الشتائم تريح الأعصاب وتزيد من قدرة المرء على تحمل الآلام، هذا ما توصل إليه الأطباء البريطانيون من خلال بحث تم إجراؤه مؤخراً على مجموعتين من الأشخاص متماثلتين إلى حد كبير، خضعوا لعدة اختبارات، لكن أحد هذه الاختبارات قامت باستخدام السباب والكلمات المقززة، والأخرى لم تستخدم أى ألفاظ خارجة، والنتيجة التى تستوجب الدهشة، أن المجموعة الأولى تمكنت من تحمل الآلام التى تعرضت لها أكثر من نظيرتها، وهذا وفقاً لما نشرته CNN.
د.محمد حسن المساح استشارى الأمراض النفسية فى تعليق على الدراسة السابقة، يوضح أن استخدام الشتائم والسباب هو وسيلة لإخراج الضغوط النفسية التى يتعرض لها الإنسان، فهى تعد أحد مخارج الطاقة التى يشحذ الإنسان فيها قدرته بدلاً من أن يعانى كبت نفسى، إن هذه الألفاظ تخرج نتيجة قهر حدث لهذا الشخص من رئيسه مثلاً أو أى شخص آخر تطاول عليه، ولم يستطع أن يرد عليه، ومن هذا المنطلق، فإن الإنسان يشعر بأنه تصالح مع نفسه ويحل إحساس "الرضا" بدلاً من "الألم النفسى"، الذى غلب على مشاعره، لهذا فإن بين الإهانة والشتيمة تلازم طردى، فكلما كانت الشتيمة فيها ابتذال أكثر، فهذا يعنى إن الإهانة كانت شديدة.
ويوضح الدكتور المساح، أن البيئة التى يعيش فيها الإنسان، وكذلك المحيط الاجتماعى والثقافى له، يكون عامل أساسى فى عملية رد الفعل من خلال استخدام الألفاظ النابية، فضلاً عن الأشخاص شديدى الحساسية تجاه الآخرين، فإنهم إذا وصلوا لمرحلة الشتائم، حتى إذا كانت بسيطة، فأنهم يقومون بجلد أنفسهم ويظلون مستاءون من الحال التى وصلوا إليها، وهذا كله لأنهم استخدموا بعض التعبيرات التى لا تتناسب مع طبيعتهم وأخلاقهم، مما جعلهم يشعرون بالدونية.
ويضيف المساح، أن عامل السن له تأثير على استخدام الألفاظ الخارجة، فإن الأطفال يشتمون "تقليداً" لنمط سمعوه فى المحيط الذى يعيشون فيه، وهذا من باب المحاكاة، أما كبار السن فإنهم فى مرحلة "إعادة الحسابات"، وقلما تجد عجوزا يشتم أحداً، إلا إذا كان من الشخصيات التى تتصف بالعصبية الزائدة التى ترى أنها "أعظم" من كل من يعيش حولها، ويرجع ندرة استخدام كبار السن للألفاظ النابية، إلى أن مراعاة الأخلاق والسلوكيات القويمة لديهم تأتى على قمة أولوياتهم.
أما أكثر الفئات استخداماً للمفردات المبتذلة، هم الشباب خاصة المراهقين، لأنهم فى هذه الفترة يكونون أكثر عصبية ودائماً متوترون، وذلك ينتج عنه سلسلة من الانفعالات المستمرة، حيث أن التركيبة النفسية للشاب المراهق تتسم بالحدة، حيث لا يزال تحت تأثير "الأنا" التى تجعل تصرفاته بدون رابط أو قيد، وكلما كبر الإنسان يصبح تحت سيطرة "الأنا العليا المنظمة"، التى تقوم بتنظيم سلوك الفرد، وتوجهه فى كل شئونه وتقنن من طبيعة غرائزه، وتجعل الإنسان يتراجع أمام الاسترسال فى الشتيمة، ويتجاوز عن الإهانة الموجهة، أو يقوم بالتعامل معها بشكل مسئول.
ومن الطريف، أن النساء أكثر "أدباً" من الرجال، حيث تكون ردود أفعال الجنس الخشن أكثر عصبية، ومن السهل خروجهم عن المألوف، ولكن مهما خرجت النساء عن هدوئهن، فلن تقارن بعصبيتهن بما يفعله الرجال من ردود فعل عصبية وحادة، وذلك له مرجعه "علمياً" إلى أن الهرمون المسئول عن الحدة تجده فى الرجال بصورة كبيرة.
النساء أكثر أدباً من الرجال!!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة