د.حمزة زوبع

شجون مسافر

الخميس، 13 أغسطس 2009 08:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثيرة هى أسفارى من وإلى مصر المحروسة، وفى كل مرة اكتشف أننى لم أعرف مصر بلدى حق المعرفة، ويبدو لى أن أمامى وقتا ليس بقصير حتى أدرك كنهها وأتوصل إلى حقيقة أمرها.

فعلى سبيل المثال، حين حطت بنا الطائرة فى الترمينال الجديد وجدت نفسى فى واحد من أفخم المطارات التى رأيتها، كل شىء مرتب ومنظم ويستوعب الحاضر وزيادات المستقبل، رأيت عيون الخبراء التى تبصر شكل المطار بعد عشرين عاما حيث سيزيد عدد المسافرين، لذا فقد رأيت مساحات واسعة وكونترات متعددة وحتى شكل ( اللونج ) الخاص بالدرجة الأولى ورجال الأعمال بدا عليه أنه أكثر تطورا وتحضرا من ذى قبل.

ولأن "الحلو ما يكملش" فقد حاولت استخدام الإنترنت فى هذه القاعة الجميلة فأجابتنى موظفة العلاقات العامة بابتسامة خجولة "آسفة يا افندم الإنترنت مش شغال"، وقد يقول قائل وما أهمية الإنترنت؟ أترك الإجابة لك عزيزى القارئ لترد نيابة عنى على هذا السؤال؟
ومن مطار القاهرة إلى طريق القاهرة- ميت غمر، حيث اضطرتنى الظروف إلى السفر إلى قرية "دقادوس" بميت غمر لتأدية واجب العزاء فى وفاة والد أحد أصدقائى، وإذا بالطريق من بنها إلى كفر شكر يذكرنى بالشوارع الداخلية لشبرا الخيمة من كثرة المطبات والعثرات، وحين اقتربت من كفر شكر حيث تسكن عائلة الوزير محمود محيى الدين وأعمامه الكبار وجدت الطريق وكأن بطنه قد شقت وأخرجت ما فيها من حجارة وصخور، فقلت الحمد لله محافظ القليوبية لا يفرق بين منطقة يسكنها وزير ومنطقة يسكنها أناس عاديون، والمساواة فى الظلم عدل!

وأتعجب: ما الفرق بين العقلية التى أقامت المطار الجديد والعقلية التى تحكم المحافظات من حديد؟ أو ليسوا جميعا مصريون، أو ليست الخبرة المصرية هى التى تقف وراء التنفيذ؟ أفنعجز عن إنشاء طريق فى الوقت الذى نقيم فيه مطارا ينافس مطارات العالم ؟ جرى إيه يا مصر!
والتفسير الوحيد عندى أن هناك من يحاسب فى المطارات ولكن لا حساب (اللهم إلا فى الآخرة) فى المحافظات؟
فمحافظ القليوبية المبتلى تارة بتلوث البيئة فى شبرا الخيمة وارتفاع معدلات الجريمة والبطالة وانتشار التكاتك ( جمع تك تك ) ناهيك عن فضيحة شرب الأهالى لمياه المجارى وانتشار التيفود، هذا المحافظ لم يجد من يحاسبه ولن يجد لأن المحليات عندنا "وكالة بدون بواب"، ولم أسمع أى تعليق من وزير المحليات عما يدور من فضائح فى المحافظات لأن الوزير بلا صلاحية، والصلاحيات كلها بيد الرئيس أما وزير المحليات فهو مجرد وزير بلا حقيبة.

لو أن فضيحة شرب مياه المجارى وانتشار التيفود حدثت فى أى مكان ناءِ فى العالم لاستقال المحافظ ومعه وزير الشئون المحلية، لكن المحافظ ألقى باللائمة على المقاولون العرب والمقاولون العرب ألقت باللائمة على المحليات، ولا يزال عداد المرضى يعمل بسرعة فائقة، وربما لا ننتظر أكثر من ساعات حتى تعلن القليوبية منطقة موبوءة .

كتبت فى اليوم السابع مقالا بعنوان "زبالة شبرا الخيمة أولا يا سيادة المحافظ "، ويبدو أن المحافظ لا يقرأ ولا يريد أن يقرأ، أو لعله يقرأ وينسى، وأنصحه بزيارة شبرا الخيمة والبقاء بها لمدة 24 ساعة فقط، ثم ينتقل إلى الخانكة والعمرانية والقناطر الخيرية، ليشاهد بأم عينيه مشاكل الناس على الطبيعة ويعمل على حلها بدلا من توزيع الاتهامات يمنة ويسرة .

آخر السطر
تهنئة حارة إلى كتيبة اليوم السابع، التى نجحت فى استقطاب النخب المثقفة على اختلاف مشاربها، وهى الآن فى طور تحولها إلى جريدة يومية، وإن كنت منحازا بطبيعتى إلى الصحيفة الإلكترونية، إلا أننى أهنىء فريق العمل بالجريدة المطبوعة اليومية ... حتى تتقدم البلد بينا كلنا.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة