لأول مرة..

طبيبة مصرية تؤسس قسماً لأمراض الشيخوخة

الإثنين، 06 يوليو 2009 02:27 م
طبيبة مصرية تؤسس قسماً لأمراض الشيخوخة الدكتورة نادية عبد الوهاب طبيبة أمراض الباطنة ورئيسة أول قسم لأمراض الشيخوخة فى مستشفى فلسطين
كتبت يمنى مختار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رعاية المسنين أمر يحكمه فى المقام الأول الرحمة والحب فى مجتمع يحيطه العجز الإنسانى والقصور النفسى، فكم من أناس تجدهم فى الشارع صانعين من الرصيف بيتا وحياة، يعيشون ويموتون وهم فى عداد النسيان، ربما يكون أبناؤهم غير قادرين ماديا أو معنويا على رعايتهم لكن دائما النتيجة واحدة عجز وفقر وشيخوخة ومرض ثم تتويج بالموت، التقى اليوم السابع بالدكتورة نادية عبد الوهاب طبيبة أمراض الباطنة ورئيسة أول قسم لأمراض الشيخوخة فى مستشفى فلسطين.

بدأت الدكتورة نادية كلامها بعبارة تعكس مدى رقى إحساسها ومشاعرها مع المسنين قائلة "كل مريض يأخذ قطعة من قلبى مثلما يعطينى جزءاً من قلبه وتستمر الرحلة بقدر البهجة التى أحصل عليها منهم بقدر ما أحزن على فقدانهم"، فعملى محصور فى التعامل مع الموت بصورة شبه يومية، اقترب من المسنين وأعيش معهم لحظات حياتهم الأخيرة والتى تنتهى دوما بالموت.

تحكى د.نادية عبد الوهاب عن فكرة إنشاء هذا القسم عندما وجد بعض المارة فى مصر الجديدة رجلا فلسطينيا مسنا يبحث عن سوق يافا فاصطحبوه إلى المستشفى حيث اكتشف الأطباء إصابته بالزهايمر وأن أولاده يعيشون خارج مصر، تقول: "بعدها اقترحت على المستشفى إنشاء قسم خاص للمرضى من المسنين الذين يحتاجون إلى عناية طبية ولا يتوفر لهم من يرعاهم، خاصة حالات الرعاية النهائية قبل الوفاة فى حالات الإصابة بالأورام السرطانية، لتوفير الأكسجين وعدم الشعور بالألم ليموت المريض بكرامة.


معظم الأماكن التى توفر هذه الخدمة للمسنين تتجاوز قدرة الطبقة المتوسطة حيث تتكلف مبالغ باهظة لذلك تطالب د. نادية بضرورة تخصيص المزيد من الأماكن للمسنين الغير قادرين على رعاية أنفسهم خاصة مع التغيرات السكانية التى أدت إلى وجود نسبة كبيرة من المسنين تصل إلى 7% من السكان فوق سن الستين و 4% فوق الخامسة والستين يقابلها ظروف اقتصادية تقف أمام رعاية الأبناء لوالديهم.

أما المسنين الذين لا يزالون يتمتعون بصحة جيدة، فلا تجد أى حرج فى ذهابهم إلى إحدى دور المسنين ليشعروا بالونس والصحبة من خلال قضاء الوقت مع أصدقاء فى نفس المرحلة العمرية حيث اعتبرتها طريقة لحماية المسن بدلا من الموت وحيدا واكتشاف الجيران موته بعد تعفن الجثة.


فى ذلك المكان التقت دكتورة نادية بالعديد من الشخصيات وتعرضت لكثير من المواقف كان من أصعبها أن تصرح لأحد القادة العسكريين الذى خاض العديد من الحروب بأنه مصاب بورم خبيث ، كان كثيرا ما يروى لها عن انسحاب فصيلته بكرامة فى حرب 1967 وسألها فى مرة عن سبب تدهور حالته الصحية فردت عليه: هل تذكر فصيلتك التى انسحبت بكرامة وبأقل قدر من الخسائر، إننا نحارب الآن فى المعركة الأخيرة ومرت الأيام التالية بهدوء حتى توفاه الله.

خبراتها الطويلة فى مجال التعامل مع المسنين ، دفعها لكتابة كتاب "كبرنا أسلوب حياة" التى توجهه لكبار السن لفهم تلك المرحلة العمرية واحتياجاتها وتجنب مشاكلها وتوجيه عدد من النصائح للفئات المتعاملة معهم.

فـ"الشيخوخة" تلك الكلمة التى نطلقها على كبار السن رغم أنها تعبر عن أى تغيير فى وظائف الأعضاء غير قابل للرجوع وهو أمر لا يتعلق بمرحلة عمرية بعينها فمنذ الساعات الأولى للولادة يكبر الجسم ويشيخ وتتزايد الوتيرة كلما تقدمنا فى السن.

فالشيخوخة مرتبطة بسن الستين لضرورة وضع سن معين للمعاش وحيث أن معظم الناس يعانون من مشاكل صحية فى هذا السن، فقد جرى التعامل معه على أنه سن الشيخوخة.

30% من مشاكل الشيخوخة يرجع إلى أسباب جينية لا نستطيع التحكم فيها أما الجزء المتبقى الذى يمثل 70% فيرتبط بأسلوب الحياة الذى ينقسم إلى: طبيعة الأكل، والحفاظ على الوزن، والحركة، والمحافظة على النشاط العقلى والذهنى، والاجتماعى، والبعد عن الملوثات، والعيش فى بيئة صحية.

ويبدو وضع المرأة المسنة هو الأكثر إزعاجاً فى مجتمع يعلى من قيمة القوة والجاذبية الجنسية والإنجاب ويربط بين دور المرأة وقدرتها على الإنجاب ،فتؤكد د. نادية أنه يبدو شديد التعقيد حيث يمثل دخول المرأة مرحلة الأربعينيات كارثة وكأن دورها فى الحياة قد انتهى إلا أنه فى ذات الوقت يعطى لها بعض المميزات حيث تخف القيود التى كان المجتمع يكبلها بها خلال الفترة الإنجابية خوفا من انفلاتها فلم يعد يخشى منها مع تقدمها فى العمر بل قد يعطيها سلطة أكبر وخاصة فى الصعيد.

وتنصح د. نادية عبد الوهاب بعدم مواجهة المسن بمرضه أو لومه على قصور ذاكرته ، بل يفضل تنشيط ذاكرته القديمة من خلال ترديد الأغانى القديمة أو عن ذكرياته ومراقبته طول الوقت حتى لا يضر نفسه أو غيره حيث يمكن أن ينسى أن يغلق الغاز مسببا حريقا أو يخرج إلى الشارع ويفقد.

وهكذا يتجاهل المجتمع المسنين وفترة الشيخوخة رغم أنها مرحلة من مراحل الحياة لها صعوبتها ومشاكلها مثلها مثل باقى مراحل الحياة، والذى يمر بها بسلام هو الإنسان القادر على حب الحياة لآخر لحظة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة