"المونتيسورى".. كلمة تثير الدهشة ولكن عندما تكون منهجا تعليميا فلابد من وقفة تتضح معها ماذا تعنى. وهذا النظام تصبح معه مهمة المعلم هى إعداد سلسلة من مثيرات النشاط الثقافى، تنتشر عبر بيئة أعدت خصيصا لهذا الطفل، هذا ما أوضحه الدكتور محمد المفتى أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة عين شمس، والذى يقول "إن هذه الطريقة التعليمية معروفة منذ سنوات، وإن بدأت المدارس الخاصة فى الآونة الأخيرة باعتمادها ضمن طرق التدريس بها بجانب الطريقة التقليدية المتعارف عليها، ومن أهم ما يتسم به هذا الأسلوب فى التعليم أنه ينمى مهارات الطفل، ويجعله إيجابياً سواء عند تلقيه المعلومة، أو عند اكتساب مهارات معينة، وهو يثير فى الصغير فضول البحث".
ويشير الدكتور المفتى إلى أن هذا الأسلوب يصلح للطفل ذى 3 سنوات، أى مرحلة الحضانة، ويظل معه حتى السنة الأولى من مرحلة التعليم الإبتدائى، وبعد تشكيل فكرة على أسلوب البحث والتفكير، يبدأ فى تلقى دروسه بالطريقة المعتادة. ولأن هذا النمط من التعليم يحتاج توفير إمكانيات، حيث يكون جذب الطفل من خلال الأنشطة المتنوعة والنماذج المختلفة، هو الأساس، ومن ثم فهو يبدو مكلفا ماديا، حيث يأخذ الطفل وقتا إلى أن يكتسب مهارات التعلم بهذا الأسلوب، لذا فإن هذا الأسلوب لا تلجأ إليه كثير من المدارس.
وإلى جانب الإمكانات لابد من وجود معلم مؤهل تربويا، وعلى درجة عالية من الخبرة فى تدريس المناهج ذات الطابع المختلف، حتى تستطيع استفزاز مهارات الطفل من خلال طرق منهجية سليمة معدة سلفا، وبتوجيهات المعلمة يستوعب الطفل هذا الأسلوب، وتصل المعلمة إلى النجاح المطلوب عندما تتحقق المعادلة فى إذا كانت المربية موجودة أو غير موجودة، فإن الدرس مستمر لأن الأطفال بلغوا للحد الذى حققوا فيها استقلاليتهم بعيدا عن دور القائد أو المرشد.
ولا يمكن لمعلمة اعتيادية أن تتحول إلى معلمة تتعامل مع الأطفال بنظام مونتيسورى، بل يجب خلقها من جديد، وذلك عن طريق التخلص من المفهومات التربوية القديمة والتدريب على أساليب تربية متطورة، والمتمثلة فى إعداد النفس وإطلاق الخيال، والأهم أن يكون لديها إيمان بالطفل الذى سيكشف ذاته من خلال العمل، وكذلك يجب أن تؤهل تربويا حيث إنها سوف تتعامل مع أنماط مختلفة من الأطفال كل منهم له طريقته فى المعرفة وكذلك فى إثبات ذاته.
ويوضح الدكتور المفتى، أن هذا النظام التعليمى يصلح لجميع الأطفال العاديين وهم الأغلبية من أبنائنا، أما الطفل المنخفض الذكاء أو حاد الذكاء فإنه يندرج تحت فئات خاصة، ويحتاج إلى أساليب مختلفة فى التعليم تتناسب مع قدراته العقلية.
