الجارديان: على أوباما تبنى سياسة فعالة لمواجهة الاستيطان

الخميس، 25 يونيو 2009 03:40 م
الجارديان: على أوباما تبنى سياسة فعالة لمواجهة الاستيطان صحيفة الجارديان تعلق على موقف أوباما من الاستيطان
إعداد ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
علقت صحيفة الجارديان فى افتتاحيتها اليوم، الخميس، على المقترح الإسرائيلى بإنشاء منازل جديدة فى المستوطنات فى الضفة الغربية. ودعت الصحيفة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى تبنى سياسة فعالة فى مواجهة التحدى الإسرائيلى له، وحثته فى الوقت نفسه على ضرورة عدم الانخراط فى منورات نيتانياهو بالقبول بواقع المستوطنات، ونسيان جوهر القضية نفسها.

وتبدأ الصحيفة افتتاحيتها بالقول: ألقى كل من الرئيس الأمريكى باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو خطابين هذا الشهر فى مصر وإسرائيل، استخدما نفس مفردات السلام والأمل، لكنهما فى المقابل كانا مختلفين فى حسابات الواقع. فالشرق الأوسط بالنسبة للرئيس الأمريكى مكان يمكن حل الصعاب فيه والتغلب على الصدمات النفسية. أما الشرق الأوسط بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلى هو منطقة يعتمد فيها الأمن على عدم منح الكثير وحتى هذا المنح لا يتم إلا إذا استوفيت الشروط القاسية.

بشكل خاص، عندما وجد نيتانياهو أنه قد ينطق بمصطلح "الدولة الفلسطينية"، أضفى على هذا الامتياز الكلامى الذى يحمل تنازلاً، مطالباً بأن يعترف الفلسطينيون والدول العربية الأخرى بإسرائيل كدولة يهودية، وأصر على أن لإسرائيل الحق فى بناء مستوطنات فى الضفة الغربية لاستيعاب النمو الطبيعى. وفى تصريحات أخرى، بدا نيتانياهو وكأنه يشير إلى أن إزالة أو احتواء التهديد الإيرانى النووى هو شرط آخر لإنشاء الدولة الفلسطينية.

ورأت الجارديان أن نزع السلاح الإيرانى ليس أمراً يمتلكه أوباما حتى يمنحه، فى حين أن مطالبة العرب بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية ينقل الأمر من مجرد الاعتراف بإسرائيل إلى المعرفة التامة بأن ذلك سيكون خطوة خطابية بعيدة تماماً عن الفلسطينيين وتمس وضع العرب الإسرائيليين. هذا هو نيتانياهو الذى نعرفه عجوزاً ماهراً فى العرض وعنيداً فى التنفيذ، كما كان خلال وجوده فى الحكم بين عامى 1996 و1999، وهى الفترة التى قوض فيها تماما عمية أوسلو ومنع مباحثات السلام مع سوريا ونفَر العاهل الأردنى حينئذ الملك حسين. وقبل كل شىء، قام بتوسيع المستوطنات وسمم العلاقات الدافئة نسبياً التى كانت بين سابقيه شيمون بيريز وإسحق رابين وبين الفلسطينيين، ومهد الطريق لاندلاع الانتفاضة الثانية.

الرئيس أوباما يتفهم أهمية المستوطنات وهو السبب الذى جعله يوضح ضرورة إيقاف الأنشطة الاستيطانية. "النمو الطبيعى" يبدو منطقياً، لكنه كان دائما يستخدم بشكل ساخر فى الماضى لتبرير التوسع فى الاستيطان. ومن الغريب أن نسمع عن النمو الطبيعى دون أن نسمع أبدا عن الانكماش الطبيعى، على الرغم من أن بعض المستوطنين عادوا بالفعل إلى إسرائيل. وأن المزيد منهم سيفعل ذلك إذا تم التخلص من معدل المواليد المرتفع، والإعانات التى تمنحهم منازل أسعارها تمثل نصف أسعار المنازل الموجودة داخل إسرائيل.

وتمضى الصحيفة فى القول بأن المقترحات الكثيرة التى تقدمها وزارة الدفاع الإسرائيلية لمنازل جديدة فى إحدى المستوطنات شمال رام الله ربما لم يقصد بها تحدى أوباما، لكن النتيجة أو التأثير قد يكون ذلك. فالحكومة الإسرائيلية تقول إنه لم يتم منح موافقات لمنازل جديدة، وقد يكون حقيقياً أن الخطة تأخذ مجراها إدارياً، كما حدث فى كل برامج الاستيطان قبل ذلك. لكن السؤال الآن بعد أن أصبحت الخطة مكشوفة، هو هل إسرائيل تؤيد ذلك، وهو الأمر الذى سيجعل أوباما يظهر لنيتانياهو أن بإمكانى إجباره على تنفيذ رغبته، أو المضى قدماً.

إذا كان الأمر كذلك، سيكون من الصعب أن يتجنب أوباما اتخاذ إجراء، فمجرد استنكار النشاط الاستيطانى الجديد سيُنظر إليه كهزيمة. وتقدم الصحيفة نموذجاً لما تراه سياسة فعالة فى متناول اليد. ففى عام 1992، هدد جورج بوش ووزير خارجيته جيمس بيكر بإنكار ضمانات القروض ما لم يتم وقف النشاط الاستيطانى. الولايات المتحدة تمنح إسرائيل 2.8 مليار دولار سنوياً، ولديها نفوذ هائل إذا أرادت استخدمته. وسواء تسبب هذا المقترح الاستيطانى فى نشوب أزمة أم لا، فإنه لا يجب السماح لقضية التوسع الاستيطانى بتجاهل قضية المستوطنات نفسها والتى تعد الأهم.

واعتبرت أن نيتانياهو سيحقق انتصاراً إذا سمح أوباما لنفسه بالانشغال فى مناورات حول القبول بأن المستوطنات الموجودة هى حقائق على الأرض مقابل تجميد عدد قليل من الشقق الإضاقية. فالمستوطنات يمكن التخلى عنها أو إخضاعها لسيادة دولة أخرى. وتحقيق السلام العادل يتطلب وجود بعض منها، بحسب تعبير الافتتاحية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة