محمد حمدى

نكسة 7 يونيو

الإثنين، 08 يونيو 2009 03:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قد يحلو للبعض الآن الحديث عن شهر يونيو باعتباره شهراً للنكسات والوكسات والخيبة القوية بعد ما حدث فى مدينة البليدة الجزائرية أمس، والهزيمة الكبيرة لمنتخبنا الأول لكرة القدم أمام نظيره الجزائرى بثلاثة أهداف لهدف واحد، وهو ما لم يتوقعه أشد الناس تفاؤلاً فى الجزائر نفسها، فتحول إلى حلم جزائرى جميل جداً، وكابوس شديد الوطأة على كل المصريين بلا استثناء.

وطبعاً الموضوع ليس له علاقة بالنحس من عدمه، فهزيمة يونيو 1967 التى سميناها نكسة كانت بسبب أخطاء عسكرية واضحة، وقيادة شبه غائبة، وقائد ترك مقر القيادة وسط أجواء الحرب ليقضى سهرة صاخبة مع ضباطه، وخاف الدفاع الجوى من التصدى للطائرات الإسرائيلية حتى لا تتعرض طائرة المشير للخطر، فترك الطيران الإسرائيلى يدمر الطائرات المصرية، وهى رابضة على الأرض لا حول لها ولا قوة.

وكسة 7 يونيو 2009 لا تختلف أيضاً، ولا يمكن إرجعاها إلى الحظ السيئ، أو إلقاء اللوم على عناصر خارجية، فأى هزيمة تلحق بنا فى أى مجال هى نتاج أيدينا بلا شك، وموقعة البليدة تكشف عن أزمة إدارة واضحة، تبدأ من اتحاد الكرة الذى فشل فى وضع جدول واضح ومحدد المعالم لمسابقة الدورى العام، يسمح للفريق بأداء مباريات دولية ودية جادة، وكذلك تجمع لاعبى المنتخب فى معسكر إعداد وتجانس، خاصة وأن اللاعبين المصريين ليسوا كالأجانب الذين يمكن تجميعهم قبل المباراة بساعات فيلعبون وكأنهم فريق واحد.

أزمة الإدارة تكمن أيضاً فى فكر المدير الفنى حسن شحاتة، فمع تسليمنا بأنه حقق إنجازاً تاريخياً بالفوز ببطولة كأس الأمم الأفريقية عامى 2006 و2008، فإن هذا الفوز غيره كثيراً وجعله يتعامل مع الكرة باعتباره مدرباً عظيماً، غير مراكز اللاعبين فى مباراة زامبيا، وظل معظم المباراة تائهاً لا يعرف كيف يصحح أخطاءه.

وحين ذهبنا إلى البليدة غامر بمشاركة لاعب ناشئ هو أحمد سعيد أوكا فى مركز قلب الدفاع، وهو مركز حساس فى مباراة صعبة تحتاج لاعبين يعتمدون على الخبرة أكثر مما تحتاج إلى حماسة الشباب، خاصة فى مركز يؤدى نقص الخبرة فيه إلى تعرض مرمانا للخطر، وهو ما حدث فى الهدف الأول الذى سرح فيه اللاعب الجزائرى فى خطوطنا الدفاعية حتى صوب الكرة فى المرمى دون أن يعترضه أحد.

والمحصلة النهائية أننا فقدنا الأمل فى التأهل لكأس العالم تقريباً، وأصبحنا فى حاجة لمعجزة مثل أن نفوز فى الأربع مباريات المتبقية، وأن ننتظر نتائج الخصوم، وهو أمر لا يتكرر كثيراً فى كرة القدم، أو فى غيرها، فالحياة علمتنا أنها لا تعطى إلا من يجتهد بتواضع، ويخطط تخطيطاً علمياً طويل المدى، ويحرص على التنفيذ بكل دقة وإتقان، ويحدد مصيره بنفسه ولا ينتظر حسنات الآخرين عليه.

وحتى يتحقق ذلك سنظل ندعو الله أن يوفقنا فى مباريات كرة القدم، وننتظر مساندة من السماء للوصول إلى كأس العالم، بالضبط مثل ما نفعل فى سائر أمور حياتنا، صحيح أن اللجوء إلى الله أمر مفروغ منه، لكن الله لا يعطى المتكاسلين والمتعجرفين والعشوائيين والمتكلين، وهى صفات أربع أصبحت شائعة فى مصر، لدرجة تحولها إلى سمات لأزمة فى الشخصية المصرية، فلماذا نأمل انتصاراً فى الرياضة بينما نحن فى كل أمور حياتنا العملية نجنب العلم ونعتمد على الغيبيات والفهلوة التى لم نجنِ من ورائها شيئاً؟!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة