اجـلــس حتــى أعـرفــك

الثلاثاء، 09 يونيو 2009 11:37 ص
اجـلــس حتــى أعـرفــك سمات الشخص تظهر من طريقة جلوسه
كتبت سحر الشيمى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"تحدث حتى أعرفك"، هذا منطق الفلاسفة، وإنما رؤية علماء النفس والأطباء النفسيين، تؤكد أن حركات الجسم لها مدلولها الذى لا يمكن تجاهله، فقد يقوم الإنسان بعمل حركات لا إرادية ولكن لها معانى نفسية.

يقول الدكتور فاروق لطيف، أستاذ الطب النفسى بكلية الطب جامعة عين شمس، إن الحركات التلقائية التى تصدر من الإنسان تعبر عن شخصيته وحالته المزاجية، ويشمل هذا تعبيرات الوجه واستخدام اليدين وإيماءات الرأس وطريقة الجلوس، حيث إن الإنسان وحدة واحدة لا تتجزأ، فانفعالاته وحالته النفسية تعبر عما يدور فى خاطره من توتر أو قلق أو راحة أو هدوء وسكينة، وإن كان من المهم ألا نعمم صفة أو طبيعة فرد على مجموعة من الناس.

إن النفس البشرية لها ذاتيتها، وقيمة الإنسان فى خصوصيته، حيث إن التركيبة الخاصة لكل فرد هى التى تضفى عليه مذاقه وأسلوبه المختلف عن الآخرين، وإن كان هذا الكلام ينطبق على المجتمع الواحد، فإنه من الأحرى أن يكون لكل مجتمع صفاته الخاصة به، وطريقة التعبير التى تميزه عن مجتمع آخر، ولأن الإنسان مخلوق معنوى، فإن تراكم الخبرات واختلاف الثقافات والبيئة الاجتماعية والأخلاقية والتعليمية لها تأثيرها على أفراد المجتمع، مما يجعل كل مجتمع متفرد عن الآخر، بل كل إنسان له طريقة تعبير غير الآخر، فمثلا كثرة استخدام الأيدى واستعمال الجسم للتعبير دلالة على عدم المقدرة للتعبير المعنوى المباشر، ولذلك فإن الرجل الغربى لا يستخدم يده كثيرا لأن عنده من الكلمات والمعانى ما يستعيض به عن الحركات التعبيرية، وهذا على خلاف المجتمعات الأقل تقدما التى تعتمد على حركة الجسم والإشارات كعامل مساعد فى لغة الكلام اللفظى.

ويضيف الدكتور فاروق، أن هناك بعض جلسات توحى ببعض المعانى، حيث إن توظيف الجهاز البيولوجى عند الإنسان يتأثر بالوضع الذى يدور فى خياله، فإن الجلسة المنبطحة توحى بعدم التركيز والتواكل وعدم المسئولية والجلسة المسترخية، تعنى أن الإنسان مرتاح ليس لديه مشاكل، وجلسة القدمين الثابتتين تعنى أن الشخص مقبل على أمر معين "وعايز يوصل رسالة"، بينما الجلوس على حافة الكرسى تعكس مفهوم التوتر والقلق، ويدل على أن الإنسان لا يستطيع جمع شتات أفكاره و"عايز يتخلص من الموقف"، وجلسة رمى الظهر للوراء توضح عدم الاهتمام، والعكس يدل على الإقبال على العلاقة وفى جلسة الساقين المتعاكستين دلالة على أن الإنسان "قافل"، وفى حالة شك وكأنه فى حالة إعادة اكتشاف الأشياء من حوله، بينما جلوس الشخص على الكرسى وظهره مستقيما يدل على الاهتمام والتمكن من الموقف.

ويشير الدكتور محمد خليل أستاذ علم النفس بكلية الآداب بجامعة عين شمس، أن التواصل الإنسانى كلغة لفظية وغير لفظية معروفة، لها قواميسها ومعاجمها، وبالنسبة للغة غير اللفظية ليست عالمية، فهى ليست عابرة للثقافات ومعانيها غير ثابتة عبر المواقف والمجتمعات والأفراد، وهى تتغير بمرور الوقت، وحسب استخدام الأفراد للمعنى مثل كلمة "فظيع"، زمان كانت تعنى شيئا سيئا، أما استخدامها الآن فبمعنى "حلو"، وعلى هذا فإن تحرك الدماغ للأمام والخلف مثلا يعنى أن الإنسان موافق على الحديث الذى يدور حوله، بينما فى الهند يعنى هذا "اعتراضا"، و يعنى عض الشفايف أن الإنسان فى حالة غيظ وعدم فهم، ودلالة على المقاومة للانفعالات الداخلية، وتوحى حركة ضم اليدين عند التحدث رفض العلاقة والرغبة الملحة فى الدفاع عن النفس أو قد تعنى أن الشخص المتحدث خجول جدا، وغير قادر على التحكم بنفسه أثناء مخاطبته للآخرين.

ووضع اليدين فى الجيب أثناء الحديث يوحى بالتعالى والكبرياء والمقاومة، وطرقعة الأصابع توحى بالقلق مثل "فرك اليد" أو أن الإنسان يمسك بحاجة يحركها أو يضغط عليها أثناء الحديث. ويشير الدكتور خليل إلى أن ثقافة شعوب دول البحر الأبيض المتوسط تتجه فى معظم الأحيان إلى التعبير غير اللفظى كمكمل للتعبير الكلامى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة