النوم نعمة منحها الله لعباده، يرتاح الإنسان فيه من عناء التفكير والجهد المتواصل، قد تنام لمدة دقائق معدودة وتشعر وكأنك نمت نوما ممتعا، تستيقظ منه وأنت فى قمة النشاط، وفى أحيان أخرى تنام طويلا وتستيقظ وكأن عينيك لم تغفل لحظة، فما بين هذا و ذاك ما الشكل الطبيعى لنوم الإنسان حتى يتمكن من الحصول على قسط مناسب من الراحة ويستفيد كل منا من هذه النعمة الربانية؟
يقول الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى وأمراض المخ والأعصاب، إن النوم عملية فسيولوجية تأخذ عند الإنسان الطبيعى من 6 إلى 10 ساعات يوميا، ولو أن الإنسان لم ينم 4 أربعة أيام متواصلة يدخل فى مجال الهلاوس والضلالات السمعية والبصرية.
وقد رأى علماء الأعصاب أن النوم صورة من صور الموت، حيث يعمل القلب فى ظل توقف المخ عن نشاطه، بينما اعترض علماء النفس على ذلك، حيث يرون أن اللاشعور يعمل على مدار 24 ساعة، سواء الإنسان نائم أو يقظ، والدليل على ذلك أن الإنسان الذى يفكر فى شىء أو مشكلة ما وهو يقظ، ثم ينام قد يستيقظ وقد وجد لها حلا، ودليل آخر وجدوه أطباء الأعصاب عندما يقومون بعمل رسم مخ فإن صورته تختلف فى هذه الحالة عن رسم مخ إنسان متوفى وهذا الدليل ضد النظرية التى يتبنوها.
وقد ثارت خلافات حول بعض المسلمات عن النوم ، منها أن هناك من ينام على صوت الراديو أو التلفاز، وعلميا فإن هذا الأمر يعود لعوامل الوراثة أو التربية أو الخبرات التى تعمل على تشكيل نمط وحياة الإنسان.
ومن الشائع أيضا أن كبار السن ينامون كثيرا، وفى هذا مغالطة طبية، حيث تتراجع عدد ساعات النوم عند العجوز إلى ما بين 4 إلى 6 ساعات يوميا، والمهم فى ذلك عند كبير السن هو كمية النوم فى اليوم والليلة وليس عدد ساعات النوم، المهم ألا تقل عن 4 ساعات حتى لو حدث ذلك على فترات متقطعة، بينما الوليد الصغير هو الذى يحتاج أن ينام فترات طويلة قد تصل إلى 20 ساعة فى اليوم، ويستمر هكذا إلى أن يصل لسن عشر سنوات فيبدأ فى النوم مابين 6 إلى 10 ساعات فى اليوم، ويظل هكذا إلى أن يصل إلى سن الستين.
أما بالنسبة لـ "الشخير" وهو ذلك الصوت المرتفع الذى يصدر من الإنسان وهو نائم فإن تأثيره سلبى على نفسية الشخص، حيث يشعر بالضيق والخجل ممن حوله لما صدر منه من صوت، وهو على غير عادة معظم الناس.
أما بالنسبة لاستشعار النوم أثناء المذاكرة والرغبة الملحة فيه "حتى إذا كان مستيقظا للتو"، فإن هذا يعد هروبا ينتاب الطالب "بمجرد فتح كتاب دراسى"، وهذا يعود إلى أن الطالب يرغب فى الهروب من المذاكرة، لذا ينصح خبراء التربية بأن يبدأ الطلبة المذاكرة بمادة محببة إلى قلبه، ثم يستذكر مادة يشعر بأنها صعبة ثم ينهى اليوم بمادة أخرى محببة إلى قلبه.
يوضح الدكتور جمال أن هناك فرقا بين من لديه اكتئاب ومن يعانى الأرق، فالأول قد يظل يقظا إلى فترة طويلة، بينما إذا خلد إلى النوم فإنه ينام مباشرة، ولكنه يستيقظ بعد فترة من الوقت ولا يعرف أن ينام مرة أخرى، بينما من يعانى الأرق فإنه يتأخر فى الدخول إلى النوم ويستيقظ أثناء النوم، لذا عليه أن يتناول مشروبا دافئا يعينه على الاسترخاء وليكن "اللبن" مثلا، وإذا ما استيقظ أثناء النوم عليه ألا يقوم من على السرير حتى لا يفقد رغبته فى استكمال النوم.
الاستغراق فى النوم لا يلغى عمل مخ الإنسان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة