ذكر مراسل صحيفة ليبراسيون الفرنسية فى هولندا، أن وزارة العدل الهولندية قد أصدرت قرارا يمنح الحق لجميع السجناء الأصليين (أى الهولنديين) الحصول على وجبات تحتوى على لحم خنزير بعد أن كان يُفرض عليهم أكل اللحوم "الحلال" لأن الغالبية العظمى من نزلاء السجون الهولندية تتألف من المسلمين، كما أن توفير نوعين مختلفين من قوائم الطعام كانت تبدو مسألة مكلفة للغاية بالنسبة لوزارة العدل.
وقد رجعت وزارة العدل عن قرار فرض اللحوم الحلال على جميع المساجين أى كانت ديانتهم بعد أن قام سجين من أصل هولندى برفع دعوى قضائية، يشير فيها أنه قد أصابه الملل من تناول وجبات اللحوم المذبوحة حلالا، وطالب محاميه فى الدعوى بحرية العقيدة التى يكفلها الدستور قائلا: "إن موكلى لا يرغب فى أن يُفرض عليه دين معين، ولكنه يريد بكل بساطة أكل اللحوم التقليدية الهولندية". كما طالب بتعويض 25 يورو عن كل وجبة من اللحم الحلال التى تناولها موكله ضد إرادته.
وبعد دراسة الدعوى، قررت وزارة العدل على الفور إدخال لحم الخنازير على قائمة الطعام للسجناء.
وتضيف الصحيفة أن هذا القرار أراح أحزاب اليمين الشعبية التى تبنت هذا الملف، حيث إنه يمثل موضوعها المفضل وهو "أسلمة المجتمع الهولندى". ويعرب أحد نواب حزب الحرية، التابع لجيرت فيلدرز الذى أنتج فيلم "فتنة" المسىء للإسلام، عن استيائه قائلا "من المعروف جيدا أن السجون الهولندية تمتلئ بالمسلمين، ولكن هذا لا يعنى أن على الجميع الخضوع لنظام الأكل الحلال".
وتشير الصحيفة إلى أن مستوى الراحة مع ذلك مرتفع جدا فى السجون الهولندية، فهى تضم زنزانات مستقلة وإنترنت ونوادى فيديو وصالات رياضية. وفى عام 2005، وعقب تقرير نشرته صحيفة De Telegraaf الهولندية عن "الحياة الجميلة" التى يعيشها المعتقلون فى سجن إيسرهام، أحد سجون هولندا، قام هذا الأخير بإغلاق البار الذى كان يضمه، والذى كان يقدم للمساجين البيرة الخالية من الكحول والسيجار، بل وأيضا شرائح لحم الكابوريا.