القرابة، الزمالة، الصداقة كلها ألوان من المعارف التى يسعى الإنسان لتكوينها ، ولكل من هذه العلاقات شكلها المتميز ومذاقها الخاص، ولكن من يمكن أن يكون الزميل ومن هو الصديق، ما هى الصفات التى يجب البحث عنها فى صديق العمر؟
اختيار الصديق يأتى بشكل تلقائى وبدون مقدمات، وكأن "كيميا المخ" اتجهت للشخصين فى نفس الوقت منجذبين إلى بعضهما بعضا بشكل لا إرادى وبدون تفكير، هذا ما يؤكده الدكتور على ليلة أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة عين شمس أن اختيار الصديق هى عملية تلقائية بحتة تتم دون ترتيب مسبق، ولا شأن لحسابات العقل فيها، وبعد الارتياح يبدأ كل منهما فى التدقيق فى سلوك الآخر، ويرى كل منهما المميزات والعيوب، ما يحبه وما يبغى تغييره أو "استحماله" من تصرفات الآخر.
وقد يكون الصديقان متماثلان فى الصفات، وقد يكونا متكاملان "كل واحد عايز يشوف إللى ناقص عنده موجود فى سلوك صديقه"، وهذا قليل الحدوث أن تمتد علاقة صداقة بهذا الشكل.
وينصح الدكتور على بألا تكون الاختلافات فى طبائع الصديقين عميقة وواضحة، كأن يكون أحدهما كريما والآخر بخيلا، أو يكون واحد منهما ملتزما اجتماعيا ودينيا والآخر منحرفا أخلاقيا ، فلابد أن تكون الخصائص المشتركة متعددة، حتى يكون هناك نوع من الحوار المتبادل فى نفس السياق.
ويجب أن تتعدى نسبة الأرضية المشتركة 70%، أما الباقى وهم يمثلون 30% يتم تصحيحهم بحكم التفاعل، عندما تقوم الصداقة على أرضية واحدة من القيم والخلفية الاجتماعية والاهتمامات المشتركة فهى تدخل حيز التوفيق والاستمرارية.
ويشير الدكتور على إلى أن الآباء لا يصلحون أن يكونوا بدائل عن الأصدقاء، لما لهم من رهبة واحترام فى نفوس أبنائهم، والعلاقة تأخذ شكل السيطرة مهما بدت ديمقراطية، لأن الابن يشعر دائما أن أبويه أقوى منه، ولهم من أساليب التحكم ما يجعل كلمتهم هى النافذة، لذلك لا تبنى أية صداقة بين شخصين بينهما خطوط حمراء، فلا تصلح بين رئيس ومرؤوسه، حيث سوف تظل الحواجز قائمة مهما حاولوا أن يتخطوها.
ويحدد الدكتور على ليلة أسس الصداقة السوية فى 5 نقاط:
- لابد أن يكون هناك قدر كبير من التكافؤ الاجتماعى والتعليمى والاقتصادى والمرحلة العمرية.
- إخلاص عالى بين الطرفين.
- كل صديق يكون كاتم أسرار صديقه.
- الدفاع عن الصديق فى وجوده وغيبته.
- الصديق وجه آخر لصديقه، فهو مستودع الأسرار والجانب الذى يرتاح إليه الطرف الآخر ولا يفضفض إلا معه.
اختيار الصديق يأتى بشكل تلقائى وبدون مقدمات
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة