أنا فتاة جامعية.. مشكلتى هى أننى لا أستطيع قبول خطيبى ولا أتصوره كزوج.. مررت بأربعة تجارب فاشلة فى الخطوبة والارتباط.. وفى هذه المرة رزقنى الله بخطيب يمكن القول أنه "بلا غلطة"! شخصية محترمة وخلوقة ويتميز بمركز أدبى واجتماعى مرموق.
منذ أن كنت فى المرحلة الإعدادية، وأنا نفسى أتجوز واحد أكون بحبه.. حبيت كتير بينى وبين نفسى، لكن ما كانتش بتكمل رغم إنى جميلة وبنت ناس محترمين وشخصيتى ناس كتير بتقول ممتازة، بس كل مرة كنت بحب فيها عمرها ما نجحت، وعمرها ما وصلت لعلاقة وتصريح بالمشاعر.
تجاربى السابقة مع الخاطبين كانت متوترة.. بعضهم أحبنى ولم أبادله أنا الحب، والبعض الآخر أحببته وبشدة بينما لم يشعر بى هو.. وهكذا. الظروف عندى فى البيت سيئة.. والدى تزوج على أمى 3 نساء خلال 4 سنين.. يتزوج ثم يطلق.. يتصرف وهو لا يدرى أنه قد تسبب لى فى أذى نفسى واجتماعى كبير لا يشعر به غيرى.. وأمى تعيش معه لأجلنا فقط.
أريد أن أحب خطيبى ولكن تجاربى السابقة تطاردنى.. وقد بدأ يهاجمنى صداع غريب وتعرق وارتعاشه فى أجزاء من وجهى.. ماذا أفعل وهل لمشكلتى من حل؟
الإستشارية الإجتماعية أ. أميرة بدران تجيب السائلة: طبعا لمشكلتك حل.. وتبدأ الحل بالتساؤل:
أين أنت..؟!
أين نفسك؟!
سؤال ظل يلح على وأنت تحكين مشكلتك وتأثرك بتجاربك الأربعة.. وتنفست الصعداء حين قلت أخيراَ أنك تريدين أنت تحبى شريك حياتك، وأن يحبك لأنها الجملة الوحيدة التى أعطت ملامح لشخصيتك، فالزواج ليس نزهة أو قرار ضمن قرارات قد نصيب فيها وقد نخطئ، ولكنه حياة كاملة فيها نكون "الكبار" بحق لأول مرة فى حياتنا، حيث نتصرف ونتحمل نتيجة تصرفاتنا تماما ونتخذ قرارات ندرك ما سيترتب عليها، وفيه نكون مسئولين عن أنفس صغيرة يهبها الله عز وجل لنا لنخط فيها ملامح، نتمنى أن يكونوا عليها، بمساعدة شريك حياة نحبه ونرضاه لأنفسنا لأنه يستحق المعاشرة والصبر والجهد الذى سنبذله طوال فترة حياتنا معه، فهو الشريك الذى نطمئن لوجوده بجانبنا لأنه مسئول معنا، ويحقق لنا السعادة وينشرح الصدر بأننا فزنا بمثله لأننا نراه أجمل من يقاسمنا حياتنا بحلوها ومرها.
فما مررت به من تجارب سابقة، ما هو إلا قرارات متسرعة تحمدى الله أنها لم تكتمل، لأن فشلها هو ما نجاك من الوصول للتعاسة والحزن والتعب بصاروخ ينافس فى سرعته سرعة صاروخ إيران المائى!
حين تعاملت مع الزواج وكأنه صار هدفاَ فى حد ذاته، بغض النظر عن التفاصيل التى تهمك والتى هى عوامل نجاحه، لم تتعلمى الدرس جيداَ من حكايات أبيك المتكررة التى تنبئ عن نفس الشىء، وهو أنه يقرر الزواج والانفصال هكذا دون دراسة ودون وعى لما يريده من الزواج فيظل متخبطاَ بين تجارب الزواج المرة تلو الأخرى بلا راحة بلا حلول لمشاكله.
وسأراهن على قوة شخصيتك لأنها ليست وهماَ لكنها حقيقة، فلقد قررتى أنتى الانفصال عن ثلاث تجارب وكنت المتصرفة بنفسك دون الحاجة لوسيط فلا تنسى، أما قصة من أحببته ولم يتمسك بك فلا تجعليها عقبة توقفك عن تكملة مشوار حياتك، وصحة اختياراتك مرة بالمقارنة، ومرة بأن تتوهمى أنك ذات حظ تعس.
فها أنت تقولين إن كل من يتعامل معك يمدح فى شخصك وفى عقلك فلا تنسى ذلك أيضاَ، ولتتذكرى أن الحب تبادل للمشاعر بين المحبًين ومسئولية تجاه من نحب وتجاه الحب نفسه وتشاؤمه يقتل فكرة أنه أحبك من الأساس فمن حقنا أن نحب، ولكن من حق من نحبه أن يختار، لم يبق لى إلا ثلاث نقاط أتمنى أن تتذكريها.
* أن تتعلمى أن تجلسى مع نفسك وتتفهميها لتعرفى ماذا تريد من شريك حياتها لتختارى جيدا قدر الإمكان.
* أن تتخلصى تماما من ضغط ارتباطك المزيف بالشخص الأخير، فهو لا يستحقك ولا يستحق أن يأخذ من تفكيرك أكثر من هذا، وإذا نجحت فى ذلك فلتعيدى النظر فى خطيبك الآن وفقا لفهمك لنفسك وفهمك لما تحتاجيه فإن كان مناسبا لك فاختبرى قبولك له مرة أخيرة دون مقارنات، فإن وجدتيه بقدر يطمْئٍن فلتتوكلى على الله عز وعلا، فالقبول مشروع حب يمكن أن يزيد بعشرته وحسن خلقه ووجود صفات تتمنيها فى زوجك ووالد أبنائك، وإن لم تجدى قبولا تجاهه فلا تتردى للحظة أن ترفضيه دون أن تجرحيه، لأن القبول شرط غاية فى الأهمية عند الزواج، وبدونه تصبح الحياة الزوجية "علقة" لا تنتهى، ولذا فقد شرع الله لتمام الزواج القبول، فلا تتهاونى فيه أو تؤنبى نفسك لأن القبول من عند الله يشرح به صدور ويغلق عنه أخرى.
أخيراً.. كلما حافظت على رضاك عن اختياراتك كلما قل توترك وقلقك الذى بدأ يظهر عليك عضويا فانتبهى.
شيزلونج اليوم السابع بانتظاركم : ehko@youm7.com
