فى الرابع يوليو الحالى جاء على موقع اليوم السابع تقريرا بعنوان "مسلمون يحرقون منازل الأسرة المسيحية التى قتلت شابا مسلماً بالدقهلية". تابعت التقرير وكانت نصف الأحداث، وذكر أن التحقيقات جارية، وأنه تم حبس العائلة المسيحية وهم إيميل يوسف وابناه جون وجان وزوجته بتهمة القتل العمد.
وقدم التقرير شهادة عبر حوار مع أحد المواطنين من القرية اسمه مصطفى محمود وكان صديق الشاب المتوفى، فقال إن صديقه ذهب يرد زجاجة حاجة ساقعة للبائع المسيحى، ولكننى لم أعرف إذا كان هذا البائع هو إيميل يوسف جرجس أو ابنه جون أو ابنه جان أو أحد العاملين بهذا المكان.. ثم استمر مصطفى محمود بقوله إن الضحية طلب من البائع المسيحى رد الرهن على الزجاجة، ولكنه رفض فقام الضحية "بكسر الزجاجة فقام المسيحى وأسرته بضرب الضحية حتى غرق فى دمه".
هل من المفروض أن نفهم من هذا السياق أن مصطفى محمود كان موجوداً بمكان الحادث وشهد هذه الوقائع؟ أم سمع بها من أحد. ولماذا لم يوضح التقرير ذلك ؟
ثم أكمل "وأثناء خروج المسلمين من صلاة العشاء اندفعوا جميعهم نحو الضحية الذى كان لا تزال فيه الروح وتم نقله للمستشفى. وصعدت الأسرة المسيحية أمام أعيننا ولم تكن بهم إصابات، لأن الضحية كان بمفرده. وكان الأمر فى البداية بسيطاً وبعض الشباب قاموا بكسر بعض صناديق الزجاجات الفارغة"، ويضيف مصطفى محمود "أن بعد وقت قصير وجدنا الأسرة المسيحية تنزل من منزلها والدماء تنزف. وعلمنا أنهم حرروا محضراً ضد الضحية ادعوا فيه أنه اعتدى عليهم وسرقهم وهذا لم يحدث". أحب أن أعرف كيف يصعدون إلى منزلهم سالمين ثم بعد مدة قصيرة نجد نفس العائلة "والدماء تنزف"، هل أصابوا أنفسهم بهذه الإصابات ؟ ففى مثل هذه الحوادث دائما المسيحيون يضربون ويجرحون أنفسهم وحتى فى بعض الأوقات يقتلون أنفسهم.
ثم قول الصديق "إن المسيحيين حرروا محضراً ضد الضحية ادعوا فيه أنه اعتدى عليهم، وهذا لم يحدث" لماذا هم يدعون؟ من أين هذه الدماء؟، من أين جاء هذا الشخص بكل هذه التفاصيل هل شاهدها بنفسه–، لماذا دائما فى هذه الظروف لا يحاول أحد أن يأخذ أقوال المسيحيين – كل هذه الأحداث ليست مقرونة بشهود عيان أو شهادات من الأطراف المتنازعة. وكيف يقول مصطفى "هذا لم يحدث" أريد أن أعرف هل هو رأى أنه لم يمسهم أحد. لماذا لم يوجه محررو التقرير هذا السؤال له؟.
"..ثم تجمع مسلمو القرية بالكامل من رجال ونساء..... ورجع أهالى القرية من المقابر فى مظاهرة ضخمة وهم يكبرون "الله أكبر ونعم الوكيل" وتوجهوا إلى منازل المسيحيين بالقرية فقذفوها بالطوب والحجارة ودمروا أسوار المنازل الخارجية وأشعلوا النيران فى منزل أميل يوسف جرجس، ولم تتمكن عربات الإطفاء من الوصول إلى المنزل".
وهنا نرى الأحداث التى حدثت فى ظروف مماثلة، قوات الأمن لا تحمى المسيحيين حتى لو ارتكب فرد جريمة، فالمعروف أن الشخص برىء إلى إن تثبت إدانته، فما ذنب بقية أفراد القرية المسيحيين من تدمير منازلهم. أحب أن أذكر حادثة بمها. عندما أطلقت شائعة أن الأقباط فى نيتهم أن يبنوا كنيسة. فجهز جيرانهم المسلمون أوانى تملؤها الكيروسين وبعد صلاة الجمعة أشعلوا النيران فى بيوت الأقباط. وكانت هذه الحادثة على صفحات الجرائد المصرية. فقوات الأمن لم تحافظ على بيوت المسيحيين وعربات الإطفاء طبعاً لم تجئ. ويزداد قهر الأقباط عندما يجبرون على جلسات الصلح على طريقة العرب وعلى أثرها يتنازلون عن أى تعويضات، نحن نتكلم هنا عن شعب بسيط ليس له حول ولا قوة ورزقه محدود، وليس له فرص عمل كثيرة يختار منها ليطعم عائلته.
وبعد أن أدلى مصطفى محمود بقصته "سقط مغشيا عليه" الظاهر من شدة التأثر أو التأثير.
واختتم التقرير بهذه الحملة "وهجر مسيحيو القرية منازلهم والآن أصبحت خالية من أى مسيحى". إلى متى تستمر هذه الحوادث المؤلمة؟ لماذا لا تتدخل قوات الأمن للسيطرة على هذه الظروف؟ ذكرت وسائل الإعلام فى الأيام القليلة الماضية عن مسيحيين من عزبة باسليوس ببنى مزار استخرجوا ترخيص لبناء كنيسة، ولكن أشعلت فيها النيران، وكان يوجد شهود عيان وتعرفوا على الأشخاص الذين أشعلوا النيران. ولم يستطع رجال الإطفاء المجىء لمدة ساعتين والتى احترق فيها سقف الكنيسة. وعندما ذهب المسيحيون للشرطة للإبلاغ تم احتجازهم ومطالبتهم بتغيير أقوالهم.
إنه من المثير للقلق، أحداث مماثلة تتكرر بصورة متتالية وأى شائعة أو خلاف يؤدى إلى أن الأقباط يدفعون الثمن غالياً حتى ولو لم يكونوا طرفاً فى النزاع أو يريدون أن يعبدوا أو يصلوا فى سلام. "وتخلو القرية من الأقباط " يتشردون ولا أحد يحميهم، يفقدون السقف الذى يظلل فوق رؤوسهم ورؤوس أولادهم، ويفقدون مصدر رزقهم، ويجبرون على قبول الواقع المرير، ولا أحد يسمع منهم ما وقع من الأحداث والصوت القبطى مطلوب منه السكوت. لماذا لا يقوم الصحفيون فى مثل هذه الأحداث بمهامهم ويتحققون من الوقائع ؟ أين وزير الداخلية الحالى والذين من قبله، أحب أن أقول لهم إن دماء المسيحيين بداية من الزاوية الحمراء ومروراً بالكشح الأول والثانى والإسكندرية والعديسات وأبو فانا...... ومؤخراً عزبة باسليوس والقائمة طويلة ومعروفة - الذى متى تدوم هذه الأحداث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة