علاج الحيوانات الشقيانة هو الهدف الذى أنشئ من أجله مستشفى بروك لعلاج الحيوان فى منطقة السيدة زينب وبالقرب من مشرحة زينهم.
يعود إنشاء المستشفى إلى سنة 1934 حين لم تحتمل "بروك دوروثى" زوجة أحد جنرالات الجيش الإنجليزى أن يتم تشغيل خيول الحرب التى كانت تعانى من حالة صحية سيئة، فاستعانت بزوجها فى جمع التبرعات لشراء هذه الخيول، وبالفعل استطاعت خلال 3 سنوات فقط شراء 5 آلاف فرس وبغل أخضعتهم للعلاج فى اسطبلات مخصصة والتى توسعت فيما بعد لتصبح المستشفى الأولى فى مصر التى تهتم بعلاج الحيوانات العاملة.
وتأتى الخيول إلى العيادة الخارجية حيث تعالج الحالات البسيطة، أما إذا احتاج العلاج لفترة أطول تحجز الخيول فى القسم الداخلى الذى يضم 20 بوكس للإقامة وإن استلزم الأمر إجراء عملية جراحية فالمستشفى مجهز بغرفة للعمليات والعناية المركزة.
والأمر لا يخلو من مساحة ترفيهية يطلق عليها "سانديار" وهى عبارة عن مساحة رملية تسير عليها الحيوانات لعلاج بعض الإعاقات أو بعض الإصابات
غرفة "الباديكير" والتى تتخفى تحت مسمى "البيطار"حيث يتم تهذيب حوافر الخيول حتى لا تتألم؛ فكثير من آلام الخيول تأتى من دخول مسمار فى الحافر، ويدق الرقم الخاص بالحصان فى الجزء الميت من الحافر ليسهل التعرف على تاريخه المرضى بعد خروجه من المستشفى.
كل ذلك يجعل من الصعب على الخيول والحمير ترك هذا المكان الذى تجد فيه الطعام والشراب والراحة والمعاملة الطيبة، فعندما يأتى مالك الحصان لاصطحابه خارج المستشفى يرفض الخروج حتى إنه فى إحدى المرات، عندما وصل الحصان على بعد عدة أمتار من المستشفى ترك صاحبه وعاد مسرعا للمستشفى.
يسمح المستشفى لصاحب الحصان أن يأتى لزيارته فى أى وقت بشرط ولا تطلب منه أى أطعمة لأن كثيرا ما يحاول البعض إيذاء العربجى من خلال حصانه، ف"تسميم البهائم" من الأمور المتعارف عليها وخاصة فى الأرياف .
وفى مكان منفصل توجد غرف خاصة لمنع انتقال الأمراض المعدية بين الخيول بعضها البعض أما إذا يئس المستشفى من علاجه يتم توجيهه إلى غرفة الإعدام حيث يأخذ حقنة مخدرة تعقبها أخرى لإيقاف القلب.
ورغم توافر العلاج بالمجان إلا أن مستخدمى تلك الحيوانات ليس لديهم الوعى الكافى لذلك تتركز النسبة الأكبر من العلاج من خلال العيادات المتنقلة التى يبلغ عددها 26 عيادة تغطى 195 موقعا على مستوى الجمهورية.
أنفلونزا الخيول من الأمراض التى انتشرت فى مصر خلال الفترة الأخيرة، أعراضها لا تختلف كثيرا عن أعراض البرد العادية، التيتانوس أيضا من الأمراض الأكثر خطورة خاصة أنه يصيب الجروح الناتجة عن الضرب، فنفاجأ أن "العربجى" يضرب حصانه فى مكان الجرح لاعتقاده أن الحيوان عندما يتألم يسير أسرع.
ومع الإصابة بالتيتانوس تكون حساسية الحيوان مفرطة للصوت والضوء لذلك يفضل الراحة التامة والإبقاء على الحيوان فى مكان مظلم.
جميع أنواع العلاج بما فيها العمليات التى لا تستمر أكثر من ربع ساعة وهى مدة فاعلية البنج، أما إذا زادت مدة العملية عن هذه المدة فوقتها يتألم الحصان ويفضل ألا تتم مثل هذه العملية رفقا به.
"الخيول بتهزر وبتضحك مع بعض زى البنى آدم" قالها عم محمد أحد عمال المستشفى الذى يفضل التعامل مع الخيول العربية الأصيلة التى يحزن عندما تغادر المستشفى "خيول العربجية بتبقى غبية لأنها اتعودت على القسوة والضرب ولا تشعر أبدا بالأمان" وهذا ما يجعلها تتعامل بعنف مع كل المحيطين بها.
فى العيادة الخارجية للمستشفى التقينا بالطبيبة أميرة عزيز المتخصصة فى شئون الخيول والتى قضت 21 سنة فى التعامل معهم، وتنصح أصحاب الحيوان بأن يقدموا له الطعام الصحى، فالحيوانات العاملة لابد أن تأكل الفول والشعير والردة والتبن، والحرص على أن يشرب الماء طوال اليوم وتنظيف الحيوان وهو ما يطلق عليه "تطمير".
فقلة المياه التى يتناولها وخاصة فى فصل الصيف تسبب ارتفاع درجة حرارته التى إذا زادت عن الحد يموت الحصان لأن هذه الحرارة تتسبب فى تدمير خلايا المخ.
تؤكد د. أميرة أن الخيول تصاب بأمراض نفسية مثل الاكتئاب والحزن ويظهر ذلك فى سلوكها مثل رفض الأكل وعدم الاهتمام بالمحيطين بها وخاصة فى حالات الحزن على وفاة صديق وقد تصل إلى الموت حزنا.
المستشفى أنشأته زوجة أحد جنرالات الجيش الإنجليزى إلى سنة 1934<br>
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة