"حط قلبك ع الشيزلونج" باب جديد، نعدك فيه بأن نساعدك على إيجاد الحل الذى يناسب مشكلتك، فقط ضع قلبك على شيزلونج اليوم السابع، واطرح مواجعه جانباً، ليقوم على فحصها نخبة من المتخصصين فى مختلف نواحى الحياة..
حط قلبك على شيزلونج اليوم السابع على:
ehko@youm7.com
الحلقة الأولى
أحب زوجتى ولا أحب عملها!
1- شرط الزواج:
أنا شاب متزوج منذ ستة أشهر، اشترطت زوجتى السماح لها بالعمل فوافقت، لكن بشرط قدرتها على التوفيق بين عملها ومسئولياتها الزوجية والعائلية خاصة أننى أقيم مع عائلتى.
2-بداية المشاكل:
فى البداية كان الأمر سهلاً، كان عملها قريباً من البيت وتوقيته منتظما، فلم أكن أحس بغيابها إلا صباحاً عندما تستيقظ مبكراً، ولكن مع مرور الوقت ومع تغير مكان عملها إلى مدرسة بعيدة تضطر للخروج باكرا والعودة أحيانا متأخرة، أصبحت أرى عملها أنانية، فعملى أنا للعائلة (لنا نحن الاثنين)، أما عملها فلها فقط.
3-احتياجات فطرية:
أنا أرى دور الزوجة ليس فى التنظيف وغيرها من الأعمال المنزلية فقط، وإنما يتعداه إلى دورها كصدر حنون يستقبلنى كل مساء وهى متزينة، ومشتاقة إلى وتلومنى إذا تأخرت (هكذا أرى جزءا من دورها).
4-افتقاد دفء الزوجة:
صارحتها بعدم رضائى بالوضع و.. و.. أتذمر كل يوم من خروجها باكرا، وأشتكى لها من غيابها وشوقى لها، هى الآن حامل فى شهرها الثالث، وهى إما غائبة عن المنزل أو مرهقة.
5-تخوف من المستقبل:
أعلم يقينا أنى لو طلبت منها المكوث بالبيت، فإن ذلك سيكون بداية لمتاعب ومشاكل لا نهاية لها، وكل هذا يحدث فى غياب وجود الأولاد فكيف سيكون الوضع فى وجودهم؟
6- العمل مبدأ عام:
أظهر عدم رضائى وأفتح باب النقاش حول مشاكل خالتها التى تعمل وتترك أولادها عند المربية، التى كانت تضربهم إلى أن اكتشفت أمرها من بكاء الطفل، وكيف أنها تبحث عن مربية أخرى.
أعترف أن لى نزعة امتلاكية نوعاً ما ولكن أريد منها أن تجعل عائلتنا أولى أولوياتها. أختاها تعملان، كل واحدة أم لطفلة وخالتها أم لطفلين، وأعتقد أن الرأى السائد لديهن أن المرأة التى تتم دراستها يجب أن تعمل وإلا فقد ذهبت جهود الدراسة سدى. أرشدونى ماذا أفعل ؟ هل لمشكلتى حل؟
طبعا لمشكلتك حل، المستشارة النفسية ورئيسة جمعية قلب كبير د. فيروز عمر تقدم تحليلا للمشكلة مع حل فى عدة نقاط.
1-أمنية فطرية:
دعنى اتفق معك فى البداية على شىء: إذا كانت أمنيتك هى أن تعود لعشك كل يوم فتجد زوجتك (صدرًا حنونا يستقبلك وهى متزينة ومشتاقة وتلومك إذا تأخرت) – كما تقول، فإن عمل زوجتك يا أخى ليس له دور من قريب أو بعيد فى تحقيق هذه الأمنية أو عدم تحقيقها! هذه الأمنية الفطرية التى يتمناها كل زوج طبيعى يتوقف تحقيقها على عوامل أخرى.
2-ليس العمل المشكلة:
طبيعة العلاقة بين الزوج والزوجة وطبيعة شخصية كل منهما، بدليل أن هذا الحلم لا يتحقق فى بيوت كثير من الزوجات غير العاملات، بل قد يحدث العكس، يعود الزوج ليجد زوجته مستعدة للقائه بقائمة الطلبات ولائحة من الشكاوى من أمه أو أخته أو أبنائه، ويفاجأ بأن هذا الفراغ قد امتلأ نكدًا وغيظًا.
3-التغير يبدأ من العلاقة:
أعود وأقول: إذا اجتهد كل طرف أن يغير من نفسه ومن الآخر – قدر المستطاع – للمحافظة على حيوية وبريق العلاقة بينكما، عندئذ ستتحقق الأمنية.. فأنت مثلا تعود من عملك ومعك وردة جميلة أو هدية رمزية لتقدمها لزوجتك، وتضمها إليك وتعبر لها عن شوقك لها، وإذا عدت فى يوم ولم تجدها على القدر المعقول من الزينة تقول لها: أنا أحب أن أراك فى كل صورك، ولكنك عندما تتزينين يزداد جمالك فى عينى.. وعلى الجانب الآخر، إذا عدت ووجدتها متزينة، عبر لها أنك اليوم أسعد رجل فى العالم.. ولا مانع –بل إنه يجب – أن تظهر ضيقك وحزنك إذا انشغلت عنك زوجتك وذلك لكى لا تتمادى فى تهاونها وتقصيرها، ولكن بشرط أن يكون هذا مقترنا بتعبيرك عن الحب لها، وأنك تنتظر اهتمامها لأنك تحبها، ولو لم تكن تحبها لما اكترثت بها.
"النهر يفيض بالحب ليروى العلاقة بينك وبين زوجتك إذا سارت العلاقة بينكما على هذا الطريق وبهذه الروح، فإن زوجتك ستكون حريصة كل الحرص على تلبية ما تتمناه منها، ليس فقط لأن هذا يسعدك ولكن لأنه يسعدها أيضًا".
سانتقل الآن للحديث عن مشكلة عمل زوجتك.. وسأعبر عن رأيى فى ثلاث نقاط:
النقطة الأولى – المصارحة والاتفاق: زوجتك "لن" تترك عملها!! وإذا تركت العمل فإن حياتك ستنقلب جحيمًا!! زوجتك "رضعت" حب العمل من أهلها، وهى ترى أخواتها وخالتها يعملن، كذلك فإن كيمياء عقلها وقلبها سيحدث بها اضطراب إذا لم تعمل، وسيصيبها الاكتئاب والحزن والنكد حتى إذا ضغطت على نفسها ولم تذهب لبيت أهلها وقررت أن تحافظ على بيتها فإنها لن تكون سعيدة، وستنقلب تعاستها عليك!!
هى كانت عاقلة وصادقة مع نفسها منذ البداية واشترطت عليك هذا الشرط، ولكن –سامحني- أنت لم تفكر فى الأمر بالعمق المطلوب ووضعت شرطا نسبيا ومطاطا، وهو التوفيق بين عملها ومسئولياتها الزوجية والعائلية.. هذا الشرط فضفاض جدًا، ويمكن أن يفهم بألف طريقة!! والآن.. لا سبيل للتراجع! حاول أن تجلس مع زوجتك جلسة هادئة، وتتفقا على الحد الأدنى من المسئوليات الزوجية والعائلية التى يجب عليها القيام بها، وتتفقا أيضًا على الأمور التى يمكنك التنازل عنها، وكذلك على الأمور التى لا مانع لديك من أن تساعدها فيها بكل الحب والتفاهم والهدوء وبدون توتر أو مشاحنات.
النقطة الثانية – تصالح مع احتياجاتك: كل إنسان يا أخى من حقه أن يحافظ على احتياجات (نفسه) حتى يستطيع أن يلبى احتياجات (الآخرين).. وهذه ليست (أنانية).. بل هى تصرف عاقل وحكيم.
وعلى العكس.. ليس من النبل أو الشهامة أن ينتحر الإنسان أو يدمر نفسه ليحيا الآخرون.. زوجتك تعتمد فى توازنها النفسى على (العمل).. لذلك لا أوافقك على اعتبار هذا أنانية حتى إذا أدت لبعض التقصير فى جوانب أخرى.
هل تعلم متى تكون أنانية؟
إذا أتت على الأخضر واليابس... كل منا بداخله احتياج لا يستطيع الاستغناء عنه.. ويجب أن يحترم الآخرون هذا الاحتياج ويتحملون قدرًا من ضريبته ولا يقفون فى وجهه، وإنما يقفون فى وجه "التمادى" فيه، لأن "التمادى" هو الأنانية..
النقطة الثالثة- أدر دفة حياتك: الرجل القوى – فى نظر نفسه وفى نظر زوجته – هو الذى يدبر بيته بنفسه وفق الرؤية التى يرتضيها هو وشريكة حياته، ولا يسمح لأحد بأن يدير بيته فى وجوده، أنت قد اخترت هذه الفتاة، وقبلت أن تكون زوجة لك بمميزاتها وعيوبها، وأنت الذى تستمتع بمميزاتها، وأنت الذى تكوى بعيوبها، وكذلك هي... قبلتك بمميزاتك وعيوبك.
وليس لأحد شأن بكما إلا بالحسنى..
حط قلبك ع الشيزلونج
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة