جاء إعلان وزير التنمية الإقليمية الإسرائيلى أمس السبت عن موافقة البنك الدولى على تمويل مشروع قناة البحرين لتفتح جبهة مصرية جديدة للصراع على المياه.
ويظل الصراع على المياه فى أقصى الجنوب قائما، حيث منابع النيل والتهديدات غير الرسمية من دول المنبع بمقاضاة مصر دوليا وفى أقصى الشمال الشرقى حيث المشروع الإسرائيلى الأردنى الفلسطينى لسحب المياه من خليج العقبة إلى البحر الميت بهدف توليد الطاقة وتحلية المياه، إسرائيل هى القاسم المشترك فى جبهتى الصراع على مياه النيل فى دول الهضبة الاستوائية وفى قناة البحرين، والهدف كما يؤكد الخبراء هو محاولة إضعاف مصر والنيل من أمنها القومى وأن قناة البحرين ستكون واحدا من الملفات المهمة التى سترهق البلوماسية المصرية فى الفترة القادمة وستمثل ثغرة جديدة فى الأمن القومى المصرى.
د.طارق فهمى الخبير فى الشئون الإسرائيلية يطالب بأن تتخذ مصر عدة خطوات منها توسعة المجرى الملاحى لقناه السويس ووضع إستراتيجية جديدة للتعامل مع هذه المخططات الإسرائيلية، خاصة وأن المشروع لا يموله البنك الدولى فقط، ولكن تموله أيضا منظمات صهيونية وشخصيات إسرائيلية ومنظمات من الاتحاد الأوروبى ومن الدول الإسكندنافية، أما ملف منابع النيل فإن الحل الأمثل هو اللجوء إلى سياسة التهديد والوعيد وسياسة الحزم إلى جانب الدبلوماسية الناعمة لأن إسرائيل أصبح لديها جهاز معلوماتى قوى فى الدول الأفريقية.
د.مغاورى شحاتة الخبير فى مصادر المياة ورئيس جامع المنوفية الأسبق قال إن هناك تضخيما فى مخاطر مشروع قناه البحرين على مصر وإنه من الممكن أن تكون هناك أضرار على الشعاب المرجانية والحياة البحرية فى خليج العقبة، ومن الممكن أن تكون هناك إجراءات وقائية من هذه الأضرار المحتملة. وأما جبهة الصراع على مياه النيل، فإن القادم فيها هو الأسوأ لأن الدول الأفريقية بدأت تستخدم الرأى العام الداخلى لإثارة بعض القضايا وأن مصر عليها التحرك على جميع الأصعدة قبل اجتماع وزراء رى دول الحوض الشهر المقبل فى الإسكندرية لشرح موقف مصر والأضرار التى يكمن أن تحدث لها فى حال المساس بحصة مصر من مياة النيل لأن الملف لم يعد يحتمل"الهزار".
يذكر أن مشروع قناة البحرين يتمثل فى شق قناة يبلغ بطول 180 كلم لنقل 200 مليون متر مكعب من المياه، يصب نصفها فى البحر الميت ونصفها الآخر يتم تحليته.
البنك الدولى وافق على تمويل المشروع.. قناة البحرين تفتح جبهة جديدة لحرب المياه و"منابع النيل" تحتاج إلى سياسة الحزم
الأحد، 28 يونيو 2009 06:54 م