والله لقد أصبحت فى حيرة من أمرى من هذا الحزب الوطنى الحاكم ومجموعة (السلطة) التى تستتر به، وتعمل من وراء ستارته التى باتت (مخرّمة) بحيث لا يسدها توب قماش... انتخابات الزمالك ومن بعدها بيوم واحد انتخابات المحامين، والنتيجة 2 / صفر لصالح الشعب ضد الحكومة والحزب ومجموعة السلطة...
ما معنى أن تجرى انتخابات الزمالك فى هذا الجو الديمقراطى الرائع، وكما عبرت (منى الشاذلى) فى برنامجها العاشرة مساء دون تدخل من الشرطة، ودون منع التصوير ودون فتوات وعضلات وسنج... أين اختفت أسلحة الحكومة الفتاكة من (حرب الزمالك) الأخيرة .. إنها الإرادة يا عزيزى، وبغض النظر عمن نجح فإن كلمة الناخبين وإرادتهم فرضت نفسها.
مشهد حضارى رائع وانتخابات اكتملت لها عناصر النجاح بعد أن شكك (رئيس جهاز الرياضة) فى قدرة الجمعية العمومية للنادى على الاختيار المناسب، لذا فقد قرر تأجيلها غير مرة، تماما كما يريد رئيس الحكومة الذى صرح يوما ما بأن الشعب المصرى ليس مؤهلا بعد للديمقراطية (يعنى ناقص عقل ودين !!)، وبناء عليه تم اعتماد وتمرير حزمة قوانين (مقيدة) للحريات تتيح لحزب السلطة أن يختار نيابة عن الشعب..
أما انتخابات المحامين فيكفى الحزب الحاكم الذى وضع كل ثقله خلف (عاشور) لدرجة نزول (أحمد عز) للملعب بنفسه، يكفى هذا الحزب الخسارة المهينة والتى تأتى ضمن سلسلة هزائم سياسية تؤكد أنه ليس حزب أغلبية ولا يحزنون، بل هو حزب أقلية مشتتة متحاربة ومتصارعة بين جناح (عز) وأجنحة (الشاذلى) و(الشريف)، واللافت أيضا أن عاشور الناصرى الذى من المفترض أن بينه وبين الوطنى ما صنع الحداد، إلا أنه قرر الاستعانة بالسلطة بكل ما تعنيه من قوة وبطش وإغراء وتهديد ووعيد ليسقط (عاشور) فى بئر الحزب الوطنى الذى لا يخرج من سقط فى غيابه أبدا إلا بالتوبة النصوح...
الانتخابات التى مرت أثبتت أن جلد (الحزب الوطنى) تخين، وأن منطقه (فاسد) وأن قدرته على النجاح (وهم)، وأنه مجرد مجموعة اجتمعت حول السلطة تأكل من خيرها وتتمتع بظلها، حتى إذا ما انحسرت عن السلطة الأضواء انصرفوا إلى حال سبيلهم وأنكروا أن لهم بالحزب نسبا !!! سقط عاشور بفعل السلطة ونجح عباس بفعل الإرادة وفشلت الحكومة وستفشل فى كل مرة تصر فيها على أن تقود الشارع، وتعبر عن رأيه وتنتخب نيابة عنه ...
وإذا كان المثل الشائع أن الضرب فى الميت حرام، فأنا أقول إن الضرب فى هذا الميت (الحزب والحكومة) حلال بالثلاثة.
آخر السطر
المفترض أن انتخابات النقابات هى لعبة الإخوان والقوة الوطنية المستقلة بامتياز وأنهم يجيدون أداء الدور الاجتماعى لأعضاء هذه النقابات، وهذا مشهود لهم به حتى من خصومهم السياسيين ولا أعرف من (المغفل) الذى أقنع الحزب الوطنى بأن المهنيين يموتون فى حبه إلى هذه الدرجة التى تدفعه إلى التدخل الممجوج وفى كل مرة يخسر، يذكرنى هذا بالرجل الذى قال لابن عمه (أبوك القطر داس على دماغه.... قال له تانى)، وربما ثالث ورابع وتعيش الحكومة وتأخد غيرها.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة