافسيه. والدليل على ذلك هو أن ضحاياه الخمس المزعومين كانوا جميع من كبار تجار المخدرات. وما زاد أيضا من تعزيز هذا الافتراض هو العثور يوم الثلاثاء فى منزل سوزا على أكثر من 100 ألف دولار، وترسانة من الأسلحة غير المرخصة.
وتذكر الصحيفة فى النهاية أنه تم القبض على خمسة عشر شخصا من المحيطين بهذا الرجل، وعلى رأسهم ابنه، فى حين لا يزال سوزا نفسه، الذى يتمتع بحصانة سياسية، مطلق السراح فى الوقت الحاضر. ومن المفترض أن تبت السلطات القضائية البرازيلية فى قضيته خلال الأسابيع المقبلة.
ومن جانبه لم يغير سوزا منذ بداية التحقيق من خط دفاعه، حول كونه ضحية عملية ثأر من قبل ضباط شرطة سابقين كان قد عمل معهم.
أعلنتها صحيفة "لوفيجارو"
مذيع برازيلى يدبر جرائم قتل لرفع نسبة مشاهدة برنامجه
السبت، 15 أغسطس 2009 02:55 م
صحيفة لوفيجارو تسرد وقائع مهزلة المذيع البرازيلى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة