أحمد شهبور يكتب:ردا على الأنبا بيشوى فى عزازيل

الأحد، 26 يوليو 2009 10:42 ص
أحمد شهبور يكتب:ردا على الأنبا بيشوى فى عزازيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ردا على مقاله الأنبا بيشوى فى جريدة اليوم السابع بتاريخ 16\7\2009، وإيماناً منا بحرية العقيدة وحرية الرأى والنقد أيضا؛ أرى أن انتقاد سيادتكم لرواية عزازيل للدكتور يوسف زيدان أخذت أكبر من الحجم المطلوب.

أولا: أن سرد الرواية جاء من خلال ترجمة اللفائف التى وجدت فى الخرائب الأثرية شمال غرب حلب وليس من وحى الكاتب والكاتب ما هو الا مترجم لتلك اللفائف كما وجدت من اللغة السيريانية للغة العربية وعليه فليس هناك ما يضر بأحد ما، ولا تجريح لأحد ولا يؤثر ذلك فى أحد؛ لأن الإيمان بالعقيدة لا يحركه ولا يؤثر فيه رواية جاءت من أثر تاريخى، فكل على دينه إلا من أراد غير ذلك ولنكن متفقين مع هذا المبداء.
ثانيا: أما عن نقطة التقهقر بالمسيحية إلى البدعة النسطورية فذلك ليس ذنب الكاتب كما قلنا من قبل ولكن لكل دين اتجاهات واختلافات ومذاهب، وكل حر فى مذهبه فالبدعة النسطورية كما سميتها سيادتكم وجدت منذ زمن طويل، ولا دخل للكاتب بها ولكن مجرد أنها وجدت باللفائف فلذلك تم عرضها كما وجدت فليس للمترجم أى ذنب بها.

ثالثا: أما عن نقطه التشويه للعقيدة المسيحية بما يكفى لاشمئزاز المسلمين منها؛ أود أن أوضح لسيادتكم أن من أسس الشريعة الإسلامية الإيمان بكل الأديان والعقائد وكل الرسل وليس الاشمئزاز منها وذلك من خلال القرآن قال الله جل جلاله فى سورة البقرة الأية 285 (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ).

ولذلك فليس من الطبيعى أن تسبب رواية فتنة طائفية، وهدما لكل القيم الأخلاقية وأود أن أوضح لسيادتكم أن ما قد يسبب الفتنة الطائفية هو كثره الأقاويل التى لا تفيد وأن الإنسان أو الشاب أو الشابة ذوى الأخلاق القويمة لن يهدم أخلاقهم رواية ولكن تهدم أخلاقهم السطحية واللاوعى فالمصريون عامة وليس بفصل المسلمين عن المسيحيين كما تحب أن توضح سيادتكم لا يمكن أن يؤثر فيهم ويهدم أخلاقهم جزء من رواية وإن كان هذا هو الحال فماذا عن التلفاز والدش والأغنية الإباحية، يا سيدى الفاضل لاتعط الموضوع أكثر من حجمه.

رابعا: كما وضحنا من قبل أن الرواية ما هى إلا ترجمة لأثر موجود بالفعل وإن دار حوار داخل الرواية من واقع الأثر الموجود بين هيبا ونسطور فليس للكاتب به شأن؛ لأنه من الممكن يوميا أن يحدث حوار بين الأشخاص سواء فى الدين الإسلامى والمسيحى واليهودى، ومن الممكن أيضا أن يعرض على صفحات الجرائد والكتب فهذا لا يعتبر تشويها لعقيدة ما أو تشويشا لها؛ لأن العقيدة معناها اعتقاد نابع من داخل الإنسان، وصاحب العقيدة لايؤثر فيه أى كتابات ولو أثرت سيكون ذلك عن اقتناع بشكل ما.
خامسا: مع كامل احترامى لرأى الدكتور يحيى الجمل أن ليس معنى أن نذكر تعصب الدين المسيحى ضد الوثنية الكافرة فى تلك الفترة ليس فيه ما يؤدى إلى شحن للمسلمين ضد الديانة المسيحية فأين العلاقة هنا- سيدى الكريم- بين الإسلام والعلاقة بين المسيحية والوثنية فلا يوجد ما يوضح من خلال الرواية والكاتب ما يشحن المسلمين ضد الديانة المسيحية.

سادسا: حق النقد مكفول للجميع وليس لرجال الدين فقط وأعتقد أنه تم عرض الكثير من المعتقدات على صفحات الجرائد وهذا أمر طبيعى.

سابعا: من وجهة نظرى أن الرواية لم تكتب أساسا للاهوت ولكن ما هى إلا مجرد ترجمة كما ذكرنا من قبل لإحدى اللفائف الأثرية ولذلك لا ذنب للكاتب بها حيث إنه فى حالة ترجمة نص ما وعدم توضيح كل ما يحتويه النص بشكل كامل ففى هذه الحالة يعتبر النص منقوصا وهذا يعتبر تحريفا للنص الأصلى المترجم ويؤدى إلى التشكيك فى الضمير الأدبى للمترجم.
ثامنا: أما عن تصريحات الكاتب فى البرامج التليفزيونيه والمجلات فلا أستطيع أن أنقدها؛ لأنه ليس من الأدب أن أنقد شيئا لا أملك مصدرا مؤكدا له، وبخصوص العلاقة الجنسية خارج الزواج، فمن الطبيعى أنها محرمة ولكن ضمن الرواية فهى سرد من الراوى "هيبا"، و كل مسئول عن ما يفعل أمام الله، وليس للمترجم شأن بها من وجهة نظرى فهو غير مسئول أمام الله أو المجتمع عن ما يفعله البشر وأرى فى نقد سيادتكم لهذة النقطة تحيز.

تاسعا: ليس هناك ما يبرر كتابة تفسير لقول السيد عيسى المسيح عليه السلام «لا تظنوا أنى جئت لألقى سلاما على الأرض ما جئت لألقى سلاما بلا سيف» (متى 10: 34) لأن كل الأديان السماوية وغير السماوية فى بداية انتشارها لابد أن تستخدم فى بعض الأحيان القوة لكى يتم تثبيت قواعد الدين ولا يوجد فى الرواية ما ينقد هذا القول ولكن مجرد ذكر لقاعدة مسلم بها، ولكن نقدك هنا متداخل ومتضارب عكس النقطه التى ذكرت فيها ]هل ممكن أن يدفع التدين- مهما بلغ صاحبه من تعصب وجهل- إلى هذا المدى من القسوة والوحشية؟ وأتصور أن هذا المشهد (يقصد مقتل هيباتيا فى «عزازيل» د.يوسف زيدان يستحق أن نتوقف عنده، ونحاول أن نستخلص ما وراءه وإن الذى وراءه لكثير).

[ما رأيك- عزيزى القارئ- ألا تعد الرواية بهذا تصعيدا لشحن الضمير الإسلامى ضد المسيحية والمسيحيين؟]. الأنبا بيشوى؛ لأنك بررت فيما بعد لماذا ذكر "هيبا" ذلك المشهد لأنه كان تعبيرا واضحا فى ذلك الوقت للتعامل مع كل من يناهض المسيحية فلماذا تعتبرها تصعيدا لشحن الضمير الإسلامى ضد المسيحية.

عاشرا: أما نقد سيادتكم لآراء الدكتور يوسف زيدان الشخصية فليس لى دخل بها ولك حرية النقد وله أيضا حرية التعبير مادمتم مرتكزين على حقائق.

ولكن لى تعليق فإن الدكتور يوسف زيدان أوضح أكثر من مرة تفسير كلمه هرطوقى بأنها الكلام الغير الواضح المعالم والحقائق.
سيدى الكريم، رجاء منى تقبل النقد دون التجريح فليس من المعقول أن يتم تحويل المذكرات التى كتبها هيبا لصراع بين الأديان هذا الرد ليس إلا مجرد نقد من وجهة نظرى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة