جاء العدد الجديد من مجلة "الكلمة" التى يرأس تحريرها د.صبرى حافظ، محملاً بالعديد من الملفات المهمة، حيث تناول ملفاً عن "الكتابة الجديدة" التى برزها مسماها كمصطلح فى السنوات الأخيرة، وأطلق على الأعمال التى أسهمت بشكل لافت فى طرح استراتيجيات جديدة تهم أسئلة الكتابة، ورؤى جمالية تخلخل النسق الثقافى العام.
كما يشتمل العدد على شهادة مهمة للكاتب المصرى محمد ناجى يتحدث فيها عن تجربته وعن المشهد الثقافى العربى وعن أسباب تصدر الرواية له على حساب الشعر والمسرح، يرجع ناجى ذلك "لأن الشعر يحتاج إلى قدر كاف من الوضوح العاطفى، وهو أمر نادر الآن وسط بلبلة الأفكار، والتباس الشعارات، وازدواجية المعايير، وعدم استقرار الفرد والجماعة على اتجاهات معرفية وفكرية وأخلاقية وجمالية واضحة. والمسرح يتراجع أيضا، لأنه يرتكز أساساً على الحوار فوق الخشبة، والحوار بين الخشبة والجمهور، والحوار بين نخب الجمهور والمجتمع، لذا فهو يحتاج إلى مجتمع حاضن يتقبل النقاش، وهو أيضاً أمر نادر الآن مع تجبّر خطاب الهيمنية الاقتصادية والسياسية عالمياً وقطرياً".
ويتضمن العدد حواراً مع الكاتب المصرى محمد البساطى يتحدث فيه عن علاقاته بنجيب محفوظ وأمل دنقل، وعن أبناء جيله عبد الحكيم قاسم وإبراهيم أصلان ويحيى الطاهر عبد الله، وعن اتهامه بسرقة روايته "فردوس" من رواية "مديح الخالة" للكاتب البروفى وماريو بارجاس يوسا.
كما يتناول الناقد المغربى يحيى بن الوليد الرواية السعودية الحديثة وتجلياتها، خاصة فى الأجيال التى تلت عبد الرحمن منيف، فإذا كانت الرواية السعودية قد اتسمت فى بدايتها بكثير من "البطء" وبعدم القدرة على "الاختراق" أو "التأثير" فى التابوهات" التى تستحكم فى السياق الأدبى والثقافى، فإنها تطورت فى المرحلة التالية، بسبب حرب الخليج الثانية واقتحامات العولمة الكاسحة وطفرة الوعى الاجتماعى وتداعيات أحداث 11 سبتمبر.
كما حملت المجلة إبداعات للعديد من الكتاب العرب منهم، الشاعر العراقى الكبير سعدى يوسف وعماد الدين موسى والمصرى صبحى موسى وعائد خصباك.