من يجرؤ على إيقاظ الرئيس !

الخميس، 16 يوليو 2009 05:48 م
من يجرؤ على إيقاظ الرئيس ! إيقاظ الرؤساء والمسئولين الكبار.. مهمة خاصة جدا
إعداد ريم عبد الحميد عن الجارديان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال أحد الموظفين العاملين فى البيت الأبيض، "لا يمكن طرد أحد من عمله لأنه أيقظ الرئيس، لكنه يمكن أن يُطرد لأنه لم يوقظ الرئيس". وفى حملتها الانتخابية للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطى للانتخابات الرئاسية الأمريكية من منافسها حينئذ باراك أوباما الصيف الماضى، قالت هيلارى كلينتون"إنها الثالثة صباحاً، أطفالك نائمون فى أمان، لكن هناك جرس تليفون يرن فى البيت الأبيض.. هناك شىء ما يحدث فى العالم.. صوتكم سيحدد من الذى سيجيب على الهاتف، ما إذا كان شخصاً يعرف بالفعل قادة العالم ويعرف الجيش، شخصاً خاض التجربة ومستعد للقيادة فى عالم خطير".

كلينتون لم تفز بالرئاسة، لكن فكرة المكالمة الطارئة التى توقظ زعيم من نومه ظلت عالقة فى أذهان الجماهير. جوناثان باول الذى عمل كمدير مكتب رئيس الوزراء البريطانى السابق تونى بلير لمدة 13 عاماً، تحدث عن هذا الفكرة، وقال إنه كان قريباً للغاية من المكالمة التى تأتى فى منتصف الليل. وباعتباره أول متلقٍ لهذه المكالمات كان عليه أن يحدد ما إذا كان يجب إيقاظ بلير أم لا، ولم تكن هذه المكالمات تحمل أخبارا جيدة على الإطلاق، على حد قوله.

هذه الفكرة حمست باول، وجعلته يستطلع رأى عدد من أقرانه الذين عملوا مع رؤساء أمريكيين أو رؤساء حكومات فى بريطانيا، ليعرف كيفية تعاملهم مع مكالمات الفجر. ويقول باول إن أول درس تعلمه من اللقاءات التى أجراها مع رؤساء هيئات الموظفين الذين عملوا مع زعماء بريطانيين وأمريكيين، هى أن كل زعيم أو قائد كان لديه طابع مختلف عن الآخر. فمثلا الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش كان يصحو فى الوقت نفسه الذى كان يذهب فيه سابقه بيل كلينتون إلى النوم، عند الخامسة صباحاً.

ويشير باول إلى أن شقيقه، تشارلز، الذى عمل مع رئيسة الحكومة البريطانية السابقة مارجريت ثاتشر، قال إنها كانت تنام ليلاً 3 ساعات فقط، ولذلك فإن إيقاظ بعض الزعماء من نومهم لم يكن مشكلة فى بعض الأحيان، لكن كان الأمر صعباً بالنسبة لبعض الناس من خارج عالم الحكومة القريب، لفهم مدى الاضطراب الذى تثيره هذه المكالمات، فالرعب الذى يشهده العالم يأتى إلى سريرك.

اندى كارد، مدير هيئة الموظفين فى عهد جورج بوش، يقول إنه كان يصطحب هاتفه المحمول معه إلى السرير، وكان يجعله على وضع "اهتزاز" حتى لا يوقظ زوجته عندما يصحو على بعض الأزمات الجديدة.

فى البيت الأبيض يوجد نظام مؤسس للمساعدين العسكريين وخطوط التليفون الخاصة فى وضع الاستعداد جاهزة للطوارئ، لكن عندما يسافر الرئيس تصبح الحياة أكثر تعقيداً. ويصف كارد أحد الجولات الخارجية عندما اضطر إلى إيقاظ الرئيس شخصياً ووجد نفسه يواجه بوش المندهش فى سرير بأحد غرف السفارة.

وكانت هناك صعوبة فى إيقاظ تونى بلير عندما لقيت الأميرة ديانا مصرعها عام 1997، حيث كانت المرة الأولى التى يقضى فيها عطلة نهاية الأسبوع فى منزله فى سيدجفليد منذ انتخابه كرئيس للوزراء قبل ثلاثة أشهر، ولم يكن هناك هاتف فى غرفة نومه. وكان العاملون فى هذه الليلة يحاولون الاتصال لكن دون رد، فحاول أحدهم إقناع رجل الشرطة الذى كان خارج المنزل الريفى بالدخول وإيقاظ رئيس الوزراء، وكانت أول معرفة لبلير بهذا الخبر عن طريق ضابط شرطة يقف بجوار غرفة نومه.

لم يكن من الممكن بالنسبة لكل الرؤساء النهوض من النوم فى الليل حتى يستطيع مديرو مكاتبهم إخبار الصحافة فى الصباح، أن الرئيس على علم بقضية أو خبر ما.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة