الهوس هو ارتفاع المزاج والفرح وقلة النوم مصحوب بنشاط مستمر وكثرة الكلام فى مواضيع مختلفة، وأحيانا يتبدل المرح ويسهل استثارة الشخص لأتفه الأسباب، ويعد الهوس أحد نوعى الاضطراب الوجدانى وهما الاكتئاب والهوس.
الاضطراب يكون إما وراثيا أو مكتسبا ويعد أحد سمات الشخصية الطبيعية، إلا إذا تطورت أعراضه وتحول إلى مرض يعوق قدرة الشخص على التكيف مع واقعه ومن حوله وعندها يكون فى حاجة إلى مساعدة وعلاج نفسى إما بالمنزل أو بالمستشفى إن لزم الأمر.
ومن هنا يميز لنا دكتور ممتاز عبد الوهاب أستاذ الطب النفسى بطب القصر العينى بين الهوس الوراثى والمكتسب، حيث يشير إلى أن الهوس الوراثى يكون مرافقا للشخص، ويبدو على جميع سلوكياته منذ الطفولة. وأحيانا يكون الاضطراب الوجدانى وراثيا فى صورة بدل بين الاكتئاب والهوس، فنجده ينتقل بحالته من النقيض للنقيض. أما المكتسب فيكون ظهوره عباره عن رد فعل لتطورات حياتية تدفع الشخص لإبداء نشاط مبالغ فيه فى جميع المجالات والتعبير عن المرح والسعادة بشكل ملحوظ خلال فترات محددة وبعدها يعود الشخص لطبيعته.
أما إذا تطورت الأعراض وصارت بمثابة عائق يسبب مشاكل وفشل فى حياة الشخص وعلاقاته بمن حوله، عندها يكون مصاب بمرض الهوس الذى تبدو أعراضه فى مواصلة أيام بدون نوم بنشاط ودون شعور بتعب وعدم التوقف عن الكلام والانتقال من موضوع لآخر بأفكار متطايرة دون تركيز على فكرة واحدة، كما نجده مندفعا فى الكلام الذى يحتوى على تعليقات ساخرة وقفشات إذا كان مرحا، أو تهديدات ووعيد إذا كان غاضبا، والشعور بالعظمة الذى يبدو فى كل كلامه وأفعاله أيضا.
كما يضيف دكتور ممتاز أيضا أن مريض الهوس مشتت حتى فى نشاطه الحركى الزائد، ودائما يحول نشاطه من موضوع لآخر نتيجة المؤثرات الخارجية من حوله أو الداخلية من منطلق تفكيره، كما يتصرف بلا قيود ربما بتعليقات جنسية جريئة أو الاندفاع فى سلوك جنسى غريب عليه مثل التعرض للفتيات ومعاكستهن ومحاولة الاعتداء عليهن.
أما إذا كانت المصابة بمرض الهوس أنثى فنجدها مبالغة فى ملابسها زاهية الألوان والجريئة غير المحتشمة فى بعض الحالات كما تفضل الماكياج الملفت.
وربما يلجأ مريض الهوس إلى توزيع ممتلكاته وأمواله على الآخرين دون تمييز ويكون المريض غير واع بمرضه وهو ما يسمى "فقدان القدرة على الاستبصار"، فهو يرفض العلاج ويتهم الآخرين بأنهم هم المرضى وأنه أعقل منهم.
وأحيانا يتعرض مريض الهوس لهلاوس وضلالات نابعة من التغيير فى المزاج، تبدو فى شعوره المستمر باضطهاد الآخرين له لكونه الأفضل، وفى الحالات المتقدمة من المرض نجد المريض يمر بنوبات من الهياج الشديدة مع تزايد الاضطرابات العقلية من هلاوس وضلالات تجعله خطرا على حياته أو على حياة من حوله، فيحاول الانتحار أو إيذاء الآخرين وعندها يلزم نقله فورا للعلاج بالمستشفى.
قلة النوم قد يصيب الإنسان بالهوس
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة