للحفاظ على كيانهم من أية تدخلات، وإعادة الحياة إليهم من جديد، لجأ رئيس الطائفة المعمدانية الكتابية الأولى إلى طريق المحاكم وساحات القضاء، مختصما فى ذلك كلا من وزير الداخلية ورئيس المجمع الإنجيلى العام.
القس بطرس فلتاؤوس عبد الشهيد، ذكر فى دعواه رقم 15358 لسنة 63 قضائية، المقامة أمام مجلس الدولة، أن معتنقى الديانة المسيحية، قد انقسموا من زمن إلى عدة مذاهب أولها كان بمذهبى الكاثوليكية، والأرثوذكسية، اللذين انقسما بدورهما إلى طوائف مختلفة، حيث انقسم الأرثوذكس إلى 4 طوائف، منها الأقباط، والسريان، والأرمن، والروم الأرثوذكس، على حين تم انقسام الكاثوليك إلى 7 طوائف منهم الكلدان، واللاتين، والموارنة، والروم، مؤكدا رئيس الطائفة أن لكل من تلك الطوائف ذمة مالية، وجهازا إداريًّا خاصين بها، بل أصبح لكل طائفة دستور، وهو ما لم يحدث مع طائفته..
أشار رئيس الطائفة أيضا إلى أنه حدث انقسام شهير بالمذهب الكاثوليكى مع خروج أحد القساوسة على كنيسته وهو القس "مارتن لوثر"، والذى أنكر بعض التعاليم الجوهرية المتبعة بالمذهب الكاثوليكى، ليقرر بابا الفاتيكان وقتها بإخراجه من الطائفة، ليقوم مارتن لوثر وقتها بإنشاء مذهب جديد هو المذهب الإنجيلى "أو البروتستانت، وقد انقسم أنصار ذلك المذهب بدورهم إلى العديد من الطوائف لأكثر من 3 آلاف طائفة، والتى ورد منها أكثر من 750 طائفة إلى مصر فى منتصف القرن الماضى، ومع كثرتهم أصدر السلطان وقتها فرمان بجمعهم داخل مجمع إنجيلى واحد، يرعى شئونهم وزير الداخلية، مما يعنى أن أى طائفة موجودة حاصلة على موافقة وزارة الداخلية، مع قاعدة هامة وهى أن أى طائفة ورادة إلى مصر يتم قبولها تحت مظلة تلك الطائفة الإنجيلية، التى تعاظم دورها مع الوقت بمنح الشرعية لكل طائفة تنتمى للمذهب الكاثوليكى، مع الأخذ فى الاعتبار وجود طوائف لاعلاقة لها بالكاثوليكية، وعلى رأسها الطائفة المعمدانية الكتابية الأولى، التى يترأسها حيث فوجئ بتدخل صفوت البياض رئيس الطائفة الإنجيلية، الذى أصدر قرارا بوقف التعامل معها، مع عدم اعتماد جميع القرارات الصادرة منها، وهو الموقف الذى اعتبرته الطائفة غريبا من طائفة أخرى ليست بينهما أية صلة، وهو ما أخذت به وزارة الداخلية. بطرس عبد الشهيد أكد أن طائفته مسيحية تستمد إيمانها من الكتاب المقدس، مع استقلالها عن بقية الطوائف، وقد تم الاعتراف بها فى مصر رسميا بموجب القرار الجمهورى رقم 99 لعام 1990، الذى قرر إنشاء إحدى كنائسها، مع ممارسة كافة شعائرها.
طوال تلك السنوات والطائفة تقوم بنشاطاتها بعد اعتمادها من وزارة الداخلية، وبعيدا عن الطائفة الإنجيلية، التى فجأة بدأت فى التدخل فى شئونها الخاصة، بزعم تبعية الطائفة لها، حيث قام صفوت البياض بتفويض أحد مواطنيها، ويدعى ممدوح مراد زخارى، للتصرف فى شئون الطائفة وأموالها، هو ما رفضته الطائفة المعمدانية، التى وجدت أيضا أن الطائفة الإنجيلية تقدمت بطلب لوزير الداخلية لإلغاء وتغيير القرار الجمهورى رقم 99، وبدلا من تأكيد الوزارة أن المعمدانية الكتابية، إحدى الطوائف المعترف بها قامت باتخاذ موقف سلبى حينما امتنعت عن اعتماد أية تصرفات صادرة منها من أختام ، أو اعتماد الانتخابات التى أجريت بالطائفة التى اختارت القس بطرس عبد الشهيد رئيسا لها، بدعوى عدم تدخل الوزارة بين طرفين قبطيين. ليضطر القس إلى إقامة دعوى بمجلس الدولة للمطالبة بإلغاء القرار السلبى الذى تتخذه الداخلية من تجميد كافة تعاملات الطائفة، واعتبارها مستقلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة