"تُظهر سارة براون زوجها فى صورة أكثر إنسانية، وهى تعطى الانطباع بأنه صادق عندما يبتسم، وتعطى الانطباع بأنه فى طريقه إلى أن يعرف الناس عن قرب، فهى تدفع المرء لأن يرغب من أن يثق به لأنها هى نفسها تثق به". هكذا وصفت صحيفة "الجارديان" زوجة رئيس الوزراء البريطانى، التى ظهرت مؤخرا خلال قمة مجموعة الثمانى فى لاكويلا بإيطاليا، والتى اهتم مراسل صحيفة "لوموند" فى لندن بإلقاء الضوء على محاولاتها مؤخرا لتحسين صورة زوجها، الذى يجهل كيف يؤثر فى جمهوره، خاصة فى ظل الفضائح الأخيرة التى تعصف بالحكومة البريطانية.
تروى الصحيفة أن سارة براون قبل أن تتزوج فى عام 2000 ممن كان البريطانيون يعتبرونه "العازب الخالد"، كانت تعمل فى مجال العلاقات العامة، حيث كانت تعد واحدة من أفضل العاملين فى هذا الحقل.
وعندما تولى زوجها رئاسة الحكومة كان الشعب البريطانى يحلم بمزيد من الجدية والرصانة، بعد سنوات من عهد تونى بلير وأكاذيبه حول العراق. وجاءت سارة براون لتكون صورة عكسية لشيرى بلير، إذ حاولت التركيز على أطفالها والأعمال الخيرية.
إلا أن كل ذلك لم يكن كافيا لجوردون براون لكى يحبه مواطنوه، فها هى صورته تنهار سريعا فى استطلاعات الرأى، وفرصه فى الفوز فى الانتخابات المقبلة المقرر عقدها فى منتصف 2010 ليست مؤكدة، حيث بدت صورته وحشية وباردة وقاسية وطائشة. وفشلت جميع محاولات الخبراء فى مجال الاتصالات والإعلام لتغيير هذه الصورة.
الأمر الذى دعا هذه السيدة المعروفة بهدوئها وتحفظها إلى أن تساهم فى إنقاذ صورة زوجها. وكان بداية ذلك خلال مؤتمر العمال فى مانشستر فى سبتمبر 2008 عندما قررت سارة براون أن تقدم يد العون لزوجها. حيث بدا فى ذلك الحين زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون، الذى كان بالفعل يتصدر استطلاعات الرأى، شابا نشيطا، ويظهر فى وسائل الإعلام بصحبة أطفاله وزوجته سامانثا، وهى سيدة الأعمال، ليزيد من التأثير على الرأى العام.
وفى هذا السياق، أراد البعض فى حزب العمل التخلص من جوردون براون صاحب الصورة القاتمة. ولكن وصول الأزمة المالية فى أعقاب إفلاس مصرف "ليمان براذرز" وضعت بالتأكيد حدا لتلك الحركة. كما أن ظهور سارة براون إلى جانب زوجها لتعلن عن "فخرها" بمشاطرته الحياة اليومية، ولا سيما عندما قبلته أمام الجميع، قد أثار التعاطف نحو هذا الرجل الذى يجهل كيف يؤثر فى جمهوره.
وبينما كان زوجها جوردون براون يكافح من أجل البقاء على الساحة السياسية (عندما كان عليه مواجهة سلسلة من الاستقالات فى حكومته، والنتائج السيئة التى حققها فى الانتخابات المحلية والأوروبية، ومحاولة الانقلاب داخل حزب العمل)، كانت سارة تعلق على آخر مشاهد الفيلم التى رأته فى دور السينما. الأمر الذى يفسره المحللون على أنه سعى منها لمعرفة أفكار ومشاعر أكبر عدد ممكن من الناس وفى أسرع وقت ممكن، حيث أن زوجها ليس على دراية كبيرة بهذه المواضيع.
وها هى خلال الآونة الأخيرة تتواجد فى كل مكان للمشاركة فى التظاهرات الاجتماعية بدءا من مسيرة جاى برايد لتأييد حقوق المثليين التى شهدتها لندن يوم 4 يوليو، والتى تعد أول سابقة من نوعها أن تنضم زوجة رئيس وزراء بريطانى لمثل تلك التظاهرات، حيث ارتدت ثوبا أسود اللون وسارت وسط ذلك الموكب. كما شاركت قبل ذلك بأسبوع فى مهرجان الموسقى بجلاستنبرى، إلى جانب نعومى كامبل، وفى أواخر أبريل كانت تتناول العشاء فى لوس أنجلوس مع الممثلة الأمريكية باريس هيلتون.
وتضيف الصحيفة أن سارة براون لم تكتف فقط بزيادة عدد لقاءاتها مع مشاهير العالم، بل هى أرادت أيضا التحدث مع مواطنى بريطانيا. ففى نوفمبر الماضى، قامت للمرة الأولى بحملة خلال الانتخابات فى اسكتلندا والتى بدت كارثة بالنسبة لحزب العمال. ولا يمر يوم واحد دون أن تروى على "الفيس بوك" لما يقرب من 345 ألف متابعا لها على هذا الموقع تفاصيل يومها، بدءا من تعليقها على برامج التليفزيون إلى الزيارة التى قامت بها إلى حديقة حيوان لندن مع أبنائها.
ويلاحظ أن سارة براون تطرق للحديث عن جميع الموضوعات على موقع "تويتر"، إلا السياسة! فهى لا تتحدث عن الركود، أو تلمح إلى فضيحة نفقات الوزراء، كما أنها لا تعلق على الإطلاق على قرارات الحكومة.
وهكذا باتت هذه الزوجة التى كانت بعيدة عن الأضواء السلاح الأساسى لنجاح زوجها.
زوجة رئيس الوزراء البريطانى تحاول إنقاذ صورة زوجها
الإثنين، 13 يوليو 2009 03:57 م
زوجة رئيس الوزراء البريطانى تحاول إنقاذ صورة زوجها
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة