فيسبوك
واتساب
خلال السنوات الأخيرة، نجحت مجموعة من الشركات المصرية فى التحول من كيانات محلية إلى علامات مؤسسية حاضرة فى أسواق إقليمية وعالمية، مدفوعة بتراكم خبرات تنفيذية واسعة اكتسبتها من العمل فى المشروعات القومية الكبرى داخل مصر، وهو ما انعكس على قدرتها على إدارة مشروعات ضخمة وفق معايير دولية، وجعلها محل ثقة لدى حكومات ومستثمرين خارج الحدود.
هذا التحول قاده رجال أعمال تمكنوا من صناعة إمبراطوريات حقيقية عبر سنوات طويلة من التخطيط المؤسسى الدقيق، واتخاذ قرارات توسع محسوبة، وبناء نماذج أعمال قابلة للتكرار، وبفضل ذلك استطاعوا نقل شركاتهم من السوق المحلى إلى مستوى إقليمى وعالمي.
هشام طلعت مصطفى.. تصدير نموذج المدينة المتكاملة
ويقف هشام طلعت مصطفى فى طليعة هذا التحول، بعدما نجح فى تحويل "مجموعة طلعت مصطفى القابضة" إلى أيقونة عمرانية تصنف حاليًا ضمن أكبر 6% من الشركات فى الأسواق الناشئة بأفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، بقيمة سوقية بلغت نحو 3.1 مليار دولار.
هذا النجاح استند إلى محفظة أراضٍ هائلة تصل إلى 115 مليون متر مربع، وخبرة تراكمية بدأت من داخل مصر عبر تأسيس مجتمعات سكنية متكاملة الخدمات مثل الرحاب ومدينتى ونور وسيليا، والتى استقطبت نحو 1.5 مليون نسمة.
واليوم، ينطلق هشام طلعت بهذا النموذج المصرى الفريد نحو المنطقة العربية، حيث يقود مشروع "بنان" فى الرياض باستثمارات تقدر بنحو 8.4 مليار دولار، لإنشاء أكثر من 27 ألف وحدة سكنية، جرى بالفعل تنفيذ وبيع أكثر من 4500 وحدة منها، بالتوازى مع التوسع فى السوق العمانى عبر مشروعى "Jood" و"Yamal" بـ 15 ألف وحدة واستثمارات 5 مليارات دولار.
وبالتوازى، توسع هشام طلعت فى قطاع الضيافة، مضيفًا سبعة فنادق تاريخية إلى محفظتها، من بينها فنادق فى أسوان والأقصر والقاهرة والإسكندرية، مع مشروعات فندقية جديدة قيد التطوير فى مدينتى ومرسى علم، إلى جانب مشروع فندق فورسيزونز بجوار المتحف المصرى الكبير، ليصل إجمالى الغرف الفندقية إلى أكثر من 5 آلاف غرفة.
السويدي.. الصناعة المصرية على خريطة الطاقة العالمية
وفى القطاع الصناعى، استطاع أحمد السويدى أن يضع الصناعة المصرية على خارطة الطاقة العالمية، محولًا "السويدى إليكتريك" إلى منصة دولية تعمل عبر 31 منشأة فى 15 دولة.
هذه الإمبراطورية الصناعية ترجمت قوتها مؤخرًا بضخ 1.5 مليار ريال سعودى لإنشاء مصنعين فى مدينة "ينبع" بالسعودية لإنتاج الكابلات المتخصصة وقضبان النحاس بطاقة تتجاوز 130 ألف طن سنويًا، مع دراسة توسعات جديدة فى قطر بقيمة 250 مليون ريال قطري.
أما فى القارة الأفريقية، أثبت السويدى تفوق المهندس المصرى بقيادة مشروع سد ومحطة "جوليوس نيريري" فى تنزانيا بتكلفة 2.9 مليار دولار لتوليد 2115 ميجاوات، بالإضافة إلى مشروعات الطاقة المتجددة فى زامبيا بقدرة 300 ميجاوات، مما جعل "البراند المصري" مرادفًا للبنية التحتية القوية فى القارة السمراء والخليج على حد سواء.
ياسين منصور.. التوسع العقاري المدروس
وعلى خطى التوسع المدروس، صاغ ياسين منصور، تجربة فريدة لنقل نجاح "بالم هيلز" إلى آفاق إقليمية، مستهدفًا أسواقًا عالمية عبر مشروع "Saadiyat Shores" فى قلب أبوظبى، باستثمارات تصل إلى 20 مليار درهم.
المشروع الذى يمتد على مساحة 1.87 مليون متر مربع موزعة على ثلاث جزر، يطمح لتحقيق مبيعات تتجاوز 7 مليارات دولار من خلال 620 فيلا وألف شقة، مستهدفًا مشترين من أوروبا والولايات المتحدة وآسيا إلى جانب السوق المصرى، وفق تصريحات صحفية سابقة.
وبالتوازى مع هذا الصعود العقارى فى الإمارات، يعمل على تنفيذ تجربة مماثلة فى السعودية عبر مشروعات الرياض وجدة، يتبنى منصور رؤية تنموية شاملة تتجاوز بناء الجدران إلى بناء العقول، عبر خطة استثمارية فى قطاع التعليم تصل قيمتها إلى 300 مليون دولار لإنشاء 15 مدرسة، ليؤكد أن قوة الإمبراطوريات المصرية العابرة للحدود تكمن فى قدرتها على تقديم نموذج حياة متكامل يجمع بين الاستثمار العقارى، الصناعى، والتعليمى، تحت راية "الخبرة المصرية" التى أصبحت عملة صعبة فى سوق الاستثمارات الدولية.
