المشهد الأول:
ريم 3 سنوات: "ماما إدينى شوية سكر".. "ليه يا حبيبتى؟".. "علشان وأنا بعوم فى البحر فى أوضتى الميه المالحة دخلت فى بقى.. يع يا ماما.. عايزة أحط عليها سكر".
المشهد الثانى:
تتناول الأم طبق بلاستيك به أوراق مقطعة بحجم قطع الكيك من ابنتها (هبة 4 سنوات) مصحوباً بالسؤال "إيه رأيك يا ماما فى الكيكة إللى أنا عملتها؟ لأ كليها بجد يا ماما دى حلوة أوى".
المشهد الثالث:
هانى5 سنوات: حاسبى.. حاسبى يا ماما متقعديش فوق السرير علشان ده المطار والطيارة نازلة أهه.. إنتى مش شايفاها؟!"
المشهد الرابع:
بسمة 4 سنوات ونصف، ممسكة بالمسطرة على أذنيها: "آلو.. أيوة يا بابا ح تيجى إمتى من الشغل علشان تفسحنا بالعربية.. إحنا زهقنا بقى..".
هذه مشاهد واقعية حدثت أو تحدث بين الأمهات وأبنائهن أثناء لعبهم الإيهامى، فهل خيالات الأطفال هذه مؤشر خطر على إصابة عقول الأطفال كما تعتقد بعض الأمهات أم علامة صحة نسعد بها وننميها وإن كانت فإليك الطريقة.
"طبيعى جداً وممتاز" هكذا علقت المستشارة التربوية ومديرة مركز أجيال للتنمية الأسرية
أ.نيفين عبد الله، على لعب مهند وبسمة وريم وهبة، فاتجاه الطفل من سن 3 وحتى 5 سنوات تقريباً إلى اللعب الرمزى والخيالى أو الإيهامى طبيعى، ويخضع تماماً لمرحله نموه فى هذه الفترة، هو خلط ما بين الواقع والخيال يكسبه معلومات عن أشياء لا يدركها وهو فى الحقيقة بداية الإبداع والابتكار، فاختراع الغواصة جاء من تخيل إنسان لماكينة تغوص فى قاع البحر، والعصا التى يطيرها أحد الأبناء على أنها طائرة من الممكن أن تستغلها الأم فرصة لإكسابه معلومات عن الطيران بدلاً من إعطائه محاضرة جافة عن ذلك، فيمكنها أن تقول له مثلاً "الله يا حبيبى طيارة جميلة، بس ناقصها جناحين علشان تطير وحاجات تانية كمان مهمة"، وهكذا المناقشة حول لعبه التخيلى بدون سخرية من الممكن أن تنمى الجانب الإبداعى لديه، هو كذلك يستكشف أدواراً جديدة لأناس مهمين فى الحياة عندما يمثل دور دكتور، مدرس، بابا، ماما.
وللعب الإيهامى فائدة أخرى تضيفها أ.نيفين، تقول: "هو أيضاً من الطرق العلاجية النفسية المهمة للأطفال، ويستخدم غالباً للتنفيس، فيعبر الطفل عن إحباطاته أو مشاعره السلبية من خلال ضربه للعروسة مثلا.. إلخ، فأحياناً يكون اللعب مسرحاً يمثل عليه الطفل متاعبه النفسية بشكل رمزى.
ومن الممكن أيضاً أن يكون للعب الإيهامى دور كبير فى تغلب الطفل على مخاوفه – والكلام ما زال للمستشارة التربوية - فالطفل الذى يخاف من الطبيب مثلاً نجده يكثر من الألعاب التى يمثل فيها دور الطبيب، إذ إن تكرار الموقف الذى يسبب الخوف من شأنه أن يجعل الفرد يألفه، والمألوف لا يخيفنا لأننا نتصرف حياله التصرف المناسب.. وهكذا.
ما على الأم الأب إذاً حيال هذا النوع من اللعب سوى إدارة مناقشة إن استدعى الأمر إثارة خيال طفل، أو التعامل معه كطفل وليس أم أو معلم أو شرطى.
اللعب أحيانا بيكون حل أفضل للعلاج النفسى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة