صيف ساخن جدًّا، تستعد فيه المحافظات الساحلية لاستقبال المصطافين من جميع المحافظات، ويأتى موسم الصيف هذا العام مختلفًا عن الأعوام السابقة بسبب ظهور أمراض مثل أنفلونزا الطيور والخنازير، وانتشار مرض الطاعون فى شرق ليبيا، والمخاوف من انتقاله إلى المناطق القريبة، وخاصة مطروح، إلا أن المصريين تحدوا الأمراض والشائعات وبدأوا، بالفعل فى الذهاب إلى الشواطىء فى موسم يبدو مثيراً منذ بدايته.
اليوم السابع يبدأ سلسلة من الحلقات، تحت مسمى "مصايف المصريين"، ينتقل فيها من شاطىء إلى آخر، ويرصد فيها الاستعدادات، ومدى إقبال المصطافين، والأسعار التى تزايدت نسبياً فى بعض المحافظات، ويخصص أولى حلقاته لمحافظة مطروح.
وتشهد محافظة مطروح حالة من الرواج السياحى المفاجئ والكبير مع بداية هذا الأسبوع، بعد أن تراجع الإقبال خلال الفترة الأخيرة، عقب الإعلان عن ظهور حالات إصابة بمرض الطاعون فى شرق ليبيا بالقرب من الحدود المصرية، وبدأ تزايد الأفواج والمصطافين من الأسر المصرية والأجنبية مع الساعات الأولى من صباح الجمعة الماضية بعد التأكد من عدم دخول أو ظهور أى حالة إصابة بمرض الطاعون إلى مصر، وخاصة محافظة مطروح التى تقع على بعد أكثر من 350 كيلو متراً من المنطقة التى ظهرت فيها الإصابات فى ليبيا، وكذلك عدم ظهور أية حالات لمرضى أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير.
ويتوافد المصطافون من كل أنحاء مصر ومن خارجها مستقلين سياراتهم الخاصة أو الأجرة والأوتوبيسات العامة أو القطار المكيف أو على متن الطائرات من مطار القاهرة إلى مطار مطروح، أو من أوروبا إلى مطارى مطروح والعلمين.
وانعكست حالة الرواج على جميع الأنشطة التجارية والسياحية والخدمية بالمحافظة، وازدحمت الشواطئ نهاراً والشوارع والأسواق والمعارض والمقاهى والكافيتريات والسينمات ليلاً، حتى تحولت مطروح إلى مدينة لا تنام.
فالشواطىء، مع كثرتها، تكتظ بالمصطافين، سواء الواقعة داخل المدينة أو على طرفيها الشرقى والغربى، المجانية منها أو ذات الرسوم؛ حيث تم تحديد مبلغ 10 جنيهات سعر إيجار الشمسية وعدد 3 كراسى بعد أن كان 5 جنيهات العام الماضى، بجميع الشواطىء، وتم الإبقاء على فتح الشواطىء أمام المواطنين بالمجان ما عدا شاطىء الغرام ورومل، سيتم تحصيل جنيه واحد من كل فرد مقابل الخدمات، وهذا بخلاف إيجار الشماسى والكراسى.
وتتميز مطروح بالتنوع الذى يتماشى مع كل طبقات المجتمع الاقتصادية والاجتماعية، فهناك عدد كبير من الفنادق الشعبية ذات الإيجارات المتفاوتة حسب مستوى كل فندق، والفنادق ذات النجوم بمستوياتها الخمس، وكذلك الشقق المفروشة والشاليهات التى تتفاوت مستوياتها أيضاً ما بين الشعبية والمتوسطة والفاخرة التى تطل على البحر مباشرة.
ويتراوح إيجار هذه الشقق والشاليهات فى اليوم الواحد ما بين 70 جنيهاً إلى 250 جنيهًا خلال شهر يونيو، حسب الموقع ومستوى التشطيب والفرش، بينما يرتفع هذا الإيجار خلال شهرى يوليو وأغسطس ليتراوح من 100 جنيه إلى 400 جنيه فى اليوم الواحد.
وهناك بعض الشقق والشاليهات التى تتسم بالفخامة والتميز فى الموقع، تبدأ أسعارها من 500 جنيه وتتجاوز 1000 جنيه فى اليوم الواحد.
وعلى الرغم من ارتفاع إيجارات الشقق والشاليهات، تعتبر تكاليف الإعاشة عادية، فأسعار المواد الغذائية والخضر والفاكهة واللحوم بنفس الأسعار بالمحافظات الأخرى أو أقل، رغم أنها أكثر جودة، بالإضافة إلى بشاشة وطيبة أهالى مطروح فى التعامل وعدم الاستغلال فى المحلات والأسواق والشعور، بالأمان والراحة فى جميع الأماكن بالمحافظة، التى تتمتع بالاستقرار الأمنى وانخفاض مستوى الجرائم والخلافات.
أما الشواطىء فهى مفتوحة مجاناً أمام الجميع، فلا توجد شواطىء خاصة، إلا قليلاً، وهى غالباً تقع فى القرى السياحية بالساحل الشمالى، أما شواطئ مدينة مرسى مطروح، فهى شواطىء عامة ما عدا عدد قليل جداً خاص بالفنادق التى تقع عليه.
وتمتد الشواطىء شرقاً وغرباً مثل شاطىء مبارك القريب من وسط المدينة، يقابله من الناحية الأخرى شاطىء رومل الشهير، والذى يمثل شبه جزيرة صغيرة، والفيروز، وشاطىء العوام والليدو بالناحية الغربية من الكورنيش، يقابلهما شاطىء الغرام وكليوباترا ويقعان على شبه جزيرة، وتقع فى شرق المدينة شواطىء مينا حشيش والرميلة وغيرها، كما يقع فى غرب مطروح عدد من الشواطىء المميزة وذات الخصوصية، منها شاطئ الأبيض والأصيل وعجيبة ذات المناظر الطبيعية الخلابة وغيرها.
وقامت المحافظة فى السنوات الأخيرة بتطوير الخدمات وتنظيم الشوارع وتجميلها بشكل يليق بزوارها ويتماشى مع جمال طبيعتها الساحرة، كما تمت إقامة عدد كبير من المشروعات الترفيهية، من بينها أكثر من 7 سينمات صيفية فى أماكن متفرقة تعرض فيها أحدث أفلام موسم الصيف، إلى جانب السيرك وعدد من الملاهى، وأماكن لركوب الدراجات تغلق لها شوارع خاصة لتوفير الحماية والأمان لمحبى قيادة الدراجات وخاصة الأطفال، إضافة إلى الطفطف ذى العربات المتعددة الذى يحرص المصطافون على استخدامه فى تنقلهم على الكورنيش لما يمثله من متعة، لدرجة أن هناك من يترك سيارته الخاصة ويستقله.
وعند انتهاء رحلة المصيف يحرص المصطافون على شراء العديد من منتجات البيئة التى تشتهر بها مطروح للأغراض الخاصة أو هدايا للأقارب والأحبة؛ مثل البلح السيوى والزيتون والنعناع وزيت الزيتون والتوابل والأعشاب الصحراوية التى تشتهر بها مطروح، ومن أهم ما يحرص عليه الجميع هو شراء اللب الأبيض والأنواع الأخرى من محامص ومقالى اللب التى تشتهر بها مطروح.
مصايف المصريين.. لا أحد ينام فى مطروح بعد انتشار شائعة "الطاعون"
الأحد، 28 يونيو 2009 01:50 م
موسم الصيف هذا العام يبدو مثيراً منذ بدايته
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة