فى مصر، لنا عادات وتقاليد خاصة، لنا مفاهيم تختلف عن كل دول العالم، مصريتنا تتفق أحيانًا مع العقل والمنطق، وتختلف معهما كثيرًا.
فى مصر، حين تتحدث مع أحد أو عن أحد وتقول إنه أخطأ فى أمر فأنت تكرهه، وحين تمدح شخصًا فأنت تحبه وتعشقه، نُشخصن كل شىء، ونحكم بعواطفنا.
حين تحدثت عن المعلم حسن شحاته، بعد الإخفاق أمام الجزائر فى تصفيات كأس العالم، وقلت إنه أخطأ داخل الملعب، قالوا أنت تكرهه، وحين امتدحت طريقة لعبه فى كأس القارات، وأشدت به قالوا أنت تحبه، فأصبحت فى أيام قليلة محبًا وكارهًا ومادحًا ومنتقدًا لشخص واحد.
بمقاييسنا «المُمصرة» أصبحت رجلاً متناقضًا متلوناً، وأصبح كل من انتقد المعلم وهاجمه ثم عاد ليمتدحه إنسانًا منافقًا، وأنا اليوم فى تحد جديد، تحد لهذا الفكر.
اليوم، امتدح المعلم وأشيد به، وأهاجمه وانتقده فى مقال واحد، أشيد بحسن شحاتة مدربًا كفءًا قديرًا، حقق ما لم يحققه مدرب فى تاريخ الكرة المصرية، أشيد بشحاتة مدربًا أحرج البرازيل وتفوق على إيطاليا، وأثبت للعالم قوة المنتخب المصرى بطل أفريقيا.
أمتدحُ عبقريته فى مباراة البرازيل، والطريقة التى بدأ بها اللقاء، وامتدحه حين فاجأنا أمام إيطاليا، وأشرك محمد حمص وأجلس أحمد حسن على مقاعد البدلاء، ليحقق أهم وأغلى فوز فى تاريخ الكرة المصرية.
أمتدحُ شحاتة، وأتحدث إليه ومعه وعنه بكل فخر، وسرور، وثقة فى قدراته الفنية على قيادتنا لكأس العالم، وأهاجم شحاتة لالتفاته وانشغاله بما يُقال عنه فى بعض الصحف ووسائل الإعلام، أعيب عليه نزوله من مقامه العالى الذى سكنه بعد الفوز بكأس الأمم، ليلتفت إلى «س» أو «ص»، ويهتم بالرد عليهم أو تكذيب اتهاماتهم، أقول للمعلم إن صورتك لن تتشوه لمباراة خسرتها أو لإخفاق ما، سينساه التاريخ وسط إنجازاتك الكبيرة، ولكنها ستتشوه إن شغلت نفسك بأمور أنت أكبر وأجل من أن تفكر فيها.
فاصل أخير
أؤكد لشحاتة، أننا تحدثنا عنه بحب حين مدحناه، وتحدثنا عنه بحب أيضًا حين هاجمناه، الشخصنة وانتقاد الذات لا نعرفهما، ولا نريد أيا منهما، وأؤكد له أن كل ما حققه فى كأس القارات، لن يكون كافيًا لتكميم أفواه منتقديه مع أول سقوط فى الفترة المقبلة، أوقن وأجزم أنه فى حال تعرض المنتخب لأى خسارة فى تصفيات المونديال، فستعود الأقلام الناقمة لتكتب وتهاجم، وستطل علينا نفس الوجوه تبكى على ضياع حلم التأهل وتتهمه بالتقصير، وبسوء الإدارة الفنية، ستعود الوجوه ذاتها تتلاعب بمشاعر الجماهير، تحدثهم عن حلم ضاع بفعل فاعل، ستعود تنتقد وتقول إن أخطاء المدرب كانت السبب فيما حدث.
أقول لشحاتة: الأزمة ليست فى هجومهم عليك أو انتقادهم لك، فهذا أمر عادى ومتوقع، الأزمة كلها أن ترد عليهم، أن تنغمس فى مهاترات وتفاهات أنت أكبر منها، الأزمة أن يفقد المعلم بريقه، ويلتفت إلى أشياء ليست من مقامه.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة