أخذ الشعراء بتلابيب المحبين وصوروا لهم الحب كلمات حلوة ومواقف معسولة، فيكفى أن ينظم أمير الشعراء أحمد شوقى أبياتا فى ذلك تقول:
نظرة فابتسامة فسلام فكـلام فمـوعد فلـــقاء
ففراق يكون فيه دواء أو فراق يكون من الداء
لم يترك العلم الحب والمحبين فى حالهم، بل أدخل تقنياته لرصد حالة الحب وأطواره المختلفة، ويقول د.عمرو شريف أستاذ الجراحة بكلية الطب جامعة عين شمس، حالة الحب، الذى لم يعد ذلك الشعور الغامض الذى لا ندرى حقيقته، أن الدراسات الحديثة كشفت عن آليات عمل المخ المتسبب فى التكوين النفسى والعقلى للإنسان، ومن هذه التكوينات شعور الإنسان بحالة من الحب، وفى الوقت الحالى وعن طريق التحاليل والفحوصات أصبح من السهل الوقوف على كيميا المخ فى العقل البشرى، ورصد تلك التجربة غير المنطقية التى يمكن أن تمر بمخ الإنسان.
ويصور الدكتور عمرو اللحظات الأولى للرجل أو المرأة عندما تقع عينا أى منهما على الشخص المناسب، فعندما تبدأ حاسة الشم عند المرأة بشم رائحة الرجل الذى تتمناه، يعطى المخ أوامره لباقى جسم الإنسان فيشعر بالسعادة والنشوة والرضا، كما يفرز المخ بعضاً من هرمون الذكورة، فى المرأة أو الرجل على حد سواء، مما يثير الغريزة والرغبة فى امتلاك ذلك الشخص، وإن كانت المراحل الأولى للحب فى النساء أكبر نشاطاً من الرجال، حيث ينشط مخ المرأة المحبة عن مخ الرجل فى المراكز الخاصة بالانتباه والحدس والذاكرة، أما الرجل فيظهر نشاطه فى قدرته البصرية، معوضاً حاسة الشم التى لا تعمل بكفاءة لديه، مما يعنى أنه أكثر عرضة للوقوع فى الحب من أول نظرة.
إن حالة الحب التى تنتاب الإنسان تغلق لديه الدوائر العصبية الخاصة بالحرص والتفكير المنطقى، ويظهر ذلك جلياً عند النساء اللواتى يعلن أن عيوب محبوبهم لا تؤرقهم ولا تشغل بالهم، لأن "مراية الحب عامية"، كما أن الحب يعمل على تهدئة المراكز المخية المسئولة عن الخوف والقلق والتوترات النفسية، بينما تزداد عند المحب الشعور المفرط بالذات.
الحب.. وسيلة للعلاج
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة